تمر اليوم الذكرى الـ 201 على اكتشاف عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون لحجر رشيد، وفك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، وذلك في 27 سبتمبر عام 1822م، ويعتبر هذا الاكتشاف من أهم الأحداث في تاريخ علم المصريات، حيث فتح الباب أمام العلماء لدراسة الحضارة المصرية القديمة بشكل دقيق وموضوعي.

ماذا تعرف عن شامبليون؟

جان فرانسوا شامبليون، فقيه لغوي وعالم مصريات وشرقيات فرنسي، اشتهر بأنه مكتشف حجر رشيد وفك رموز الهيروغليفية اللغة المصرية القديمة، وهو أحد واضعي أسس علم المصريات، تفوق منذ طفولته في مجال اللغويات وأعجب به واهتم بالقراءة والبحث فيه، كانت أولى أعماله البحثية ما نشره حول فك رموز اللغة الديموطيقية في عام 1806م، وفي شبابه وبرغم صغر سنه شغل العديد من المناصب الفخرية في المجالات العلمية والبحثية.

ماذا تعرف عن شامبليون؟

ماذا تعرف عن شامبليون؟

والغريب في سيرة شامبليون أنه على الرغم من تفوقه المبكر في مجال اللغويات، إلا أنه لم يكن متفوقًا في دراسته حسب ما ذكره الباحثون والمؤرخون، فلم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة في صغره، وتعلم عن طريق دروس خاصة تلقاها في اللغة اليونانية واللاتينية، كان أصغر أشقائه، وتميز بالذكاء والعبقرية منذ صغره ولكنه فشل في مدرسة (البنين الأولية) التي التحق بها في مدينة فيجاك، حيث دخلها في عام 1790م وعمره ثمان سنوات، ولكنه لم يكن سعيدًا ولا ناجحًا فيها واعتبره المعلمون تلميذًا بليدًا فاشلًا سريع الغضب وغير مرتب ويفسده التدليل الزائد؛ لكونه أصغر إخوته أو (آخر العنقود) كما نقول في مصر.

اقرأ أيضًا: الذكرى الـ 110 لاكتشاف تمثال نفرتيتي.. إليك تفاصيل هذا الحدث

وبالرغم من فشل شامبليون في دراسته كما ذكرنا، لكنه كان متفوقًا في اللغات الأجنبية وظهرت عبقريته في اللغات بأنه لم يتعلم اللغة اللاتينية واليونانية فقط، بل أتقن أيضًا اللغة العبرية والعربية والسريانية، وكان شديد الاهتمام بمصر القديمة وحضارتها، تلقى شامبليون تعليمه في إحدى الجامعات الفرنسية وتخصص في علم اللغويات وخاصةً اللغات الشرقية.

وكان متقنًا للغة العربية والفارسية والعبرية، وأثناء دراسته الجامعية تقدم ببحث عن أوجه الشبه بين اللغتين القبطية القديمة واللغة الهيروغليفية، أحدث هذا البحث صدى كبير ولفت إليه الأنظار كعالم لغويات لأول مرة، وتم تعيينه في متحف اللوفر بباريس كرئيس لقسم المصريات هناك، وفي الفترة من عام 1828م إلى عام 1830م سافر شامبليون إلى مصر، وقام بأول مسح منهجي لآثار البلاد وتاريخها وعلم الآثار وقرأ العديد من النصوص الهيروغليفية القديمة التي لم تدرس من قبل.

قصة اكتشاف حجر رشيد ودوره في معرفة أسرار الهيروغليفية:

في يوم 27 سبتمبر عام 1822م أعلن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، نجاحه في اكتشاف أسرار الكتابة واللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، من حيث بنيتها اللغوية وتركيبها الصوتي، وكتب ما توصل إليه من نتائج هذا الاكتشاف في رسالة شهيرة تُعرف باسم (رسالة إلى السيد داسييه) أمين أكاديمية العلوم والفنون الفرنسية، أكد فيها نجاح اكتشافه العلمي بعد أن استعان بنسخة مطابقة من حجر رشيد الأصلي.

قصة اكتشاف حجر رشيد

قصة اكتشاف حجر رشيد

الأهمية التاريخية لحجر رشيد:

أهمية حجر رشيد التاريخية ترجع إلى احتوائه على المفاتيح الخاصة باللغة المصرية القديمة، ولولا اكتشافه لظلت الحضارة المصرية غامضة ومجهولة لأنها الكتابات التي سجلها المصريون القدماء على آثارهم، وقد ساعد فك رموز هذه النقوش على قراءة اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة وفك رموزها، أما عن حجر رشيد فهو عبارة عن حجر من البازلت الأسود ارتفاعه يبلغ حوالي 113 سم وعرضه حوالي 75 سم وسمكه 27.5 سم، يحتوي على نقوش قديمة كُتبت بعدة لغات مختلفة، وهذه النقوش تعبر عن مرسوم صدر عن كهنة المعبد في (ممفيس) في مصر يؤكدون فيه على دعمهم وتأييدهم للملك بطليموس الخامس، وهذا المرسوم مكتوب ثلاث مرات بثلاث لغات مختلفة، وهي:

  • الهيروغليفية: وهي اللغة الرسمية التي كان يستخدمها كهنة المعابد.
  • الديموطيقية: وهي اللغة الشعبية التي كان يستخدمها عامة الشعب في حياتهم اليومية.
  • اليونانية القديمة: وهي اللغة التي كان يستخدمها مسؤولو الإدارة وحكام مصر في ذلك العصر.
الأهمية التاريخية لحجر رشيد

الأهمية التاريخية لحجر رشيد

وحجر رشيد محفوظ حاليًا بالمتحف البريطاني على نفس شكله وهيئته الذي اكتشف عليها، ناقصًا منه بعض الأركان وجزء من النص الهيروغليفي وجزء صغير أيضًا من النص اليوناني، بعد أن سلمته فرنسا إلى بريطانيا سنة 1802م؛ تنفيذًا لمعاهدة بينهما عام 1801م بعد معركة أبي قير البحرية.

وهكذا عزيزي القارئ، فإن اكتشاف شامبليون لحجر رشيد، مكن العلماء من قراءة النصوص المصرية القديمة، وفهم الحضارة المصرية القديمة بشكل أفضل.

اقرأ أيضًا: تعرف على الملك الصبي توت عنخ آمون في الذكرى الـ 100 لاكتشاف مقبرته

كتبت: سحر علي.