نحن بصدد جريمة مكتملة العناصر جريمة الترند، فالقاتل هنا يعبث بحرية مطلقة في بيتي وبيتك بدون رقيب أو حسيب، قاتل يعرف بالضبط ما يستهدف، قاتل يلبس ثوب التكنولوجيا والتقدم، يتحرك بحرية تامة بين أيدي المجني عليه من أبنائنا، يقتل ويغتصب حياة وعقول جيل بأكمله تحت شعار مواكبة الترند ولعبة التحدي.
فما هو الترند؟
انتشرت ظاهرة الترند مؤخرا عبر ابليكشين التيك توك دون أي أنواع للرقابة فأطلقت علينا وعلى أبنائنا نماذج فاشلة تلهث وراء النجاح الخادع والثراء السريع مهما كلف هذا الأمر من آثار مدمرة للذوق العام وهتك عرض جيل بأكمله، فكان مقياسهم ليس قيمة المحتوي وفائدته بل نسب مشاهداته وكم الإعجاب به أو اللايكات الحاصل عليها، بل من الصادم مشاركة بعض نماذج من الفن والإعلاميين في هذه المسرحية الهزلية ليروجوا أكثر لهذا الفشل والجهل الذي يقود مستقبل هذا الجيل البائس.
فماذا ننتظر من جيل يرى أمثال هيثم أحمد أو كما أطلق عليه ” ويجز الغلابة” صاحب أشهر ترند في الفترة الماضية انتش واجري وكيف ننتظر من امرأة المستقبل وهي ترى أمثال يارا المعروفة باسم دلوعة بابي وغيرهم كثيرين مثال للشهرة الإعلامية والقدوة الأخلاقية؟
فكيف لنا أن نطلب من أبنائنا أن يجتهدوا و يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق مستقبل باهر وهم يروا هذا الكم من النماذج الفاشلة المكرمة من إعلام بلدهم ويتنافس على تقليدهم فنانون هذا الوطن بل وتلهث ورائهم الحملات الإعلانية؟
لم نكتفِ بهذا فقط بل ظهر ما هو أفظع من ذلك، التحديات
وهي عبارة عن لعبة تتكون من عدة طلبات يتم تنفيذها من قبل أبنائنا وتصويرها في كثير من الأحيان عبر هذه التطبيقات، فيقع أبناؤنا فريسة هذا الفخ الذي أودى بحياة الكثيرين.
اقرأ أيضا:“التكنولوجيا”..وحش العصر وكابوس الأباء … وكيفيه ترويض هذا الوحش
مخاطر ظاهرة جريمة الترند:
ومن أخطر هذه التحديات الذي انتشر مؤخرا:
تحدي الموت:
هذا التحدي هو عبارة عن القدرة على كتم الأنفاس أطول وقت ممكن، الذي بدوره يؤدي إلى فقدان الوعي وقد يتطور إلى الوفاة كما حدث في كثير من الحالات.
تحدي لعبة تشارلي:
أو تحدي الشيطان وهو وضع قلمي رصاص على قطعة من الورق على شكل صليب وكتابة كلمتين (نعم) أو (لا) على جانبي الأقلام ويتم تلاوة بعض الكلمات مثل التعويذة لاستحضار روح شخص يدعي (تشارلي)
مما ادي الي إصابات حالات كثيرة بالانتحار أو والهلوسة.
تحدي لعبة الحوت الازرق :
هذه اللعبة فجعت في خطورتها الكثير من الاهالي الذين صدموا بالنهايات المأسوية لأبنائهم فكانت هذه اللعبة من أشهر وأخطر التحديات التي انتشرت مؤخرا و
هي لعبة تتكون من عده مراحل على مدار خمسون يوم أنهيت معظم حياه لعبيها بالانتحار شنقا.
وهنا يبقي التساؤل هل هذه النماذج والتحديات التي أطلقها علينا التيك توك وغيره من التطبيقات هي النماذج الذي حقا نريد هذا الجيل أن يحتذي بها؟
نحن بصدد جريمة قتل وعبث بمعتقدات وأخلاق وحياة جيل بأكمله، فأين الرقابة في هذه الجريمة؟ أين حماة العقل والعلم؟
يجب التصدي الحازم والفوري والرادع لهذه العبثيات ومحاولة السيطرة عليه رقابيا وقضائيا لردع هذه الجريمة جريمة الترند وإنقاذ مستقبل أبناء هذا الوطن.
اقرأ أيضا: تأثير وسائل الإعلام على المجتمع ونتائجها
بقلم: ايريني ناجي