تعد مشكلة مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي من أكثر المشاكل التي تواجه العالم بأكمله كما أنها تهدد جميع الأعمار سواء صغير أو كبير في بلد متقدمة أم في بلد نامية، حيث يموت سنوياً أكثر من مليون شخص بسبب مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي والمتوقع أن هذا العدد في تزايد وليس في نقصان.
وهذة المشكلة ناجمة من الاستخدام الخاطئ والمسرف للمضادات الحيوية
المضاد الحيوي هو دواء يستخدم ضد العدوى البكتريا عن طريق قتل البكتريا أو يثبط نموها وتكاثرها داخل الجسم بحيث تعطي فرصة للجهاز المناعي للقضاء عليها والتخلص منها
و المعروف أن المضادات الحيوية تستخدم ضد العدوى البكتريا وليس لها تأثير ضد العدوى الفيروسية أو الفطريات
ولكن نلاحظ بعض الأشخاص يتناولون المضادات الحيوية في دور البرد أو بعض النزلات المعوية التي هي في الأساس عدوى فيروسية مما يكسب البكتريا مناعه ضد المضاد الحيوي.
يتم اكتساب البكتيريا مقاومة ضد المضاد الحيوي عن طريق تغير شكل المستقبل المسؤول عن الارتباط بالمضاد الحيوي
أو تغير في نفاذية جدار البكتريا بحيث يعيق دخول المضاد الحيوي لداخل البكتريا أو الحصول على بعض البروتينات من مصدر ثاني بعد أن تم إيقاف تخليق البروتين داخل البكتريا بسبب المضاد الحيوي.
كل هذه الأمور تجلعها أكثر قدرة على مقاومة المضاد الحيوي.
ويمكن أن نجمل أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية :-
1- الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي وصرفه في غير موضعه فنلاحظ بعض من الأطباء البيطريين يصرفوا المضادات الحيوية للحيوانات وذلك من أجل التسمين والنمو وليس من أجل الشفاء.
2- عدم اكتمال فترة كورس المضاد الحيوي والمعروف أنها تتراوح من 5-7 أيام وقد تصل المدة في بعض الحالات إلى 10-15 يوم في الحالات الشديدة.
حيث معظمنا يتوقف عن تناول المضاد الحيوي عند بدء الشعور بالتحسن وهذا من أكبر الأخطاء الشائعة.
3- تناول المضادات الحيوية بدون وصفة طبية من الطبيب أو الصيدلي لاعتقادهم أن المضاد الحيوي قادر على القضاء على كل الأمراض والإصابات.
4- كثرة وصف بعض الأطباء للمضاد الحيوي حتى في الحالات التي لا تحتاج لمضاد حيوي وذلك لأن بعض الدول العربية ومنها مصر يكون فيها الوصفة الطبية التي بدون مضاد حيوي لا يعتد بها وذلك لثقافة الشعب المصري أن الوصفة الطبية لابد أن تحتوي على مضاد حيوي.
5- صرف المضاد الحيوي دون عمل تحليل المزرعة لتأكيد من أي مضاد حيوي مناسب للمريض وللحالة المرضية
لأن بعض الأشخاص يعانون من حساسية تجاه بعض المضادات الحيوية گالبنسيلين أو أدوية البيتا لاكتام (beta lactam antibiotics )، والبعض الآخر لدية مقاومة ضد أنواع معينة من المضادات الحيوية وبالتالي إذا تم صرفها بدون عمل مزرعة لا تؤثر على البكتريا بل بالعكس قد تسوء الحالة أكثر وأكثر .
كل هذة الأسباب أدت إلى صعوبة علاج بعض الأمراض التي كان يسهل علاجها گ:-
1- السلل أو الدرن.
2- الالتهاب الرئوي.
3- مرض السيلان.
4- تسمم الدم.
وظهور العديد من البكتريا المقاومة للمضاد الحيوي بعد أن كان يسهل القضاء عليها بأبسط مضاد حيوي.
مما يؤدي إلى:-
1- زيادة عدد حالات الوفاة.
2- زيادة تكلفة العلاج سواء علي مستوي نفقة الشخص أو الدولة.
3- إطالة فترة العلاج.
4- عدم قدرة المضادات الحيوية على التخلص من البكتريا.
كيف يمكن التغلب على المشكلة والحد من انتشارها ؟
عن طريق بعض التعليمات والنصائح گ:-
1- عدم استخدام المضاد الحيوي بدون وصفة طبية.
2- اكتمال فترة كورس المضاد الحيوي كما يحددها الطبيب المعالج.
3- الاهتمام بعمل تحليل المزرعة قبل اختيار المضاد الحيوي.
4- توعية المرضى علي أهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي لتجنبهم الإصابة بالبكتريا التي أصبحت موجودة في كل مكان والتحدث عن كيفية الوقاية من العدوى البكتريا.
5- استخدام التحصينات واللقاحات في الحيوانات بدلاً من المضاد الحيوي.
6- الحرص على سلامة الطاقم الطبي لأنهم أكثر عرضة للعدوي ومن ثم يصبحون أكثر فئة ناقلة للعدوى سواء داخل المستشفيات أو خارجها.
7- شن حملات توعية عن خطورة مقاومة المضادات الحيوية وخصوصاً في الأقاليم والقرى الريفية لانخفاض المستوى التعليمي والطبي مقارنة بالمدن.
أخيرا عزيزي القارئ عليك معرفة خطورة استعمال المضادات الحيوية بدون داعي أو بدون وصفة طبية وأيضاً عليك أن تعرف أن “المضاد الحيوي عقار مش فشار”