تم افتتاح مسجد إمام الفقه والحديث ، قاهر البدعه ، إمام التعايش السلمي بين المختلفين ،فهو كالشمس في السماء لأهل الارض ، نجم بزغ نوره بين كواكب ونجوم إسلاميه في مجالات العلم والفكر والمعرفة ، تم افتتاح مسجد الإمام الشافعي ، وذلك بعد الإنتهاء من أعمال ترميمه وصيانته بتكلفة تقدر بنحو 13 مليون جنيه بتمويل من وزارة الأوقاف ليشهد شعائر صلاة الجمعة.
وبالحديث مع الدكتور عادل هندي (مدرس بجامعة الازهر )، سوف نتعرف اكثر فيما يلي عن نشاه الإمام الشافعي ، كيف كانت تربيته ؟ ، كيف كان تجديده في حياه الأمة الاسلامية ؟
نشأة الامام الشافعي ونبذه عن حياته :
هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي ولد في القرن الثاني من الهجره عام ١٥٠ هجريا ً، مات ابوه إدريس وهو ابن سنتين ، تكفلت به أمه ، التي قررت الإنتقال من أرض غزه الي أرض العلم مكه ، لييتربي في أحضان العلماء ، وحرصت علي تعليمه وتزويده بالمعارف الصحيحة ، وبدأت معه بالقرآن ، الذي حفظه وهو ابن سبع سنين ، وكان ندي الصوت يحب الناس صوته ،وحفظ الموطأ بعد ذلك بثلاث سنوات ، ثم أجيز للفتوي وهو ابن خمسة عشر عامًا بأمر من مفتي مكه وقتها ، وهذه رساله موجهه الي كل أب والي كل ام حيث ان الأبناء ثمره حقيقيه ، ولابد من الحرص علي حسن تربيتهم ودفعهم الي كتاب الله تعالى ، فان فهموه وحفظوه حفظهم وكان منهم كل خير، فما احوج الامه الي جيل قرآني يعي مسؤولياته ، ويهتم باولويات الدين والدنيا ويهجر ما فيه الترف والسفاهة القاتلة.
وكان الشافعي مثابراً في الترحال وطلب العلم وكذلك كان مثابرا ً في مخاطبة المخالفين والعمل علي اقناعهم وردهم الي الحق ، فقد تتلمذ علي يد الإمام مالك في علم الحديث ، وكان يسمع الحديث مره واحده بسنده فيحفظه ، وتوفي عام ٢٠٤ هجريا ً، ورغم ذلك أثبت للدنيا ان بلوغ القمه ليس بالسن او المنصب .
معالم تجديد الإمام الشافعي في حياه الأمه الإسلامية:
– مراعاة فقه الواقع وفقه المقاصد ، فمن خلاله يكون الاسلام والدين ملائما ًلكل زمان ومكان وإنسان ، والإمام الشافعي هو أول من اصل الأصول ، وقعد القواعد ، وله في العراق مذهبه الفقهي القديم الذي تناسب مع أهل العراق ، ولما سافر الي مصر عام ١٩٧ هجريا ً ، كان له مذهبه الجديد الذي تناسب في بعض مساءل المعاملات مع واقع المصريين ، وكان من بين معالم فقه الواقع لديه مناسبة فتواه الفقهية للأزمنة والأمكنة ومراعاة ما يستجد للناس من مواقف وأحداث .
– الإحترام المتبادل بين أهل العلم وقبول المخالف فكان الإمام الشافعي يراعي أدب الإختلاف مع العلماء ، وكان يري أن الخلاف فيه سعه تحيط بالأمه كلها ، فعلى سبيل المثال دخل بلد أبي حنيفه فلم يقنت في صلاة الفجر بينما ( مذهبه فيه القنوت ) وسئل عن ذلك هل غيرت مذهبك ؟ قال : لا ، غير إني اخذت برأي أبي حنيفه في بلده ، و احتراما ًله في قبره .
ومن هنا يحب ان نتعلم كيف نتحاور ، كيف نتجادل كيف نناظر وأن نتادب باداب الحوار والجدال .
– الموسوعية العلمية أداه من أدوات التجديد ، فلم يكن الشافعي مقتصرًا علي علم واحد ، وإنما كان متوسعاً في العلم ، وكان يعتبر تعلم الطب جزءا ًمن فرائض العبادات ، حيث برع فيه اليهود والنصارى في زمنه .
– عدم انفصال حركه التجديد عن حركه التعبد والأخلاق ، ربما اعتقد البعض ان التجديد تسيب وتساهل ، بل هو أصل في الدين ، يشتمل علي حركه الذات في التعبد وحركة العقل في التعلم وحركه البدن في تعمير الأرض واستخدام ما أتيح من وسائل تبلغ بها الدعوه للناس ، لقد كان الشافعي مجددا ً عابداً زاهدا ً كريماً ، وكان من عبادته تقسيم الليل ثلاثة أقسام: قسم للصلاه وقسم للعلم والكتابه وقسم للنوم .
– الشافعي والإخلاص والتجرد ، من مفسدات الاعمال ومداخل الشياطين ، حب الاشتهار والثناء والامتداح من الناس ومن بين ما تعلمه المخلصون قول الشافعي : ( وددت أن الناس جميعاً كتبوا كتبي ولم ينسب الي منها شيئا)وكذلك قال (ما ناظرت أحدا ً وأحببت ان يخطئ قط) هكذا هم أهل التجرد والاخلاص.
– إمام التعايش السلمي بين المختلفين ، فقد أخذ الشافعي من مدرسه اهل الحجاز ( اهل الحديث) واخذ من مدرسه أهل العراق ( اهل الراي ) ، فجمع بين النص الديني والاقيسه العقلية وحقق تعايشًا يرد من خلاله علي المتعصبين ، فقد اجتهد في الاستفادة ممن سبقوه ولم يدمر ما ثبت عنهم ، بل بني عليه واجتهد جامعاً بين الطرفين.
– الإهتمام بالتربية قبل التعليم
تربي الشافعي تربيه صالحه أهلته لتلقي العلم وتعليمه للغير بكل ادب واحترام وتقدير .. فكان تلميذ الشافعي ( الربيع بن سليمان المصري ) بطيء الفهم ، وكان الشافعي يدرس له يومًا ما مسأله فلم يفهمها إلا بعد قرابة الأربعين مره ، فكان الربيع أشفق علي الشافعي ، فإذ بالمربي ينطق ” لو كان العلم يطعم لأطعمتك إياه”، يقولون لما مات الشافعي صارت القوافل ترتحل الي الربيع لتأخذ عنه علم الشافعي.
هكذا كان الشافعي أمام ليس كاي إمام ، عالم ليس كغيره من العلماء ، ناصر السنه، عالم قريش ، هكذا وصف علي ألسنه تلامذته من العلماء ، وكذلك علي ألسنه الناس ، حوي فقهه الكثير من العلوم الاصيله والمساعدة لحركه المسلم والداعية والعالم ، توقفنا هذا مع الإمام الشافعي للتأكيد علي قيمه العلماء في المجتمع ، فإذا اعطي العلماء حقهم في المجتمع ، سنجد الخير للأمه بجميع أفرادها وجوانبها.
كتبت نيفين رضا