المساعدات الإنسانية العربية.. تعبير عن الأخوة والتضامن

المساعدات الإنسانية

المساعدات الإنسانية

رب أخ لك لم تلده أمك تجده بجانبك وقت الشدائد، أخ يقف بجانبك كتفا بكتف عندما تقع بأزمة ما، وهكذا هم العرب نجدهم يساندون بعضهم البعض أوقات المحن، وتعتبر المساعدات الإنسانية من أسمى الطرق التي يعبر فيها الإنسان لأخيه عن محبته ودعمه له، ففي أثناء الأزمات والحوادث والكوارث التي تصيب الإنسان في جميع مناحي الحياة، نجد أخاه الإنسان يهم لإنقاذه ومساعدته بشتى الوسائل.

المساعدات الإنسانية في كوارث العرب بين المشرق والمغرب:

كوارث عديدة أحاطت بوطننا العربي من جميع الاتجاهات، وكان العرب على أهبة الاستعداد لنجدة المنكوبين:

في المغرب العربي الحبيب وبيوم ليس ببعيد وتحديدًا بتاريخ 6 سبتمبر 2023 م، بينما كان الناس آمنين في منازلهم وفي ساعات الليل المتأخرة وقبل بزوغ الفجر بقليل حدث زلزال مدمر زعزع أمانهم، وقضى على حياة آلاف الناس، وسرعان ما اتجه المغاربة إلى الأماكن المتضررة؛ ليخوضو سباقًا مع الزمن لإنقاذ أخوتهم.

ومن ثم اتجهت الأيادي البيضاء من جميع أصقاع الأرض لمساعدتهم في محنتهم، وكانت الإمارات أول من مد يد العون وسارعت بتسيير جسر جوي محمل بالمساعدات الإنسانية الإغاثية العاجلة، وقامت البحرين بتقديم المساعدات الإنسانية، وأرسلت قطر فرق إنقاذ للبحث عن المحاصرين تحت الأنقاض ومساعدات طبية لدعم الفريق بإغاثة المتضررين، وفتحت الجزائر الطرق الجوية لتسهيل وصول المساعدات إليها مع استعدادها التام لإرسال فريق إنقاذ، مع تقديم مساعدات إنسانية من دول عدة إلا أن المغرب رفضت المساعدة باستثناء أربع دول وهي قطر والإمارات وإسبانيا وبريطانيا.

المساعدات الإنسانية في زلزال المغرب

اقرأ أيضًا: إعصار دانيال.. تعرف على الأضرار والخسائر الناجمة عنه في عدة دول

وبعد عدة أيام من كارثة المغرب، ضرب إعصار هائل في ليبيا وحدثت الفاجعة، غرقت القرى وهدمت آلاف البيوت، ومات وفقد آلاف الناس، وعلى الفور قامت مصر بإرسال المساعدات الإنسانية، كما أرسلت الإمارات طائرتي مساعدات إنسانية محملة بمختلف المواد الإغاثية والغذائية والطبية، وأرسلت الأردن طائرة عسكرية محملة بالغذائيات والخيم والبطانيات، وقدمت الكويت 40 طن من المساعدات الإنسانية، وساهمت قطر بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة، مع استعداد الجزائر الكامل لمساعدة الأخوة الليبيين للخروج من محنتهم وتخفيف وطأة الكارثة.

المساعدات الإنسانية في إعصار ليبيا

ولم يكن ببعيد الزلزال الذي حدث في شرق الوطن العربي وتحديدًا بمدينة حلب السورية، ففي تاريخ 6 فبراير من العام ذاته، حدث زلزال مدمر شبيه بزلزال المغرب إلى حدٍ ما، سرق المنازل والأرواح بطرفة عين، وسرعان ما هب العرب لعون أخوتهم السوريين والوقوف معهم ومساعدتهم في نكبتهم بجميع النواحي المالية والغذائية والطبية، إذ قدمت الإمارات مبلغ 50 مليون دولار لمتضرري الزلزال وأنشأت مستشفى ميداني وأرسلت فريقي بحث وإنقاذ ومساعدات إنسانية إغاثية عاجلة، وسيرت سلطنة عمان جسرًا جويًا لنقل المواد الإنسانية الإغاثية للمناطق المتضررة.

وأرسلت تونس 3 طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية، وساهمت أبو ظبي بطائرتين محملتين بالمساعدات الإنسانية عينها، وأرسلت الجزائر فريق إنقاذ و115 طنًا من المواد المساعدة، كما أرسلت كل من الأردن ولبنان وليبيا ومصر والعراق فرق إنقاذ متخصصة ومساعدات إنسانية وإمدادات للطوارئ، وتم إنقاذ العديد من المصابين المحاصرين تحت الأنقاض، واستمرت أعمال البحث إلى ما يقارب شهر من تاريخه.

المساعدات الإنسانية في زلزال سوريا

الهبات الإلهية:

تولد المعجزات من رحم الألم، ومهما كانت الظروف لابد من وجود الأمل، إذ توجد الرحمة الإلهية في كل زمانٍ ومكان، يذكر أن أثناء القيام بعمليات الإنقاذ بحلب كانت الفرق المتخصصة تحاول إنقاذ امرأة حامل وشاء القدر ووضعت طفلتها تحت الأنقاض وفارقت الحياة، وعلقت شابة تحت ركام المنزل لعدة أيام وكاد العطش أن يقضي عليها حتى استجاب الله دعاءها وأنزل المطر وشربت منه إلى أن تم إنقاذها.

منطقة ما في المغرب كانت بأكملها تعاني من الجفاف والعطش منذ فترة زمنية طويلة، وبعد الزلزال تفجرت شلالات من المياه الجوفية العذبة في القرية ذاتها.

ودائمًا نكتشف في الأزمات الأخ الحقيقي والذي يقف بجانب أخيه يربت على كتفه مخففًا عنه مصابه، وهكذا كان العرب لإخوتهم المنكوبين نعم إخوة وخير رجال يعتز بهم وقت الشدائد.

اقرأ أيضًا: زلزال المغرب.. كارثة إنسانية ودمار واسع النطاق

كتبت: هبه حماده.