IMG 20200503 WA0023

توتى أسطورة إيطاليا ربع قرن فى الملاعب

ولدت فى روما و سأموت بها

بقلم: محمد أشرف

لكل رياضة أساطيرها، وبما أن كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية بالعالم كان لابد من ذكر نجومها حول العالم، واليوم نتطرق للحديث عن فرانشيسكو توتى أسطورة روما.

ولد توتى فى 27 سبتمبر عام 1976 فى روما لوالدين ، نشأ فى حى “بورتا ميترو” وعندما أصبح عمره 13 عاماً كان مثله الأعلى قائد روما “جوزيبي جيانيني ” و بدأ توتى لعب كرة القدم بتدرج مع عدت فرق مثل Fortitudo و trastevere و لكن سرعان مع لفت انتباه كشافة العديد من الأندية، وعلى رأسهم نادى “أى سى ميلان” و الذى رفضت والدته الإنضمام إليه بمقابل مادى ضخم بهدف الابقاء عليه فى مسقط رأسه و لكن فى النهاية أقنع ” جوزيبي جيانيني ” والديه بالموافقة على أنضمامه لفريق شباب روما عام 1989.

كان توتى يعتبر واحدًا من أكثر لاعبى روما شهرة منذ أكثر من عقدين، بدأ توتى اللعب كلاعب خط وسط مهاجم، و لكنه لعب أيضًا مهاجمًا لكل من ناديه وبلده خلال مسيرته الناجحة، وقد كان أحد الأسماء الأساسيين فى المنتخب الإيطالى الفائز بكأس العالم فى ألمانيا عام 2006 وهو صانع ألعاب المنتخب.

و لكن بعد ثلاث سنوات قضاها مع فريق الشباب سجل توتى حضوره الأول بقميص نادى روما بعمر 16 تحت قيادة بوسكوف فى الفوز خارج ملعبه 2-0 على بريشيا، و لكن فى موسمه الثانى مع روما بدأ يلعب بشكل أكثر انتظاما كمهاجم ثانى و نجح فى تسجيل هدفه الأول فى تعادل روما مع فوجيا 1-1
ومع حلول عام 1995 أصبح وجود توتى ضروريا فى تشكيلة روما الأساسية و نجح فى تسجيل 16 هدفا مما جعل مدربه مازون يشيد بموهبتة الكبيرة

تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن

و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن بعد إقالة مازون فى صيف عام 1996 و مع رحيل جيانيني كان من المتوقع أن يلعب توتى دوراً بارزاًلكن مع أداء الفريق الضعيف و نتائج الفريق السيئة فى موسم 1997-1996 كافح توتى ليلعب مع مدربه الجديد ” كارلوس بيانكى ” و لكنه كان قريب من الإعارة إلى فريق سامبدوريا فى عام 1997 و كان رئيس روما ” فرناكو سينسي ” أعاق فكرة أنتقاله مما زاد من التوترات مع مدرب الفريق الذين قرر أن يرحل فى نهاية الأمر.
و كانت من أفضل فترات توتى التى مثلت النضج العقلى و الجسدى لعب فى عهده ” زيدنك زيمان ” التى أثبت فيها توتى أنه متوافق مع الجناح الأيسر فى تشكيلات المباريات التى كان يضعها ” زيمان ” حيث أعطاه دوره فى مساحات أكبر ليواجه المدافعين فى مواقف فرديه و لكنه حصل على مسئولية كبيرة و هى إرتداء قميص ” 10″ فى عهد ” زيمان” و استطاع أن ينهى الموسم بتسجيل 13 هدفاً فى الدورى الايطالى، وأيضا ساهم توتى فى وصول روما إلى المركز الرابع فى الدورى الايطالى علي الرغم من أنه لم يتم استدعائه إلى كأس العالم 1998 من قبل المدير الفنى للمنتخب الإيطالى ” سيزار مالدينى “.
و بالرغم من ذلك استمر على ثبات مستواه و تألقه و تسجيله الأهداف فى الدورى، و لكن فى الموسم الثانى بدأ الأعتراف به كرمز للنادى و قائد ، وفى 31 أكتوبر 1998 أصبح توتى قائد الفريق الرسمى و أصغر قائد فريق على الإطلاق فى الدورى الإيطالى و هو فى عمر 22 عاما و فيه قام بتسجيل 30 هدف و قدم 26 تمريره حاسمه فى عهد ” زيمان ” و حصل على جائزة أفضل لاعب شاب لموسم 1998-1999.
و لكن فى يونيو عام 1999 اطاح رئيس روما ب”زيمان ” و قام بتعيين “فابيو كابيلو ” كبديل له بهدف الفوز بلقب الدورى و لكن مع وصول المدرب الجديد كان روما يبنى فريقاً تنافسياً حول توتى الذى كان يلعب كلاعب وسط مهاجم بسبب مهاراتة العالية فى التمرير و قدراته الفائقة على صناعة اللعب و فى يناير2001 أنهى روما نصف الموسم بالمركز الأول و استمر توتى فى لعب دور مهم فى بقاء الفريق فى صدارة الترتيب طوال الفترة المتبقية من الموسم و قد أنهى توتى هذا الموسم بتسجيله 13 هدف و هو ما يعادل فى ذلك الوقت سجله الشخصى فى تسجيل الأهداف فى موسم واحد من الدورى الإيطالى .
و فى 19 اغسطس عام 2001 حصل توتى على أفضل لاعب فى أيطاليا و فاز بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإيطالى للمرة الأولى فى مسيرته عام 2000 و أيضًا قد رشح للفوز بجائزه ” البالون دور” فى عام 2000 و قد حصل على المركز الرابع عشر فى التصويت و الخامس فى العام التالى نظراً لأدائه و قيادته لفريقه وقد أثبت توتى نفسه كبطل لمشجعى روما الذين أيضاً تمكنوا من التعرف عليك خلفيته باعتباره مواطناً من روما و مؤيدون له مدى الحياة.
و خصوصاً بعد جملته الشهيره “ولدت فى روما و سأموت فى روما لن أغادر هذا الفريق و لا مدينتى أبداً””
و لكن مع مرور و تعاقب السنوات جاء عام 2017 ليكون هو العام الاخير لتوتى مع كره القدم بعد 25 عاما قضاهم داخل جدران نادى روما قرر الأب الروحى للذئاب إسدال الستار على مسيرته الرياضة بالإعتزال فى مباراة فريقه مع نادى جنوى بملعب “الأولمبيكو”، ضمن منافسات الجولة الـ38 والأخيرة من عمر مسابقة الدورى الإيطالى “الكالتشيو”.
و عقب قرار أعتزاله كرة القدم أصبح حديث الساعة على مواقع التواصل الإجتماعى فى مختلف أنحاء العالم فتفقدت مئات الأف من التغريدات و الفيديوهات عن مهارات الاسطورة و حظىَ بأكثر من 620 ألف تغريدة من مختلف أنحاء العالم عن وداع الأسطورة الإيطالية للملاعب.