بقلم \ ماريان عزيز
لقد أصبحنا اليوم نعيش فى مجتمع ملئ بالامراض النفسية وعقد النقص، مجتمع ينظر الى الامور بشكل سطحى، ولا يدخل الى العمق حيث يمنح المكانة الإجتماعية للشخص من خلال مظهره، وظيفته، أو ما يملكه من أشياء ثمينة بغض النظر عن مستواه الفكرى او الثقافى او حتى الاخلاقى .
حيث اننا مجتمع (يجيد المقارنات ولا يقدر الاختلافات)، فمازلنا مجتمع يخشى فيه الرجل تفوق المراة عنه مهنيا او فكريا !
و مازلنا فى مجتمع يصدق الخرافات و الدجالين و قد لا يصدق الأبحاث والدرسات العلمية، مجتمع به اشخاص تجتمع معا ليتابع كل شخص بمفرده حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعى، مجتمع لا يقدر الشخص إذا كان لديه حرفة أو مشروع بسيط بينما يقدره إذا حصل على وظيقة مرموقة بالرشوة او الواسطة إلى أن أصبح معيار الإلتحاق بالوظيفة هو الرشوة والواسطة و ليس الكفاءة المهنية او العلمية ثم يسعى لمحاربتهم !
مجتمع به برامج المقالب و الترويع هى البرامج الترفيهية، وهى الأكثر مشاهدة وإستمتاع ثم يتعجب من انتشار العنف بين افراد المجتمع حتى الاطفال.
لكن لاشك ان المجتمع فى عصرنا قد تطور فكريا بعض الشئ فى ظل ظهور الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعى و الانفتاح عن العالم .
فعلى الفرد ان ينتقى افكاره و افعاله و يدرسها جيدا، و لا يتأثر بكل ما يقال له و يتحرر من تلك الافكار و الاراء المعقدة التى قد تقتل إبداعه، بل يفعل كل ما يريد بكل حرية دون قيود طالما لا يتنافى مع معتقدات ومبادئ المجتمع او يتسبب فى ايذاء الاخرين فالحرية
هى المدخل لحياه افضل و بذلك يؤثر ايجابيا فى نفسه و فى المجتمع و ربما العالم.