يقولون فى الأمثال “قبل أن تكذب أول مرة إحسب حساب أنك ستضطر لأن تكذب أكثر وأكثر ..فقط لتحافظ على صدق الكذبة الأولى!!”
الواقع أن تاريخ الكرة فى إفريقيا وقف كثيراً عند يوم 22 مايو 2001 عندما تسلم الراحل صالح سليم – رئيس النادي الاهلى آنذاك- جائزة نادى القرن بإفريقيا من الإتحاد الإفريقى لكرة القدم، بعد أن حصد الأهلى ٤٠ من النقاط فى تصنيف الأندية الإفريقية وجاء الزمالك فى المركز الثانى برصيد ٣٧ نقطة بناءاً على المعايير التى وضعها الإتحاد الإفريقى عام 1994 ، لتحديد نادى القرن فى القارة والتى سبق ووافقت عليها كل الفرق الإفريقية فى ذلك الوقت ونشرتها الأهرام فى ذلك التوقيت ..ولكن هل إنتهت القصة إلى هذا الحد؟

بالطبع لا..فكلما تقترب إنتخابات مجلس إدارة نادى الزمالك كل أربع أعوام نجد أن هناك من يحرص على إثارة هذا الموضوع الممل وبالطبع مجلس إدارة الزمالك الحالى لم ينس هذة الفقرة الثابتة قبل كل إنتخابات، وحاول كالعادة مداعبة مشاعر الجماهير وأعضاء النادى عن طريق إقارة هذا الموضوع فى هذا التوقيت بالتحديد والذى بات من كثرة الإستهلاك حامضاً سخيفاً بل ويدعو فى كثير من الأحيان للإستياء والإستهجان.

لم تنته القصة هذة المرة عند هذا الحد بل أن رئيس الزمالك الحالى أبدع كالمعتاد وأكد أنه سيلجأ إلى المحكمة الرياضية الدولية للحصول على هذا اللقب الرفيع ، كما أنه أكمل الهوجة المعتادة ولم يستبعد اللجوء إلى القضاء خلال الفترة المقبلة، من أجل الحصول على اللقب وكلف أعضاء مجلس إدارة النادى بجمع كل الملفات المتعلقة بالقضية خلال الفترة المقبلة، بما فى ذلك نتائج الفريق فى القرن الماضى، وعدد البطولات التى حصل عليها مقارنة بألقاب الأهلى.

كما أكد رئيس الزمالك أنه قرر أيضا الإستعانة ببعض خبراء اللوائح داخل مصر وخارجها، لدعم الملف الذى يعده للحصول على لقب نادى القرن، على رأسهم الخبراء محمد فضل الله ومحمد بيومي، و بالإضافة إلى ذلك قام الزمالك برفع لافتات أقل ما يقال عليها أنها مضحكة تؤكد أنه بطل القرن الحقيقى فى محيط النادى ولكنه وقع فى المحظور عن طريق وضع شعار الإتحاد الإفريقى الذى لم يصمت ووجه بدوره تحذيرآ شديد اللهجة للنادى بضرورة رفع شعار الكاف من اللافتات وإلا ،تعرض لغرامات وعقوبات فادحة مما إضطر النادى للإمتثال ورفع الشعار من اللافتات وبالتالى أصبحت بلا أى قيمة.

ويستند الزمالك فى إعتراضاته المستمرة على لقب نادى القرن الإفريقى، على عدة إعتبارات واهية سبق للإتحاد الإفريقى أن رد عليها عدة مرات بشكل بسيط وعملى جداً وأجاب عدة مرات عن السؤال الساذج ( ٩ اكبر والا ٧) فى إشارة لعدد بطولات الزمالك قياساً بالأهلى فى ذلك التوقيت وفند هذا الهراء على النحو التالى:

أولاً:-
يعترض الزمالك على عدم إحتساب البطولة الأفروآسيوية، فى حساب النقاط، وجاء رد الإتحاد الإفريقى، بأنه يحتسب نقاط البطولات التى تقام بين أندية القارة فقط لا غير، وبالتالي لم يتم إحتساب أى لقب من لقبى الزمالك فى الأفروآسيوية ولم يتم إحتساب لقب أفروآسيوي للأهلى أيضاً وحتى فى حال حساب نقطة لكل بطولة أفروآسيوية، سيظل الأهلى هو الأعلى نقاطا “40+1” والزمالك “37+2”

ثانياً:

جاء الإعتراض الثانى بسبب التساوى بين بطولات إفريقيا بأنظمتها القديمة، ومنح نقاط للأهلى عن وصوله لدور ربع ونصف نهائى بعض البطولات، ولكن المفاجأة الحقيقية هنا أنه حتى لو تم تنفيذ طلب الزمالك بمنح 5 نقاط لبطل أبطال الدورى سيزيد رصيد القلعة البيضاء بأربع نقاط لنيله 4 ألقاب بالنظام القديم “84، 86، 93، 96″، وإضافة نقطة أخرى بسبب وصول الزمالك إلى نهائى 1994 والذى خسره أمام الترجى التونسي لينال 4 نقاط بدلا من 3، وبالتالى يرتفع رصيد الزمالك بمقدار 5 نقاط ليصل رصيده النهائى عام 2000 إلى 42 نقطة،فى المقابل سيستفيد الأهلى أيضاً لو تم تعديل نظام النقاط، حيث سيتم إضافة نقطتين للأهلى لكون بطل دورى الأبطال بنظامه القديم مرتين “82، 87″، وسينال نقطة إضافية لخسارته نهائى نسخة 1983 أمام كوتوكو، كما أنه خسر نصف نهائى الأبطال بالنظام القديم مرتين عامى “81، 88″ أمام جيت تيزي أوزو ووفاق سطيف الجزائريين على الترتيب، ولو تم تطبيق النظام الجديد سيزيد الأهلى نقطة عن كل مباراة من مباراتي نصف النهائى، وبالتالى سيزيد نقاط الأهلى 5 نقاط أيضا ليصبح رصيده 45 نقطة وعليه سيظل الأهلى بطلاً للقرن إفريقيا.

وفى النهاية تظل الحكمة الخالدة باقية وهى أن” الغرض مرض ” وأنه كلما إقتربت إنتخابات مجلس إدارة الزمالك سيظهر للنور مسلسل نادى القرن كى يلهى الجماهير عن الإخفاقات المتتالية للمجلس ويداعب أحلامهم بلقب كاذب لم يكن يوماً ملكهم حتى يبحثوا عن إستعادته مجدداًخصوصاً وجماهير الزمالك الحالمة ترى التهانى التى توالت فى الفترة الأخيرة على النادي الأهلى من كافة المحافل الدولية والأندية العالمية بمناسبة مرور 20 عاما على تتويجه باللقب الغالي ..لقب نادي القرن.

كتب:تامر محمود متولى