قامت جمهورية مصر العربية بدعوة عدة دول عربية وأفريقية وأوروبية إلى قمة القاهرة للسلام منذ عدة أيام، ومع تصاعد الأعمال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، سواء في غزة، والتي استشهد منها أربعة آلاف وخمسمائة شهيد مدني حتى الآن، بالإضافة إلى ما لا يقل عن ألف وخمسمائة شهيد آخرون تحت الركام والأنقاض، وفي الضفة الغربية أيضًا، اعتقل المئات واستشهد أكثر من سبعين شهيدًا، ولم يكن أمام مصر أمام هذه الكوارث خيار سوى مطالبة المجتمع الدولي بوضعه أمام مسئوليته الإنسانية في حماية الشعب الفلسطيني الأعزل، ولهذا الغرض استضافت مصر قمة القاهرة للسلام، التي جمعت وفودًا من الدول العربية والإسلامية ودول أخرى، لبحث سبل إنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
قمة القاهرة للسلام:
في صباح يوم 21 أكتوبر، توافد إلى مصر وفود من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية من معظم دول العالم العربي وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأيضًا روسيا، أتى الجميع إلى القاهرة تلبية لدعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، لمحاولة إنقاذ شعب غزة من بطش المستعمرين الإسرائيليين، وأيضًا لمحاولة إنقاذ الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية برمتها من الانزلاق إلى هاوية الحرب وعدم الاستقرار، وهو ما يعني مزيد من الكوارث تصيب جميع شعوب الأرض، من توقف إمدادات الطاقة، وقطع طرق التجارة العالمية العابرة منطقة الشرق الأوسط.
الجلسة الافتتاحية وتباين كبير في الآراء:
في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، انطلقت أعمال مؤتمر وقمة القاهرة للسلام من فندق الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مصر الرافض لهذا العدوان المخطط له من قبل إسرائيل، الذي يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم وإرسالهم إلى مصر في منفى آخر ومشهد معاد من مأساة 1948م في تصفية مذلة القضية الفلسطينية والقتل بلا رحمة لحلم إقامة دولة فلسطين.
وأضاف فخامته أن هذه الإجراءات والمخططات مرفوضة بشكل قاطع من جانب مصر، وكذلك الجانب الفلسطيني، وشارك العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين نفس الرؤية للموقف المصري ونفس الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بهذه الطريقة المهينة لأرواح الشهداء على مدى مئة عام من التضحية في سبيل قيام الدولة الفلسطينية، كما أيد الموقف المصري الرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي أشار إلى أنه لن تكون هناك هجرة ولا اغتراب ولا مغادرة للأراضي الفلسطينية، وأن الفلسطينيين سيعيشون ويموتون ويدفنون في أرضهم فلسطين.
اقرأ أيضًا: فلسطين والمسجد الأقصى.. قضيتنا الأولى
المواقف الأوروبية المنحازة:
أما مواقف الدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا وألمانيا، فقد وجهت الاتهامات وانفجار الوضع على بعض الفصائل الفلسطينية التي وصفت بالإرهابية، وطالبت بالقضاء عليها ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بأي شكل من الأشكال، ولكن عليها أن تأخذ بعين الاعتبار بعض حقوق المدنيين، كما طالبوا بالإفراج عن المختطفين لدى الفصائل الفلسطينية دون الإشارة إلى المختطفين والمعتقلين والمسجونين في السجون الإسرائيلية دون أي ذنب.
مواقف أخرى:
أما مواقف بقية الدول العربية والأفريقية وأمريكا الجنوبية، فقد جاءت منسجمة مع الموقف المصري الأردني الفلسطيني المشترك بشأن ضرورة إقامة دولة فلسطين ووقف الأعمال العدائية في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية دون توقف على مدار الساعة.
ونحن الآن في انتظار المشاورات والحوارات الجانبية التي سينتج عنها البيان الختامي لمؤتمر وقمة القاهرة للسلام، ونأمل أن تكون خطوة نحو رفع المساعدات عن شعب فلسطين الحبيب المنتصر إن شاء الله.
اقرأ أيضًا: الضحايا والشهداء الفلسطينيين.. 15 عاما من الدمار والقتل في غزة
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.