النفس البشرية بين الثقة والعجرفة

يقول البعض أن هناك خط رفيع ما بين الثقة بالنفس والعجرفة وأنهم لا يستطيعون التمييز بينهما، ولكن بدلالات واضحة نستطيع معرفة ما إذا كان الشخص واثق بنفسه أم متفاخر بها.

تعريف الثقة بالنفس هو ثقة الإنسان في قدراته وصفاته وتقييمه للأمور، وفي علم النفس، الانسان الواثق من نفسه يحترم ذاته ويقدرها ويثق بإتخاذها القرارات الصحيحة.
اما العجرفة فهي التكبر واحتقار الآخرين، وهي تضخيم قدرات وصفات الذات، لدرجة ظهور احساس او تصرف بأنها أعلى من غيرها.

وإذا لاحظنا، نستطيع رؤية أن العجرفة تتطلب مجهود اكثر من الثقة بالنفس، لأننا اذا عاملنا النفس على أنها كيان آخر نثق به، فلا نشعر بحاجة إثبات ذلك او قوله لأحد، على عكس التباهي، فهو يتطلب اقناع مَن حولنا بأن لنا شأن وقيمة حتى اذا اضطررنا للغلو والمبالغة، فالواثق لا يهتم بآراء الناس، اما المتكبر فيعيش من اجلها.

فرق آخر نلاحظه هو إدراك الواثق بنفسه أنه ليس كامل وأن السعي للكمال لا هدف منه، وأنه كما يرى أنه كفؤ في العديد من الأمور، غيره كفؤ في أمور غيرها، فيتقبل ذلك ويعيش بسلام في عالم يخلو من المقارنات.

أما المغرور فيؤمن أنه الأكثر تميزاً ويقلل من أهمية ما لا يقدر عليه، فالسخرية هنا تكمن في أن الواثق يُقّر أنه بحاجة الغير لكن ثقته تأتي من نفسه، خلاف المختال، الذي يُنكر احتياجه لأحد مع أن تبختره لأجلهم.

أفضل طريقة لتفادي العُلو في رحلتك لكسب الثقة بالنفس هو فهمك أن الله خلق الناس سواسية وحَرّم ان يظلم احدٌ احد، وانك لو مهما بلغت من المناصب، لا تختلف مكانتك عن اي احد ولا يحق لك بقول او فعل شيء يثبت عكس ذلك.

أمل علوي