٢٠٢١٠٧٢٩ ٠٠٢٦٣٤

كيف نربي أبناءنا ؟

الجزء الأول
كثيرا ما نسمع عن المشاكل التي يتعرض لها الفتيات والشباب في فترة المراهقة بسبب التغيرات التي تطرأ على الجسم في هذه المرحلة، من تغيرات نفسية وعاطفية وتغير هرموني .
مما يجعل الشاب والفتاة لايستطيعان التمييز بين الحقيقة والوهم ،ومن الأمور التي يتعرض لها المراهقون في هذه المرحلة هو الشعور بالانجذاب للجنس الآخر أو مايسمى بالحب في مرحلة المراهقة.

فهل هذا الشعور بالحب جريمة تستحق أن يعاقب عليها الأهل أولادهم ؟أم هو حق ؟

في الواقع عزيزي القارئ إن الشعور بالحب في حد ذاته لايعتبر جرما يستحق العقاب عليه فالحب هو شعور طبيعي تشعر به النفس البشرية ويبدأ بالإعجاب فشعور المراهق بالحب في هذه المرحلة هو نتيجة طبيعية لما يحدث له من تغيرات لذلك فللأسرة دور كبير في توعية الأبناء بخطورة هذه المرحلة، فلا يخجل الأب أو الأم من التحدث مع الأبناء عن طبيعة هذه المرحلة، وما يحدث فيها من تغييرات جسدية ونفسية وعاطفية وأن شعورهم بالإعجاب تجاه الجنس الآخر أمر طبيعي لكن السلوك الذي يصدر بسبب هذا الشعور هو مايجب على الشاب والفتاة ضبطه ،فشعور الشاب أوالفتاة بالحب ليس بمبرر أبدا لصدور أفعال غير أخلاقية بالمرة، كالتصريح بهذا الحب أو التحدث مع من يشعر المراهق نحوه بالإعجاب بل يجب أن نحجم ذلك الحب بالدين والأخلاق والعادات والتقاليد، فلا يصدر منه ما يخالف ذلك وقد يتساءل البعض

وكيف للمراهق أن يتحكم في مشاعره بحيث لايصدر منه سلوك يخالف أخلاقه التي تربي عليها؟

دعونا نسلم في البداية بأن المراهق إذا تركت له الأسرة العنان بأن يتعامل وحده مع مشاكله وما يمر به من تغيرات فلن يستطيع أن يفرق بين الصواب والخطأ وقد تصدر منه أفعال وفي إعتقاده أنها هي الصواب وأن من حقه أن يفعل أي شيء مع من يحب تحت مسمى الحب يبيح له كل شيء ،هنا يأتي دور الأسرة في تعليم الشباب والفتيات مايجب فعله عند شعورهم بالحب فمن الخطأ أن يقول الأب للفتاة أو الشاب أن يتخلى عن هذا الحب وينساه ،لأنه من الصعب عليه أن
يفعل ذلك لأن هذا الأمر ليس بيده فشعوره بالحب أمر خارج عن إرادته لكن الحل الأمثل في هذا الموقف هو إن كان من يشعر بالحب فتاة فعلينا أن نعلم أنها شعرت بذلك لأنها تفتقد الكثير من الحنان في البيت فيكون الحل في هذه الحالة بأن يتدخل الأب وليس الأم فيبدا الأب بالإهتمام بها وتدليلها وإعطائها الأمان لتحكي له كل ما تشعر به وما تتعرض له من مشاكل فإذا ما وصل الأب مع ابنته لهذه المرحلة من الثقة والأمان ، هنا نستطيع أن نقول أنه في هذا الوقت تبدأ الفتاة بتعويض النقص العاطفي الذي كانت تشعر به وتنسى ذلك الشعور بالحب، لأنها عوضته بذلك الحب داخل البيت فأصبحت مشبعة عاطفيا داخل البيت فليس هناك حاجة لشيء آخر تعوضه في الخارج. ومن هنا عزيزي القارئ نجد أن جزءا كبيرا من حل مشكلة الميول العاطفي لدى المراهقين يكمن في تعامل الأسرة مع المراهق بشكل صحيح وتعويضه عن هذا الإحتياج بحب وحنان داخل الأسرة .

قد يتساءل البعض هل هذا الشعور بالإعجاب الذي أشعر به في مرحلة المراهقة حقيقيا أم هو مجرد شعور طأرئ نتيجة للتغيرات في هذه المرحلة ؟

في الواقع إن الشعور الذي يشعر به الشاب أو الفتاة في هذه المرحلة ماهو إلا شعور مصدره الإهتمام بالتعرف على الجنس الآخر فتعتبر المشاعر في هذه المرحلة مشاعر وهمية سوف تنتهي بانتهاء هذه المرحلة ولكن لا أعني بهذا أن يترك الأمر دون تحجيم لتلك المشاعر، فإذا لم تكن الأسرة على قدر كاف من الوعي للتعامل مع هذه المرحلة بشكل صحيح فعلى المراهق نفسه أن يتعامل مع هذه التغيرات بطريقة سليمة حتى لا يجرفه التيار لطريق لايحمد عقباه .
أولا يجب أن يعلم المراهق أن ما يشعر به من إعجاب لأحدهم هو أمر طبيعي لا دخل له فيه لكن السلوك الذي يصدر منه نتيجة لهذا الشعور هو ما سوف يحاسب عليه فشعورك بالحب لأحدهم لايعني أبدا أن تستحل ما لايحل لك من بداية النظر إليه إلى مايحدث من محادثات ولقاءات لايحمد عقباها بعد ذلك ،فإذا ما اتبعت تعاليم ديننا الحنيف من غض البصر والابتعاد عن الحديث بشكل منفتح مع الجنس للاخر دون مراعاة لإي أعراف أو عادات وتقاليد سوف نجد أن هذا الإعجاب بدأ يقل شيئا فشيء وكذلك الاهتمام بالرياضة وممارسة الكثير من الأنشطة الرياضية والاهتمام بالإندماج مع الأسرة والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، وكذلك التطوع للأعمال الخيرية فإذا ما قام الشاب أو الفتاة بهذه الأنشطة في هذه المرحلة سوف يعوض بنفسه جزءا من هذا النقص العاطفي لديه. فالشعوربالحب لم يكن يوما جرما يعاقب عليه ديننا بل هو شعور عالجه ربنا سبحانه وتعالى بأحكام وضعها لنا حتى نضبط هذا الشعور فالجرم الحقيقي يكمن في السلوك الصادر عن هذه المشاعر لذلك فقد وضحت في هذا المقال كيف تعالج الأسرة هذا الأمر لدى المراهق بل كيف يعالج المراهق نفسه من هذه المشاعر الزائفة أما عن دور المدرسة في توعية الطلاب بكيفية التعامل مع هذه المشاعر ،
وكيف تكون توعية المراهقين بشكل صحيح عن خطورة هذه المرحلة، كل هذا وأكثر فسوف نتناوله في الجزء الثاني إن شاء الله

كتبت: هاجر حمدي