في ظل درجات الحرارة غير المسبوقة على مستوى العالم والتغيير المناخي الكبير الذي يشهده العالم، هناك فيروسات وأمراض خاملة تظهر لنا من جديد وتستعيد نشاطها في الأجواء الحارة، وهناك فيروس متجدد سنتعرف عليه في هذا المقال يسمى حمى الضنك، وهل هو فيروس جديد أم له تاريخ قديم؟ وما هو الربط بينه وبين البعوضة القاتلة؟ سنتعرف على كل هذا معًا.
ما هي حمى الضنك؟
حمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل عبر البعوض، وينتج عنها أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا، وقد تحتد وتصل في بعض الحالات إلى الوفاة، يتركز انتشارها في المناطق الاستوائية، والمناطق شديدة الحرارة إلا أن مؤشرات الإصابات في ازدياد حول العالم، ويقدر عدد الإصابات السنوي بحوالي 390 مليون حالة.
وتعرف هذه الحمى بأسماء أخرى مثل: حمى العظام المكسورة، أو حمى السبعة أيام، وتصنف على أنها من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعًا وانتشارًا، بحسب تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية عام 2012م، وزادت أعداد الإصابة بها خلال العقود القليلة الماضية، وأصبحت العدوى الوبائية الآن شائعة في بعض أجزاء العالم.
اقرأ أيضًا: إليك 8 نصائح للوقاية من الفيروس التنفسي المخلوي
بداية انتشارها:
حسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن جذور المرض تعود إلى ما قبل 2000 عام، حيث كان منتشرًا في الصين، وكان أول اكتشاف له في عام 1780م، على يد طبيب أمريكي في الفلبين.
لماذا أطلق عليه اسم حمى العظام المكسورة؟
أُطلق عليه هذا الاسم لشدة الألم التي يتعرض لها المصاب في العظام، والمفاصل، والعضلات عند حدوث الإصابة له.
المناطق المعرضة لانتشار الحمى؟
ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من انحسار الوباء في بداية القرن الماضي وشبه نسيانه من قبل العالم، إلا أنه عاد مؤخرًا مع زيادة الأمراض المعروفة باسم (الأمراض المتجددة) في جميع أنحاء العالم وبالأخص في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، لافتة إلى أن ما يقرب من ثلثي أرباع سكان العالم قد يتعرضون للإصابة به، وخصوصًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
متى تصبح لدغة البعوض خطيرة؟
هذه الحمى هي عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة مصابة بالعدوى، لها أربعة أنماط مصلية وهم (DEN 1 وDEN 2 وDEN 3 وDEN 4).
ووفقًا لما أوضحته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن (1:4) أشخاص معرضون للإصابة بهذه الحمى.
اقرأ أيضًا: فيروس نقص المناعة البشرية HIV-الإيدز AIDS و5 طرق للوقاية منه
أعراض الإصابة بها:
قد تتشابه أعراضها الخفيفة مع أعراض لأمراض أخرى تسبب الحمى، والآلام الجسدية أو الطفح الجلدي، كما تتفاوت الأعراض بين خفيفة إلى شديدة لدى الأشخاص المصابين، ويمكن أن تكون خطيرة على الحياة خلال ساعات قليلة، وعادة ما تتطلب الرعاية في المستشفى وهذه الحالات نادرة.
الأعراض الشائعة للحمى:
- الحمى.
- الغثيان والقيء.
- الطفح الجلدي.
- ألم العين.
- ألم العضلات.
- ألم العظام.
فترات الحمى:
ينقسم المرض إلى فترتين:
1- فترة الحضانة، وهي الفترة التي تمتد من 4 إلى 10 أيام بعد انتقال العدوى، ولا تظهر فيها أعراض.
2- الفترة التي تلي فترة الحضانة وهي ظهور الأعراض، وتستمر ما بين يومين إلى 7 أيام يكون الشخص خلالها قادرًا على نقل العدوى عبر إصابة البعوض السليم بالفيروس ونقله للآخرين.
كيف تنتقل عدوى الحمى؟
عند إصابة البعوضة بالفيروس، تصبح حاملة له وقادرة على نقله طوال فترة حياتها، تنتقل العدوى كذلك عن طريق الأشخاص المصابين بالفيروس، ويكون ذلك من خلال نقل العدوى للبعوض غير المصاب خلال فترة حضانة المرض، يتكاثر البعوض المسبب للضنك في أماكن المياه الراكدة والأماكن التي تنتشر فيها القمامة.
طرق الوقاية من العدوى:
حتى الآن لم يتم الكشف عن وجود مصل أو علاج معتمد للوقاية منه، وتعتمد الوقاية والسيطرة عليه بمكافحة نواقل المرض، لكن الكشف المبكر والحصول على الرعاية الطبية المناسبة للوقاية من حمى الضنك يساعدان بالتأكيد على تخفيف معدلات الإصابة.
وختامًا فإن الحفاظ على الصحة العامة أمر مهم للغاية، ويتطلب الحرص الشديد والابتعاد عن الملوثات والأماكن التي ينتشر بها البعوض والحشرات الضارة، وعدم الاستهانة بأي عرض مهما كان خفيفًا والتوجه إلى أقرب مركز صحي للاطمئنان على صحتكم ودمتم سالمين.
كتبت: فاطمة عمر.