اللغة العربية

اللغة هوية الشعوب وبصمتها المتميزة التي بتطورها تتطور وبانحدارها تنحدر دون ريب، واللغة العربية من أسمى اللغات فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الشعر والنثر، ومهما طال عليها الأمد تظل كلماتها متميزة ومختصة بخصائص نادرة لم تتميز بها غيرها من اللغات حتى التي تشترك معها في بعض الخصائص.

خصوصية اللغة العربية:

من أهم الخصائص التي تميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات: الإعراب، والاشتقاق، والترادف والتضاد، والأصوات والتي من خلالها احتفظت حتى الآن بمقوماتها الصوتية لذا سميت بلغة (الضاد)، لندرة وجود مثلها من حيث التنوع والتفرد.

اللغة العربية (لغة الضاد)
اللغة العربية (لغة الضاد)

اللغة في الماضي:

قبل التحدث عنها في الماضي يجب معرفة الأصل الذي انبثقت منه، بعد اكتشاف العلماء تطور الإنسان البدائي وعدم استقراره في مكان واحد وانتقاله من مكان إلى مكان بحثًا عن المأكل والمشرب والملبس فقد قسم علماء التاريخ الأصل الإنساني إلى عدة أصول، وآخر ما توصلوا إليه أن العرب يتبعون الأصل السامي نسبة إلى سام بن نوح وهذا هو أصل العرب، أما اللغة فقد اختلف المؤرخون والعلماء في أصل نشأتها ومن الآراء التي طرحوها في ذلك هي:

  • اللغة توفيقية أما بالتلقين أو بالإلهام.
  • اللغة فطرية منذ خلق الله آدم، خلقه بطريقة يستطيع بها التعبير والتواصل.
  • الوضع والاصطلاح يعني أنها لغة وضعية وسبقها الاصطلاح.
  • المحاكاة والتطور حيث نشأت اللغة مع بداية الإنسان ومحاكاته لأصوات الطبيعة والحيوانات، ثم تطورت بتطور الإنسان الحي حتى وصلت إلى القراءة والكتابة في العصر الحديث.

ولقد كانت اللغة ذات شأن عظيم وبلغت ذروتها في العصر الجاهلي، حيث كانت تقام المناظرات الشعرية بين كبار الشعراء وكانت المعلقات من أبرز فنون الشعر في سوق عكاظ، وهي قصائد طويلة تنوعت بين المدح والهجاء والرثاء والغزل والملاحم البطولية، وكانت بعض القصائد تتجاوز الألف بيت من شدة تمكنهم وإتقانهم للغة.

اللغة العربية قديمًا
اللغة العربية قديمًا

ومما زاد اللغة عزة وشرف، وإرادة الله أن يكتب لها الخلود يوم اقترنت بالإسلام، ولم تجد أية لغة وسيلة من وسائل النشر مثل ما وجدته وذلك لأنها ارتبطت بالدين الإسلامي وأصبحت لغة القرآن، حيث إن الإسلام انتشر بسرعة فائقة بفضل الفتوحات الاسلامية واتساع الدولة الإسلامية شرقًا وغربًا، وجدت اللغة طريقها للانتشار في آسيا وأوروبا وبعض دول شمال أفريقيا حتى أصبحت اللغة الرسمية لهذه البلاد حينذاك.

اقرأ أيضًا: أصل اللغات القديمة وتصنيفها وأشهرها .. نشأة اللغة العربية

اللغة في الحاضر:

للأسف الشديد لم تستمر اللغة بهذا التطور والتقدم وبدأت في الانحدار والضعف منذ غزو المغول بقيادة هولاكو وتدمير الكثير من المدن الإسلامية، والقضاء على كل ما فيها من حضارة وثقافة، وبعد ذلك بدأ المسلمون في إعادة وإصلاح ما تم تدميره وإحياء بعض الكتب التي تم ضياعها.

اللغة العربية في الحاضر
اللغة العربية في الحاضر

بعد ذلك تعددت أشكال الاستعمار والمستعمرين الذي ما إن دخل بلدًا إلا بدأ بطمس اللغة وجعل لغته هو اللغة الأولى للبلاد، كما حدث في دول المغرب الغربي بعد الاستعمار الفرنسي حيث أصبحت اللغة الفرنسية هي اللغة الأم وغيرها من الدول العربية التي جعلت لغات مستعمريها هي اللغة الأولى.

وظل هكذا الوضع إلى أن ظهر بعض المثقفين والأدباء أمثال: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والبارودي، وجبران خليل جبران، من إحياء اللغة العربية في كتاباتهم لتظل ما بين تطور وانحدار على مر العصور التي عاشتها.

اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للغة العربية.. أهم 10 خطوات لتوثيقه

انحدارها في الوقت الحالي:

لم تستمر اللغة على ألسنة الفصحاء ولا ألسنة العامة، وبدأت في الانحدار سريعًا خاصة في العصر الحالي ومن أسباب هذا الانحدار:

  1. تعميم اللغة العامية لتصبح اللغة السائدة بين أفراد المجتمع، وتم الاستغناء عن اللغة الفصحى حتى في البرامج الإعلامية وفي الندوات وأصبح التحدث بها مقتصرًا على خطب الجمعة وبعض المناسبات الدينية.
  2. ابتكار واستحداث ألفاظ ليس لها علاقة باللغة خاصةً بين الشباب، اعتقادًا منهم أنها أسهل في الفهم وحديثة وأسرع في الانتشار والتواصل.
  3. عدم وجود فرص عمل كثيرة للشباب في مجال اللغة، وإهمالها حتى في المدارس والجامعات المتخصصة فيها.

كيف نواجه هذا الانحدار؟

يجب علينا ألا نستمر في إهمال اللغة لأن إهمالها هو طمس لهويتنا وثقافتنا، بل يجب علينا القيام بجهود كبيرة في هذا المجال من أهمها:

  • تطوير المناهج الدراسية، وزرع حبها في نفوس الطلاب بمناهج ممتعة مبسطة.
  • تفعيل دور طلبة المدارس والجامعات في نشرها، عن طريق عمل ندوات وأنشطة متميزة باللغة لموضوعات تجذب الشباب وتهمهم.
  • أن تكون هي لغة البرامج الإعلامية، وخطب الجمعة وأي منتدى أو ندوات مختلفة.
  • الاهتمام بالقراءة وتفعيل دور المكتبات خاصةً بين طلاب المدارس، واستغلال فترات الإجازات الدراسية لتنمية المواهب الثقافية.
  • القضاء على محو الأمية، والاهتمام بالدراسة في مناطق الريف والقرى البعيدة.
  • تقليل استخدام اللغة العامية قدر الإمكان خاصة بين الشباب.

اللغة العربية الفصحى ستظل لغة العرب في كل زمان ومكان مهما بلغت من الانحدار، فهي محفوظة بحفظ الله تعالى لها لأنها لغة كتابه العظيم القرآن الكريم.

كتبت: سحر علي.