بالاس

صور جديدة تكشف واحد من أغرب و أعنف الكويكبات بالاس في المجموعة الشمسية وهو أيضاً أكثر الكويكبات المغطاة والمليئة بالحفر، الكويكيب المسمى بالاس pallas قطره 512 كيلومتر – 318 ميل، يعتبر كويكب كبير بشكل هائل ويمثل حوالي 15% من قطر القمر كما في الصورة، وفي الواقع هو ثالث أكبر كويكب بعد سيريس Ceres في حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ و المشترى.

تاريخ اكتشاف كويكب بالاس

والصورة توضح اختلاف أحجام كويكبات حزام الكويكبات من الأكبر إلى الأصغر من اليسار إلى اليمين وهو يمثل 7% من كتلة المنطقة، عندما اكتُشِف بالاس في يوم 28 مارس عام 1802 كان في الحقيقة ثاني كويكب اكتشف من أصل اثنان فقط، ومكتشفه عالم فلك ألماني الجنسية يسمى Heinrich Wilhelm Matthäus Olbers ويقرأ “هنريتش ڤيلهلم ماثيوث أولبرز”، وقد صنفه في الأصل على أنه كوكب وتوضح الصورتان أن هذا الكوكب يقوم منذ فترة طويلة باتباع مسارًا غريبًا عبر الفضاء، و هو أنه يدخل ويخرج من الحزام الرئيسي؛ لأنه يتبع مسارًا منحرفًا بشدة حول الشمس، مقارنة بمدارات الكواكب، حيث يرفف بالاس نفسه شمالاً و جنوباً أعلى وأسفل مدار الأرض حول الشمس.

بالاس
بالاس

وهناك مجموعة من الأجسام الصغيرة تتبع الكويكب أينما يذهب كما تتبع الأقمار الكواكب، تظهر الصور الجديدة عواقب تلك الرحلة المميزة الذي يتخذها بالاس ذهباً و إياباً حول الشمس.

وقال عالم الفلك مايكل مارسيت، الكاتب الرئيسي لدراسة تصف الصور وهو أحد علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تصريح منه: ومن هذه الصور يمكننا الآن أن نقول أن بالاس هو أكثر كويكب في حزام الكويكبات عرفناه يحتوي حفراً بهذه الكمية أنه يشبه اكتشاف عالم جديد.

وكتب الباحثون أن الكويكبات في حزام الكويكبات تتحرك بسرعة كبيرة، لكنها أيضاً تميل إلى امتلاك مدارات متشابهة للغاية، وعندما تصطدم صخور الفضاء هذه ببعضها البعض يمكن أن تكون التصادمات كارثية وتنتج الحفر ولكن يتم إلغاء معظم سرعة هذه الكويكبات.

وقال مايكل مارسيت معقباً: “يشبه الأمر إلي حد ما قيادة شاحنة بسرعة 80 ميلا على الطريق السريع و تسير سيارة بجانبك بسرعة 82 تنحرف قليلاً و تصطدم بك سيؤدي ذلك إلى بعض الضرر ولكن طالما أن كلا السائقين سيطروا على مركباتهم، فربما يكون الجميع على ما يرام تماماً، لكن سيكون في المركبات بعض الانحناءات فقط”.

الأجسام الموجودة في حزام الكويكبات غالباً ما يكون بها الكثير من الحفر الناتجة عن تصادمات مثل هذه بعض تلك الحفر تكون كبيره جدا، لكن بالاس لديه عدد غير معقول من الحفر الكبيرة.

عندما يمر بالاس يبدو الأمر كما لو أن قطار شحن يسير بسرعة بشكل انحرافي وبطريقه غير متحكم فيها على هذا الطريق السريع يفجر السيارات إلي شظايا من الصلب و البلاستيك ويستمر في طريقه لا يبالي كما أنه لم يحدث شيء، وكل هذا بفضل زخم حركته الضخم، وعلى مدى مليارات السنين يتكرر هذا النمط الذي يحدث مرتين في كل دورة يدورها بالاس حول الشمس، مما جعل هذا الكويكب محفوراً لدرجة أنه يبدو وكأنه كرة جولف في الصور المنخفضة الجودة، حيث يواجه تصادمات أكثر بمرتين أو ثلاث مرات من سيريس أو فيستا أكبر جسمين في حزام الكويكبات ومدراه المائل هو تفسير مباشر لوجود هذا السطح الغريب للغاية الذي يملكه بالاس الذي لا نراه علي أياً من الكويكبان الآخران سيريس و فيستا.

بالاس
بالاس

تظهر الصور التي تم التقاطها باستخدام أداة تسمى SPHERE، في تليسكوب كبير جداً تابع للمرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي، أن بالاس به 36 حفرة أكبر من 30 كيلومتر – 18 ميل قطراً، بما في ذلك حفرة يبلغ عرضها 400 كيلومتر – 250 ميل عند خط استواء الكويكب، تسبب بها اصطدام سابق بجسم عرضه 40 كيلومتر – 25 ميل، يوجد لديه أيضاً نقطة مضيئة في نصف الكرة الجنوبي له، ويعتقد الباحثون أنها قد تكون رواسب ملح كبيرة، وقد نشرت الدراسة في 10 فبراير في مجله Nature.

اقرأ أيضًا:الفيزياء الطبية وجهود العلماء لتطوير طرق التشخيص والعلاج

اقرأ ايضًا:ما وراء الطبيعة !! …قوانين رفعت للإستمتاع بالحياة