مفيش شك ولا واحد في المليون إن لكل جيل وكل عصر معطياته وأسلوبه وطريقته وده بيعتمد على التطور بشكل كبير، ومن أسوأ الحالات اللي بيعيشها الناس في كل جيل هي حالة المقارنة ما بين الماضي والحاضر! ايوه بالظبط كده زي ما أنت دماغك راحت لأيام زمان دلوقتي.
وعشان نبقى متفقين أن المقارنة صحية ومفيدة بس من أهم شروط المقارنة أن يكون فيه تساوي بين الحاجتين اللي داخلين في المقارنة، وده طبعًا عشان نحصل على نتائج سليمة وتوضيحية مفيدة.

مين فينا ممرش بحالة المقارنة دي وساعات يتذمر على الواقع وكتير بيحن للماضي والأكتر التذمر على الواقع، وتبدأ حالة انتقاد مريبة للجيل الحالي بظروفه ومعطياته والفن اللي بيسمعه واللي بيشوفه والأدب والثقافة واللغويات.
اقرأ أيضًا: آدم وحواء.. الحياة
بس في الحقيقة لازم نبقى فاهمين نقطة مهمة أوي إن أي جيل مالوش ذنب في زمنه ولا أيامه اللي بيعيشها بكل اللي فيها، هو اتولد لقى في تطور تقدم وتغيير عن الأجيال اللي قبله، يعني بلاش نلومه ولا ننتقده، بالعكس ممكن بطريقة بسيطة نوجهه للأسس والمعايير من فن، وثقاف،ة واخلاق (وما أدراك بالأخلاق) لأنها تعتبر من الثوابت مهما عدت أوقات وتوالت الأزمنة.

في النهاية، خلونا نحاول نفتح عينيهم على الإيجابيات ونسيبهم هما يختاروا، مش شرط يحب اللي أنت بتحبه هما يحبوه، لكن ممكن تشغل أغنية من أغاني زمان وهو معاك وسيبه يسمعها وهو هيقرر، وسيبه يسمع أغاني جديدة، لأنها في يوم من الأيام الأغاني هتكون ارتبطت بأحلى ذكريات شبابه الجميلة، فبلاش نشوهلهم ذكرياتهم.
سيبوهم يعيشوا حياتهم بكل معطياتها وحيثياتها بسلطاتها وبابا غنوجها زي ما اللي قبلهم عاشوا، يمكن فيه اختلاف أنا معاك لكن مش كل اختلاف بيبقى للأسوأ أكيد فيه حاجات إيجابية ما هو مش كله أبيض وكله أسود على طول ودايمًا، فيه بارقة أمل وسط الإحباط والفشل وده حال الدنيا.
تعالوا نستخدم وسيلة من وسائل التعلم الجميلة والمفيدة (وسائل الإيضاح الحية) خلونا إحنا نكون ليهم وسيلة إيضاح حية يشوفونا وهيتعلموا مننا أكيد، لأن الأهل دايمًا في نظر أبنائهم مثال وقدوة حية بيعيشوها وبيتفاخروا بيهم ويقول شعر في أهله “أنا ابويا عمل كذا، وكان كذا”.

أخيرًا وليس أخرًا، سيبوا أولادكم يصنعوا ذكرياتهم زي ما هما عايزين، اوعوا تجبروهم على شيء لأن النتايج بتكون عِند وعناد وفي الآخر الظروف المحيطة بتكون هي اللي بتحتضنهم ودي أخطر نقطة وأصعبها.
اسمع لابنك أو بنتك واتناقش معاهم طالما عندك وقت، ولو معندكش اوجد لهم الوقت، شغلك ممكن تعمله في أي وقت، مكالمتك أو رسالة الواتس آب أجلها، خليك ضهر وسند ليهم وقت لما يطلبوك والعين اللي بتلاحظهم وتراقبهم وهما في نهر الحياة بمفردهم.
اقرأ أيضًا: مواسم الكتابة
كتب: رفيق عادل.