الملك أحمس

اعتبر المؤرخ المصري القديم مانيتون الملك أحمس الأول فاتحة ملوك الأسرة الثامنة عشرة بالرغم من أنه من أسرة سيطرت على جزء كبير من البلاد في عهد الأسرة السابعة عشرة، ذلك لأنه في عهد هذا الملك قد انقضت فترة استعباد الشعب المصري مدة طويلة من الزمان، ثم بدأت فترة جديدة حدث فيها استقلال البلاد وطرد الغزاة المعتدين من مصر أرض الكنانة.

ثم بعد ذلك الإصلاحات التي حدثت في طول البلاد وعرضها، بعد انتشار الأمن في الداخل والخارج واستقرار البلاد على أُسس متينة جعلت من جاء بعده من الفراعنة الشجعان قادرين علي تأسيس دولة كبيرة، تمتد من الشلال الرابع جنوبًا إلى أعالي نهر دجلة والفرات شمالًا، وتشهد لها كل الدول المجاورة ماديًا وأدبيًا، حتى أصبحت البلاد في عهد الملك تحتمس الثالث الملقب (بنابليون الشرق) هي الإمبراطورية الأولى في عهد التاريخ القديم، وقد كانت مثالًا وقدوة لكل الإمبراطوريات الأخرى في الغرب قديمًا وحديثًا في تأسيس دولها ونشر سلطانها وقوتها.

أعمال الملك أحمس الحربية في الخارج والداخل:

يعتبر الحدث العظيم الذي قام به الملك أحمس الأول هو متابعة الحروب العظيمة التي قامت بين المصريين والهكسوس، التي تعرف بحروب الاستقلال وتعتبر أعظم صحيفة في التاريخ المصري القديم، وكان أول من حارب الهكسوس هو الملك سقنن رع، ولكن بعد انقضاء أربع أو خمس سنوات على حكم الملك أحمس تمكن من طرد الهكسوس من البلاد كلها، بل إنه سار بجيشه وراءهم حتى بلاد زاهي (فينقيا)، إلى أن تم له الفوز في هذه المناطق الآسيوية، ثم عاد مرة أخرى واتجه نحو الحدود الجنوبية، حيث كان السود قد انتهزوا فرصة انشغاله بالحروب مع الهكسوس في آسيا، وتقدموا شمالًا نحو البلاد المصرية، فلحق بهم وحاربهم بالسيف في مذبحة عظيمة، ولقد وجدوا تفاصيل ذلك على جدران قلعة سمنة.

أحمس طارد الهكسوس
أحمس طارد الهكسوس

بعد ذلك قامت بعض الثورات التي اشتعل لهيبها في داخل البلاد، وقيل إن الذين قاموا بتدبيرها بعض الأفراد من الذين تخلفوا في البلاد من الهكسوس بعد طردهم، وحدثت ثورتان قام بهما (آتا) ثم (تتاعان) اللذان كان يجري في عروقهما الدم الهكسوسي، وقد تمت هزيمة كل منهما في ثورته هزيمة كبيرة، وبعدها لم تحدث أية ثورات داخلية في البلاد بعد ذلك.

ويبدو أنه بعد هذه الحروب لم تحدث أي حوادث خطيرة في مدة حكم هذا الملك، بل يدل التاريخ على أنه أخذ في تنظيم حكومة البلاد وإصلاح ما تم تخريبه فيها خلال حرب الهكسوس، وهذا استغرق بقية مدة حكمه للبلاد.

اقرأ أيضًا: الملكة نفرتاري.. رمز الجمال والإلهام في مصر القديمة

أهم أعمال أحمس للجيش:

قام الملك أحمس بتطوير الجيش المصري تطويرًا كبيرًا، فكان أول من أدخل عليه العجلات الحربية وأول من استخدمها كسلاح في الحروب، وهي عبارة عن عجلات كبيرة تجرها الخيول، كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تغلبهم وانتصارهم على مصر، ثم قام الملك أحمس كذلك بتطوير الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم حارب بها الهكسوس، والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين شجعان ومهرة؛ ولهذا يعتبره المؤرخون صاحب فكرة تكوين أول جيش مصري.

أعمال أحمس للجيش
أعمال أحمس للجيش

مومياء الملك أحمس:

يعتقد الباحثون أن الملك أحمس له مقبرتان الأولى في أبيدوس، وهي عبارة عن معبد صغير منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم، تم اكتشافها عام 1899م، أما المقبرة الثانية في طيبة وقد تعرضت للأسف للنهب والسرقة بواسطة اللصوص، وقد تم اكتشاف موميائه عام 1881م في خبيئة الدير البحري مع بعض مومياوات ملوك الأسر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والواحد والعشرين، وتم التعرف على مومياء الملك أحمس في يوم 9 يونيو عام 1886م واكتشفها جاستون ماسبيرو.

ألقاب الملك أحمس:

كان للملك أحمس الأول العديد من الألقاب، منها:

  • ملك مصر العليا والسفلى.
  • ابن الإله رع.
  • حاكم العالمين.
  • صاحب التاج الأبيض والتاج الأحمر.
  • حامي مصر.
  • طارد الهكسوس.
ألقاب أحمس
ألقاب أحمس

كانت ألقاب الملك أحمس الأول تعكس سلطته ومكانته كملك لمصر، كما كانت تعكس انتصاراته على الهكسوس وتحريره لمصر من سيطرتهم.

زوجات الملك أحمس:

تزوج أحمس من شقيقته (أحمس-نفرتاري) وهي أول زوجة للأله آمون، وأنجبت له ثلاثة أبناء، الأول هو خليفته في الحكم أمنحتب الأول وقد توفى الولدان الآخران في سن صغيرة، وله أربع بنات هم مريت آمون، سات آمون، إعح حتب، وست كامس.

وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه بعضًا من جوانب حياة الملك أحمس مؤسس أول جيش مصري نظامي مدرب وقوي.

اقرأ أيضًا: الملك زوسر.. إليك 13 إنجازا جعله أحد أهم ملوك مصر

كتبت: سحر علي.