اليوم يقص لنا

أسطورة هركليس :

مَن منا لم يسمع في يوم عن أخبار أو شاهد أفلام أو قرأ قصص أساطير بلاد اليونان القديمة.

ولا سيما قصص الأبطال الأقوياء الذين قتلوا وحوشاً وقادوا جيوشاً.

فأصبحت سيرة كل بطل منهم خالدة إلى يومنا هذا، ومن ضمن هذه القصص والأساطير ملحمتي الإلياذة والأوديسا.

وقصة البطل برسيوس وقتله للوحش ميدوسا، وقصة البطل ثيسيوس وقتله لوحش الميناتور، وغيرها.

ولكن تظل قصة البطل هركليس هي الأشهر والأعظم بين كل قصص وأساطير اليونان القديمة.

واليوم يقص لنا “آدم” هذه الأسطورة الكبيرة.

اليوم يقص لنا
قصة البطل هركليس هي الأشهر والأعظم بين كل قصص وأساطير اليونان القديمة.

مَن هو هيركليس؟

هيركليس أو هرقل في الميثولوجيا الإغريقية هو بطل نصف إله ونصف إنسان فوالده هو الإله زيوس ملك آلهة جبل أوليمبس.

ووالدته هي البشرية ألكمينى، ويشتهر هركليس بقوته الخارقة وله العديد من المغامرات.

ويمثل هيركليس عند كل من الرومان واليونانين أيقونة في الأدب والفن الغربى والثقافة الشعبية.

قصة ميلاده:

كانت ألكيمنى زوجه أمفتريون تعشقه لم تكن ترضى على خصام زوجها بسبب قتله لوالدها طلبت منه أن يكفر عن خطيئته.

بأن ينتقم لأشقائها الثمانى الذين قتلوا اثناء الحرب وبالفعل جهز جيشاً لمحاربه التلبيون.

خرج للحرب وكان كبيرالآلهه زيوس معجباً بزوجة امفتريون ألكمينى، كان يهيم بها عشقاً. لكنه كان يكن لها كل تقدير واحترام. لم يكن ينظر إليها كمثل بقية نساء البشر.

كان دائم التودد إليها لكنها كانت تصده في عفه وكبرياء، ولكن اليأس لم يكن يتسلل إلى قلب كبير الألهة.

حيث كان يراقب زوجها في غدواته وروحاته، فرآه يستعد لعودته إلى زوجته ظافراً.

وقرر أن يسبقه إلى هناك. حيث كان زيوس كبير الآلهة قادر على كل شئ، فتقمص شخصيه أمفتريون، وإتخذ هيأته تماماً.

فلم تسطع ألكمينى أن تكتشف حيلته، وحسبته زوجها أمفتريون.

رحبت به وفردت ذراعيها، وطفق يقص عليها روايات تفوق الخيال وكيف انتقم لأشقائها الثمانى، وكيف كبد العدو خسائر جسيمة.

وقد جاء إليها لاهثاً يطلب منها الرضا والحب. وروى كل ما قام به أمفتريون.

فلقد ظل يراقبه ويتابع حركاته وسكانته. وقضى زيوس مع ألكمينى ليلة طويلة لم تكتشف الحيلة فقد أتقن زيوس دور أمفتريون تماماً.

وغادر زيوس ألكمينى وهو يضحك من الأعماق، واستأذنها في مغادرة القصر ليباشر أمور حياته. وإنفردت ألكمينى بنفسها تجر ذكريات الليلة الماضية.

وفجأة، عادت إلى الحقيقة المؤلمه. عاد أمفتريون.

طفق يشرح لها كيف انتقم لأشقها الثمانية. فجأه توقف عن الحديث أخذ يحملق في وجه ألكمينى.

فقد لاحظ أنها لا ترحب به ولا تحس نحوه بالشوق الذي تحسه الزوجة المخلصة عند استقبال زوجها العائد من ميدان القتال. فأراحته من التفكير وأخبرته أنه بالأمس استقبلته الإستقبال اللائق وأنها تنتظر ألا يكرر نفسه إصابته بصدمة.

لم يفهم أمفتريون ما تقوله ألكميني، فبالطبع لم يكن من المتوقع أن يفهمها ولم يكن يخطر بباله أن شيئاً من ذلك قد يحدث.

وذهب إلى المعبد وقصد العراف، فأخبره العراف بالحقيقة المفزعة ولم يكن في مقدوره أن يتحدى كبير الآلهة وكذلك ألكميني ما يقدرون عليه حقاً هو تناسي ما حدث.

مرت الشهور وإذا بألكمينى أن تضع ألكمينى توأمين من الذكور الأول سمى هركليس.

والمولد الثاني إفلكيس وقيل أن الطفل الأول هو ابن كبير الالهه زيوس والثانى هو ابن أمفتريون.

نقطة التحول في حياته:

كان هركليس متميزاً من أهل القوة والفضيلة وكان يحب الفنون لا سيما الموسيقى فقد بارى إله الشمس أبوللو في دلفي فأزعج أبوللو .

وتدخلت الآلهة فأصبحا صديقين حميمين وظلا كذلك لزمن طويل.

وكانت مدينة طيبة تتعرض لإذلال جارتها مدينة أركومنتوس فصمم الملك أمفتريون وابنه ايفكليس أن يضعا حداً لهذا الاضطهاد.

