ألمانيا صاحبة رابع أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان مهددة بالإفلاس وانهيار اقتصادها وهذه ليست مزحة ولا دعابة، في هذا المقال سوف نتعرف على أبرز المشاكل التي تهدد الاقتصاد الألماني وتجعله قرب الانهيار.
أبرز المشاكل التي تهدد الاقتصاد الألماني:
تقدمت أكثر من 1140 شركة ألمانية بإعلان إفلاسها في أغسطس من العام الجاري 2022.
إن أكثر القطاعات تأثرا بالمشكلة الاقتصادية الألمانية، هي: قطاعات البناء والمقاولات، التجارة والتوزيع، صيانة المركبات.
ومن بين هؤلاء الشركات التي أفلست خمسون شركة من أكبر الشركات الألمانية، ومن المتوقع أن تبلغ الشركات الكبرى التي تشهر إفلاسها أكثر من 150 شركة حتى نهاية العام الحالي.
ومن أهم أسباب إفلاس تلك الشركات الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على مجالات الحديد والصلب وارتفاع تكاليف الطاقة، بالتالي زيادة أسعار المنتجات الألمانية عن مثيلتها الأمريكية أو الصينية مما عجل بإفلاس تلك الشركات الكبرى، كل ذلك أثر على الاقتصاد الألماني.
الجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين ألمانيا وروسيا في العام الماضي 2021 بلغ 61 مليار دولار، صدرت منها ألمانيا لروسيا بنحو 33 مليار دولار أغلبها منتجات صناعية وتكنولوجية.
استوردت ألمانيا من روسيا بنحو 28 مليار دولار أغلبها منتجات غاز وبترول وفحم ومنتجات زراعية، مما يعني استفادة ألمانيا من السوق الروسية كمستهلك للمنتجات الألمانية وأيضا مصدر للطاقة الرخيصة.
لكن كل هذا تغير بعد الحرب الروسية الأوكرانية فقد توقف تصدير المنتجات الالمانية لروسيا وبحثت ألمانيا عن مزود بديل للطاقة وخاصة الغاز والفحم، مما زاد من أسعار الطاقة العالمية لدخول الألمان كمشتري.
بالإضافة إلى فقد أكثر من ربع مليون عامل ألماني وظائفهم في المصانع التي كانت تنتج منتجات تصدر إلى روسيا.
كما أن المنتجات الألمانية كما ذكرنا أصبحت غالية الثمن مقارنة بمثيلتها الصينية واليابانية والأمريكية التي تستهلك طاقة بأسعار أقل من ألمانيا.
هذا فضلا عن معاناة أكثر من 60% من الشركات الألمانية في تدبير احتياجاتها من الأسواق العالمية لاضطراب سلاسل الإمدادات العالمية، لإنها كانت تعتمد على استيراد المواد الخام والأولية في الصناعة من روسيا وأوكرانيا المتحاربتين.
كل ذلك كان له تأثير على الاقتصاد الألماني والتضخم في ألمانيا الذي زاد لأعلى مستوى منذ أربعين عاما ليصل إلى 7.5%.
نتائج الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الألماني:
تواجه الحكومة الألمانية مشكلات، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، من نتائجها:
- تم تخصيص بعض الأموال دعما ومساعدة للشركات والأفراد وتأمين الطاقة.
- تقديم أموال ومساعدات لاستقبال 850 ألف لاجئ أغلبهم من أوكرانيا، ومن المتوقع أن يبلغوا أكثر من مليون لاجئ.
- تخصيص أكثر من 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني وتجهيزه بالمعدات والذخائر المناسبة.
وهذا أكد عليه المستشار الألماني أولاف شولتس أن ألمانيا تمر بمرحلة تحول وتواجه أزمة طويلة لا يبدو في الأفق حلا لها.
تلك المشاكل تواجهه رابع أقوى اقتصاد فى العالم وهو الاقتصاد الألماني.
فما ظنكم بحال الاقتصاد للدول النامية ومنها مصر!
لكنني أؤمن دائما أن في كل محنة منحة وأن أبواب الاستيراد التي أغلقت في مصر ستقابلها أبواب مصانع ستفتح من جديد ومنتجات مصرية الصنع ستظهر للوجود.
فأموال العالم واستثماراته تبحث دائما عن الأمان والأسواق الكبيرة والعمالة الماهرة الرخيصة، كل هذا متوفر ببعض التحسين في مصر.
فالآن الاستثمارات تغادر الصين لمشاكلها مع الولايات المتحدة وتتجه إلى الهند ونحن في مصر ظروفنا الاقتصادية والسكانية والتعليمية تتقارب مع النموذج الهندي.
ومن المؤكد أن بلادنا ستكون على خريطة الاستثمار العالمي وخاصة التصنيع، كل ما علينا أن نهيأ البيئة التي تجذب لتلك الاستثمارات.
اقرأ أيضا: أزمة الغذاء في أوروبا 2022.. هل ستعاني القارة العجوز من الجوع؟
اقرأ أيضا: تعرف على أهم فوائد الاستثمار في البورصة المصرية 2022