IMG 20200421 WA0002

العب كاراتيه..بالفيديو !!

كتب/ تامر محمود متولي

الحاجة أم الاختراع وهنا في مصر بالذات الحاجة هي أم الاختراع وأبوه وكل أسلافه ودائما ما تنبع معظم إختراعاتنا العظيمة وإنجازاتنا الكبيرة من حاجتنا الملحة إلى تحقيق هدف ما أو إجتياز عقبة صعبة ، تهدد تواجدنا أو تصعب من حياتنا وليس أدل على ذلك في تاريخنا كله أكثر من الساتر الترابي الرهيب على الضفة الشرقية للقناة، والتي كانت اسرائيل تعتبره أكبر حجر عثرة ومانع الموانع لقواتنا المسلحة من مجرد التفكير في عبور القناة فإذا بمهندسي قواتنا المسلحة الشجعان يفجروه بعدة خراطيم مياه!!

وهذا الفكر الإبداعي الموجود لدينا منذ الازل دائما ما نجد له إشارات متجددة كل فترة من الزمن تتعرض فيها البلاد لحادثة أو نازلة كبرى تهدد حياة المصريين، أو تشق عليهم وهنا يظهر الإبداع كحالة من المقاومة الطبيعية، التي يفرزها الشعب لمواجهة مثل هذه الشدائد وزرع الأمل في النفوس مرة اخرى من أجل مواصلة الحياة وانتظار الفرج.

ولإننا نعيش الآن في عصر فيروس كورونا المستجد أو كوفيد 19 والذي لا يزال يواصل حصد الأرواح في كل مكان بالعالم، فكان لابد وأن يظهر المصري قدرته على الإبداع التي يتوارثها عبر الأجيال، ولكن بالطبع بما يتناسب مع التقدم العلمي والتكنولوجيا الحديثة، التي سادت في العصر الحالي ومن هنا فيما يبدو نشأت الفكرة لدى الاتحاد المصري للكاراتيه برئاسة ” محمد الدهراوي” في محاولة جادة لقتل أوقات الفراغ الهائلة لدى الشباب نتيجة الحبس الإجباري للجميع، بسبب قرار منع التجمعات لمنع تفشي الوباء وذلك بتنظيم بطولة للشباب تحت 18 سنة بالدقهلية، على صالة مركز شباب ميت غمر بنظام “ال فيديو كونفرانس ”

وتقام البطولة تحت رعاية الدكتور ” أشرف صبحى” ، وزير الشباب والرياضة وتحت إشراف إدارة مركز شباب ميت غمر، التابع لمنطقة الدقهلية، بنظام أون لاين عن طريق ” الفيديو كونفراس” بمشاركة 11 مركز شباب بالمحافظة، حيث يحق لكل مركز المشاركة بلاعب واحد فقط فى كل فئة من فئات أولاد وبنات وذوى الاحتياجات الخاصة ، وذلك فى منافسات ” الكاتا بنين” .

وإلى هنا قد ينتهي الخبر بالنسبة للقارئ العادي في الأيام العادية، في الظروف العادية ولكن في هذه الأيام التي يحاصر فيها الفيروس البشر في منازلهم بهذا الشكل المزري، ويحظر عليهم التحرك بكافة أنواعه للدرجة التي دفعت الاقتصاد العالمي نفسه خطوات كبيرة إلى الوراء ، يقف القارئ كثيراً وهو يتابع هذا الخبر ويجد نفسه يقول بذهول ماذا..كيف؟!

كيف يتسنى للشباب وهم مجبورون على الإقامة بمنازلهم خوفاً من المرض بهذه الطريقة من ممارسة رياضة مثل رياضة “الكاراتيه” تحتاج في أبسط أولوياتها إلى إقتراب الخصوم من بعضهم ، وإلى كل أنواع الأحتكاك الحقيقي بين لاعبان على الأقل، وإلا يصبح الأمر مثل لعب رياضة الشيش بإستخدام ملاعق الطعام!!

والأمر بالطبع يحتاج لشيء من الشرح والتوضيح حتى يكون الأمر مبسطا للقارئ العادي، ليفهم طبيعة الأمور ولا يتهم إتحاد الكاراتيه عندنا بالتخلف العقلي، وربما إهدار المال العام ، فالأمر هنا ببساطة وفي حالة ممارسة الكارتيه بنظام الفيديو يتعلق فقط بالكاتا كاراتيه.

نعم أسمعك يا من تقول كسبنا صلاة النبي ولكن من فضلك دع لي مساحة أكبر كي أشرح لك الأمور ولا داعي للتسرع في السباب..
ما هي الكاتا ؟ هذه كلمة يابانية تعني حرفياً “شكل” وتشير إلى نمط تفصيلي من الحركات المصممة خصيصًا لممارستها بمفردها ، وكذلك داخل المجموعات وفي إنسجام وهي تدريب يمارس في فنون الدفاع عن النفس اليابانية كوسيلة لحفظ الحركات التي يتم تنفيذها وإتقانها ولها العديد من الاشكال والمدارس وعلى رأسها
الشوتوكان : وهي أكثر المدارس شيوعاً
والشوتوريو : وهو ثاني أكثر المدارس انتشاراً.

ماذا .. مزيد من الصلاة علي النبي..

من الآخر هي عبارة عن قتال وهمي ينفذ فيه لاعب الكاراتيه حركات على أشخاص وهميين غير موجودين على أرض الواقع ، لكنهم موجودون في مخيلته يعني حاجة كده زي مصارعة طواحين الهواء بتاعت الاخ “دون كيشوت” ومن هنا جاءت إمكانية المنافسة بنظام الفيديو حيث سيقوم اللاعبون المتنافسون بأداء هذه الحركات امام الكاميرات، وتقوم لجنة التحكيم التي سوف تراقب التنفيذ بإعطاء تقييم لهذه الحركات من خلال تقنيات حركات الكاتا المعروفة ومن ثم يفوز البعض ويخسر البعض الاخر..خلصت..يارب نكون فهمنا.

وفي النهاية يتبقى لي فقط أن أثني على هذه الأفكار الإبداعية الرائدة في مواجهة الصعاب لشعبنا المصري الجميل، وأسجل رغبتي الشخصية في استبدال المصيف هذا العام باقامة منافسة للسباحة في البيوت ولكن.. بنظام “ال فيديو كونفرانس “!!