بعدما عرفنا من هم ذوو القدرات الخاصة وما سبب حدوث الإعاقة ودور المجتمع في جعل ذوي القدرات الخاصة يتكيفون مع البيئة المحيطة سوف نتعرف في هذا الجزء علي دور الأسرة في تنمية مهارات الأطفال ذوي القدرات الخاصة.

عندما ترزق الأسرة بطفل من ذوي القدرات الخاصة فإنها تعتقد أن مكانه منزله ولا يحق له أن يذهب لأي مكان أخر وذلك اعتقادا منهم أن هذا الطفل ليس لديه أية مواهب من حقه أن ينميها ويطورها؛ بل إن هناك بعض الأسر تعتقد أن هذا الطفل لا يحق له أن يختلط بالناس فيفرضون عليه عزلة قد تكون سببا في تدميره نفسيا وقتل أية موهبة بداخله.

من هنا نجد أن الأسرة لها دور كبير في تنمية مهارات الطفل ذي القدرات الخاصة بل إن الأسرة نفسها هي من تجعل منه طفلا متميزا ومبدعا وهي أيضا من الممكن بسبب سوء فهمهما للطرق الصحيحة للتعامل مع ذوي القدرات الخاصة، أن تقتل هذا الإبداع بداخله بل ومن الممكن أن تحرمه حق الاستمتاع بالحياة.

ولكي تتعامل الأسرة مع الطفل ذي القدرات الخاصة بشكل صحيح يجب عليها أن تتعلم كيفية التعامل مع هذا الطفل .

أساليب تربوية صحيحة لتعامل الأسرة مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة:

1- التحقق من تكيف الطفل داخل الأسرة والمجتمع وتقبله كما هو فهذا يساعده في تنمية مهاراته وقدراته وتحسين سلوك الطفل للأفضل .
وذلك يكون من خلال دمج الطفل مع المجتمع الخارجي حتي يشعر بأنه كبقية الأطفال وزرع بداخله أن الله ميزه عن باقي الأطفال لأنه يحبه وأنه مختلف عن سائر المجتمع لأنه متميز عن جميع أفراد المجتمع، ولديه قدرات ومواهب لا توجد عند غيره من الناس، ويجب أن يكون تعامل الأسرة معه يشعره بالأمان والطمأنينة وتمده بالثقة التي تجعله يختلط بباقي أفراد المجتمع.

2- يجب علي أهل الطفل تحقيق عملية دمجه تعليميا واجتماعيا ويحدث ذلك من خلال تعليمه، وإدخاله في مدارس خاصة تمكنه من الاندماج بالمجتمع والتفاعل معه فالأساس الصحيح في تربية الطفل ذي القدرات الخاصة عدم عزله عن الآخرين.

3- مراعاة الأسرة تقديم الدعم العاطفي للطفل ويتحقق ذلك من خلال حمايته من المخاطر دائما حتي يشعر بالأمان والراحة فالدعم العاطفي ضروري جدا حتي يشعر الطفل بالأمان، فعندما يصل الطفل لهذه المرحلة من شعوره بالأمان يبدأ في التعامل مع المجتمع دون خوف أو رهبة.

4- ومن الأمور الهامة في تربية الطفل ذي القدرات الخاصة أيضا جعله يعتمد علي نفسه في بعض الأشياء حتي لا يصبح شخص اتكالي وجعله يستغل قدراته المتاحة.

5- عدم التعاطف مع الطفل بشكل يجعله هو فقط محور العائلة وتدليله علي حساب إخوانه فهذا سيفسده ويجعله يتبع العديد من السلوكيات الخاطئة لأنه يعلم أنه لم يتم عقابه علي أفعاله.

6- على الأهل معرفة طبيعة إعاقة طفلهم بكل وجوهها ومضاعفاتها المحتملة عن طريق متابعة الحالة مع المتخصصين.

7- عدم اللجوء إلى العنف والقسوة مع الطفل والتحلي بالصبر أو معاقبته إذا أخطأ بشكل فوري.

8- يجب على الأسرة عدم إحاطة الطفل بالحماية الزائدة بحجة أنه من ذوي القدرات الخاصة ويحتاج حماية أكثر من أخواته لأن هذا سوف يشعره بضعفه وعجزه.

9- تشجيعه على إبداء رأيه وتعزيز شخصيته المستقلة حتي يشعر بوجوده ،ويساعده علي تنمية مهاراته والإيمان بقدراته.

10- تقديم الدعم والتشجيع والثناء على الطفل عند تحقيقه لنجاح وإنجازه مهما كان صغيرا سواء أكان قد قام بعمل داخل المنزل أو خارجه فهذا يرفع من معنوياته.

11- يجب على الأهل مراعاة عدم التحدث عن إعاقة الطفل مع الآخرين أمامه حتي لا يشعر بضعه.

12- عدم تأنيب الطفل أمام الآخرين إذا ما قام بعمل سلوك غير مناسب بل التوضيح له أن ما قام به خطأ و إردشاده للفعل الصحيح لكن هذا لا يتم أمام الآخرين.

فإذا ما قامت الأسرة بإتباع هذه الأساليب في تربية الطفل ودمجه في المجتمع بهذه الطريقة الصحيحة تكون الأسرة بذلك قد قطعت نصف الطريق في علاج الطفل وتأهيله للحياة وتجعله يعتمد على نفسه فلا يحتاج إلى مساعدة من أحد فأساس تأهيل الأطفال ذوي القدرات الخاصة هو التعامل الصحيح معه وتعديل سلوكه بشكل صحيحت

تنمية أفكار ومهارات الأطفال ذوي القدرات الخاصة:

لكل طفل مهارة وذكاء في جانب معين وخاصة الطفل ذي القدرات الخاصة لكل منهم مهارة وذكاء في جانب معين إذا ما قام الأهل بتنميته سوف ينعم الطفل بالاستقرار النفسي وزيادة ثقته بنفسه واكتشاف تلك الموهبة أو المهارة يقع على عاتق الأسرة فإذا ما اكتشفت الأسرة نبوغ طفلها في أي جانب من جوانب الحياة كالرياضة وغيرها فعليها أن تتوجه بالطفل للمكان المناسب الذي يساعده علي تنمية تلك الموهبة.

كتبت/ هاجر حمدي