قصف مستشفى المعمداني في غزة.. جريمة حرب أم حادثة؟

قصف مستشفى المعمداني

قصف مستشفى المعمداني

بالأمس البعيد وتحديدًا في يوم 8 أبريل عام 1970م قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدرسة بحر البقر الابتدائية، التي تسببت في مقتل أطفال أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم أبناء الضعف والانكسار وقلة الحيلة، واليوم يتكرر المشهد بنفس الوحشية والإجرام وبنفس الضعف والانكسار وقلة الحيلة بعد قصف مستشفى المعمداني بغزة يوم أمس الثلاثاء 17 أكتوبر عام 2023 م.

وحسب ما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة والذي حدث أمس الثلاثاء، وتسبب في استشهاد وإصابة المئات من المدنيين؛ مما أثار موجات من الغضب العارم في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط والعالم.

قصف مستشفى المعمداني

ردود الأفعال العالمية لقصف مستشفى المعمداني في غزة:

تقول امرأة فلسطينية باكية: “لقد أعطاني الطبيب أملًا في تحسن حالة ابني الصحية، ورحت وعدت فلم أجد ابني ولا الطبيب ولا المستشفى”، بعد القصف الغاشم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة اندلعت المظاهرات في الكثير من دول المنطقة منددة بالقصف الصاروخي الوحشي الذي استهدف المدنيين من المرضى بالمستشفى، والعديد من اللاجئين إليها للاحتماء بها هربًا من استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

ردود الفعل في لبنان جراء قصف مستشفى المعمداني

وأوضح تقرير (الجارديان) أنه في لبنان تظاهر المئات من المتظاهرين حيث تجمهروا أمام السفارة الأمريكية وقاموا برشق مبنى السفارة بالحجارة، كما قاموا بإشعال النار في مبنى مجاور لها، وأيضًا تجمع مئات أخرون أمام مبنى السفارة الفرنسية في بيروت ورشقوه بالحجارة.

والجدير بالذكر أن أمريكا وفرنسا وألمانيا كانوا في مقدمة الدول التي اعترضت على قرار وقف إطلاق النار في غزة ورفضته، وذكر التقرير أيضًا أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت تحذيرًا لجميع مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، وناشدت الموظفين الأمريكيين المقيمين وعائلاتهم في لبنان بضرورة مغادرة البلاد.

اقرأ أيضًا: الضحايا والشهداء الفلسطينيين.. 15 عاما من الدمار والقتل في غزة

وفي الأردن اندلعت مظاهرات مماثلة عندما حاول آلاف المتظاهرين اقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في عمان، وتدخلت قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين عن طريق إلقاء القنابل المسيلة للدموع، وكان المتظاهرون ينددون بالقصف الإسرائيلي ويرددون شعارات تهديد ووعيد لقوات الاحتلال مطالبين الحكومة الأردنية بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان، وطرد السفير الإسرائيلي من البلاد وإلغاء إتفاقية السلام التي تم توقيعها بين الحكومة الأردنية مع الجانب الإسرائيلي.

ردود الفعل في الأردن جراء القصف الوحشي لمستشفى المعمداني

ويذكر أن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن كان متواجدًا في العاصمة الأردنية عمان أثناء قيام هذه المظاهرات أمس الثلاثاء؛ للقيام ببعض الجهود الدبلوماسية على حد تعبيره التي تبذلها بلاده من أجل ما اسماه احتواء الأزمة، وفي هذا السياق فقد كشفت مصادر مطلعة عن كواليس إلغاء القمة الرباعية التي كان مقررًا عقدها بين مصر والأردن وفلسطين مع الرئيس الأمريكي بايدن في عمان صباح اليوم الأربعاء، وهذا الإلغاء بعد توافق الجانبين المصري والفلسطيني والضغط منهما على الأردن لإلغاء الاجتماع على خلفية قصف مستشفى المعمداني أمس.

كما اندلعت أيضًا مظاهرات مماثلة في كل من إيران وليبيا وتركيا، بالإضافة إلى مظاهرات في مدينة رام الله في الأراضي الفلسطينية، حيث حمل المتظاهرون أعلام المقاومة الفلسطينية ورددوا شعارات تهاجم الاحتلال الإسرائيلي وتندد بالقصف الوحشي.

مظاهرات إيران وليبيا وتركيا جراء القصف لمستشفى المعمداني

وفي مصر قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: “تابعت ببالغ الأسى القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني مساء يوم الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر 2023 في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة”، وأكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلامه قائلًا: “وأنا أدين بأشد العبارات هذا القصف المتعمد الذي يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية، مؤكدًا موقف مصر دولة وشعبًا رفضها لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين مطالبًا بوقفها بشكل فوري”.

تبادل الاتهامات:

منذ أمس وبعد قصف مستشفى المعمداني في غزة وكل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتبادلان الاتهامات حول هذا الهجوم الوحشي، حيث يتهم الجانب الفلسطيني إسرائيل بقصف المستشفى بينما تنفي إسرائيل (الكاذبة كعادتها) مسئوليتها عن القصف وتتهم بعض الفصائل الفلسطينية بهذا القصف للمستشفى، بينما تنفي الحركة الفلسطينية بالطبع أي صلة لها بالهجوم.

ختامًا، لن يمحو الزمن ألم ووحشية تلك الأحداث المأساوية، إذ يتجدد تكرارها بنفس القسوة والانتهاك لحقوق الإنسان، قصف مستشفى المعمداني في غزة كان عملًا بشعًا ولاإنسانيًا، راح ضحيته المئات من المدنيين الأبرياء، أطفالًا ونساءً وشيوخًا، دون أدنى ذنب يبررون به هذا العنف، وفي ظل قوة الإرادة والعزيمة سنستمر في النضال من أجل إنهاء الظلم وتحقيق السلام فالأمل لا يزال حاضرًا، ورغم المحن والتحديات التي تواجهنا، سنبقى صامدين في سعينا لعالم أفضل، حيث يستشفى المرضى بلا خوف ويعيش الأطفال بكامل طاقاتهم وأحلامهم.

اقرأ أيضًا: رفع حالة الحصار عن قطاع غزة.. جامعة الدول العربية تصدر 12 قرارا لدعم فلسطين

كتبت: سحر علي.