فساعد هيركليس في ذلك فكافئه الملك بأن زوجه من الأميرة ميجارا فعاشا وأولادهما بسعادة.

“هركليس والمهام الإثني عشر”

كانت الإلهة هيرا، ملكة جبل أوليمبس، تكره هركليس بشدة لأنه يذكرها بخيانة أبيه لها.

ولذلك وبينما هو نائم هانئًا في وسط أسرته السعيدة، بين زوجته وأبنائه، تسللت إليه ولمست جبهته.

وكان ذلك كافيًا ليصيبه بلوثةٍ جعلته يتوهم أن كل من يحيطون به هم أعداء يجب القضاء عليهم.

وبذلك اندفع هركليس دون وعي يطوح بيديه يمينًا وشمالًا وأخذت تلك اللوثة تزداد حتى هب ذات يوم من نومه في ثورة شديدة.

وفتك بأبنائه جميعًا وهنا شعرت إلهة الحكمة أثينا بالعطف عليه فضربت رأسه بحجرها المقدس لتذهب عنه اللوثة.

وهنا أفاق هركليس واستبد به الحزن الشديد لما فعله ونفى نفسه بعيدًا عن العالم وهام شريدًا حتى انتهى به المطاف إلى معبد دلفى.

فجثا على ركبتيه وأخذ يتضرع للآلهة أن تهديه لطريقة يكفر بها عما فعله من إثم كبير.

وعندما أحست هيرا رغبة زيوس للعفو عن هركليس، لجأت إلى وسائلها الملتوية حتى أقنعته أن يحكم على الفتى.

بأن يخضع لسلطان يوريسيثوس ملك أرجوس وأن يمتثل لكل ما يكلفه من أعمال.

وهنا عرف الجميع ما سيلاقيه هركليس من صعاب ومشاق فأسرع كل منهم لتقديم يد العون إليه:

• منحته أثينا خوذة لرأسه

• منحه هيرميز سيفًا حادًّا

• منحه أبوللو سهمًا وقوسًا

• أعطاه بوسيدون جوادًا

• وهبه هيفايستوس حذاءً من نحاس

• حتى زيوس قدَّم له درعًا قوية رائعة

وكانت هيرا قد ملأت رأس الملك يوريسيثيوس بأفكار عجيبة عن إثني عشر عملًا من أشق وأصعب الأعمال التي يمكن تصورها.

وكان الجميع يعلم أن فشل هيركليس في عمل واحد من تلك الأعمال فذلك يعني هلاكه والقضاء عليه وكانت تلك هي رغبة هيرا.

أثنا عشر عملاً كي يحمي نفسه من الهلاك:

1. كان أول عمل أن يقتل أسداً عظيماً في نيما لا يخترق جلده سيف ولا سهم ولا تفلح ضربات الهراوة ضده لكنه تمكن من خنقه ثم سلخ جلد ولبسه.

2. كان عليه أن يقتل أفعى تدعى هيدرا وكان لها تسع رؤوس إذا قطعت واحد نبت إثنين مكانه.

لذا أتى مع معين له وكان إذا قطع رأساً جاء إيولاس وكوى مكان القطع.

3. كان عليه أن يظفر بالأيّل الذهبي الأركادي المقدس حيًّا.

4. كان على هرقل الإمساك بالخنزير الشرس في أريمنثوس غير أنه واجه مشكلة مع السنتورات هناك أدت إلى قتل صديقين مقربين له.

5. كان عليه أن ينظف حظائر الملك أوجيوس التي كانت شديدة القذارة والإهمال بيوم واحد، فتمكن من ذلك عن طريق تغيير مجرى نهر.

6. كان عمله هو إبادة طيور ستيمفالوس الكاسرة التي كانت تاكل البشر.

7. كان هناك ثوراً شرساً في جزيرة كريت وكان على هرقل ان يجعله اليفاً.

8. كان على هرقل أن يجلب خيول ديوميد الآكلة للحوم البشر إلى الملك من مملكة طيبة.

9. رغبت ابنة الملك في حزام جميل كان في حوزة هيبوليتا وهي ملكة النساء الأمازونيات وكان عليه أن يجلبه.

ونجح هيرقل في كسب الملكة إلى جانبه إلا ان هيرا نشرت إشاعة أنه خطف الملكة.

فانطلقت النساء إلى السلاح فظن هيرقل أن الملكة مكرت به فقتلها وحمل معه الحزام.

10. كان عليه أن يحضر ماشية جيريون الوحش الذي يملك ثلاثة أجساد ويعيش فوق جزيرة إيرثرا.

11. كان عليه أن يجلب تفاحات من مكان يحرسه تنين ويساعده في ذلك ثلاثة عرائس يدعين هيسبيريديس.

فبعد مشقة طويلة وصل إلى أطلس فوافق أطلس على أن يجلبهن مقابل أن يقوم هرقل برفع العالم مكانه فلما جاء أخذهن وذهب.

12. كان على هرقل أن يجلب الكلب سربروس حارس بوابة العالم السفلي وساعده بذلك أثينا وهيرميز فوافق على ذلك على ألا يؤذيه ويرجعه بعد ذلك.

وانتهى هرقل من هذه الأعمال بعد عشر سنوات ولكنه بقي يسعى خلف مغامرات جديدة ولم يخلد إلى الراحة أبداً.

كتب: مصطفى خالد