كرسي الولادة الفراعنة كانت أول من إستخدامه

الولادة على الكرسي خير دليل أن الفراعنة كانت على دراية بأن الولادة فى وضع القرفصاء هو الأفضل، لكن قبل أن نعرف كيف برع الفراعنة بالإهتمام بعملية الولادة،إليكم الأجزاء السابقة من سلسلة معجزات فرعونية :

الجزء الأول: عملية تربنة فرعونية

الجزء الثاني : العقم عند نساء الفراعنة

الجزء الثالث : الفراعنة عرفوا نوع الجنين

 الولادة على الكرسي خير دليل على أن الفراعنة كانت على دراية بأن الولادة في وضع القرفصاء هو الأفضل
الكرسي الذي إستخدمه الفراعنة في عملية الولادة.

لا شك أن عملية الولادة كانت فى الماضى واحدة من أصعب العمليات التى تخضع لها كل أمرأة بعد الزواج, وقد كان هناك العديد من النساء المساكين عبر العصور المختلفة الذين قضوا نحبهم أثناء الوضع بالطريقة الطبيعية التقليدية من أجل أخراج حياة بشرية جديدة للدنيا.

من إنجازات الطب الحديث الولادة القيصرية، فماذا فعل الفراعنة وهم بالطبع لم يتركوا جانب من جوانب الحياة إلا وقد ظهرت فيه إبداعاتهم ؟

كان من أهم انجازات الطب فى العصر الحديث هو إختراع الولادة القيصرية جنباً إلى جنب مع الولادة بالطريقة الطبيعية التقليدية التى تحمل – لبعض النساء- نسبة مخاطرة عالية .

وقد سهلت هذة الطريقة الحديثة من عملية إخراج الوليد من بطن أمه مع الحفاظ على حياة الأم .

وأصبحت نسبة نجاح هذة العمليات فى تقدم مستمر طوال الأعوام الماضية حتى وصلت الأن إلى ما يزيد عن 98% .

كما لم تعد تحتاج إلى مستشفيات ضخمة أو غرف عناية مركزة دقيقة بل باتت هذة العمليات تتم الأن أيضاً فى عيادات صغيرة .

ولكن ما يعنينا هنا فى هذة المقالات التى نُلقى فيها الضوء على عبقرية المصرى القديم أن نوضح مدى تقدم الفراعنة وبراعتهم فى الطب وخصوصاً فى عملية الولادة،

التى يذكر لنا تاريخنا القديم أنها كانت تتم بأعلى درجة من السهولة والأمان للمرأة الحامل، خصوصاً مع إصرار المصرى القديم على أن تجرى عملية الوضع على كرسى وليس على فراش كما يحدث الآن وكان يعرف بكرسى الولادة.

يقول لنا التاريخ أنه تم أستخدام كرسى الولادة منذألاف السنين .

ويمكن إرجاع تاريخه إلى مصر فى عام 1450 قبل الميلاد كما يظهر فى صورة منقوشة على جدران منزل الولادة فى الأقصر لملكة مصرية تلد على كرسى عبارة عن جهاز مصمم لمساعدة المرأة فى الوضع الفسيولوجى المنتصب أثناء الولادة. والغرض منه هو توفير التوازن والدعم.

أنواع كراسى الولادة :

  • تتنوع كراسى الولادة هذة بين ثلاثة أو أربعة أرجل، ولكن كراسى الولادة ذات الأرجل الثلاثة هى الأكثر شيوعاً، حيث يدعم كلا الأسلوبين الجزء السفلى من المرأة أثناء المخاض .
  • غالباً ما يكون ظهره عادة نحيفاً ومنحدراً لتوفير الراحة والسماح لمساعدى الولادة الذين يتم وضعهم خلف الأم أثناء المخاض لتدليكها أو دعمها .
  • غالباً ما تحتوى أذرع الكرسى على مساند للأيدى أو مسند للذراع للأم مما يوفر قوة إضافية .
  • عادة ما يكون حجم كراسى الولادة من 8 إلى 10 بوصات (20.32 سم – 25.4 سم) عن سطح الأرض على وجه التحديد للسماح للنساء أثناء الولادة بتثبيت أقدامهن على الأرض بقوة للمساعدة فى الدفع.

يقول أستاذنا الطبيب الكبير (دكتور محمد فياض) أستاذ أمراض النساء والولادة فى كتابه (فن الولادة فى مصر القديمة) أن أفضل أوضاع الولادة للمرأة على الإطلاق هو وضع جلوس القرفصاء، وليس الإستلقاء كما يحدث الآن !!

حيث تبلغ فتحة الرحم فى هذا الوضع أقصاها وبالتالي تكون الولادة أسهل بكثير وأكثر أماناً للأم وللجنين وهو ما طبقه حرفياً المصرى القديم ونقلته لنا الرسوم والنقوش الإبداعية لهذة العملية الطبية الدقيقة على جدارن المعابد الفرعونية.

كرسي الولادة الفراعنة كانت أول من إستخدامه
نقوش إبداعية تبرز فن الولادة على الكرسي عند الفراعنة .

عظمة المصرى القديم لم تتوقف عند الولادة على الكرسى فقط !!

إن إبهار المصرى القديم الذى لا يزال مستمراً بإمتياز لم يتوقف فقط عند عملية الولادة، وإنما بزغ أيضاً فى كيفية الرعاية الطبية الفائقة بالوالدة، وكان ذلك يتم عن طريق ما يسمى بـ(تكعيبة النفاس) التى كانت تقام فى حديقة منزل الوالدة، أو فوق سطوح المنزل لعزلها تماماً لمدة اسبوعين خوفاً عليها من حمى النفاس .

الأكثر إبهاراً من ذلك أنه طوال مدة الأسبوعين لابد أن يتم تسريح الوالدة بما يسمى (تسريحة النفاس) حيث كان يتم تطهير شعر الوالدة تماما ثم تصفيفه بالمشط بشكل دقيق بعيداً عن نفس المرأة أو فمها ،

لأن المصرى القديم عرف أن الشعر مصدر من مصادر أنتقال الميكروبات – والتى أكتشفها علمياً لويس باستير بعد ذلك بما يزيد عن ثلاثة آلاف عام – وبالتالى يشكل ذلك خطراً على المرأة الوالدة فيتم تصفيفه بهذة الطريقة.

الفراعنة لم تترك أمراً من أمور الحياة إلا وكانت على دراية به !!

أنظر معى لهذة الدقة المتناهية والعناية الفائقة بكافة الدقائق الصغيرة الخاصة بعملية الولادة والتى تفرد بها أجدادنا القدماء، حتى تعلم مدى العبقرية والتقدم الذى وصل إليه الفراعنة .

خاصةً لو علمت أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت خلال السنوات القليلة الماضية بالعودة الى تقنية الولادة فى وضع الجلوس بعد أن أثبتت أحدث الدراسات الطبية أنه أفضل وضع للمرأة عند الولادة !!

إن الدكتور محمد فياض لم يجد ما يقوله إزاء هذة الروعة الإعجازية فى تنفيذ عملية الولادة فى مصر القديمة خيراً من قوله (إننى أنحنى بكل التقدير و الإجلال أمام العبقرية الطبية فى ميدان الولادة لأجدادنا المصريين القدماء).
فماذا عسانى أن أقول بعد ذلك؟!

تامر محمود متولي