في السادسة من صباح اليوم الإثنين 22 أكتوبر 2023م دخلت الشمس إلى المنطقة المعروفة باسم (قدس الأقداس)، الواقعة داخل معبد أبو سمبل، لتتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني، ويعتبر تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ظاهرة غريبة لا تحدث إلا مرتين في العام، مرة في تاريخ يوم مولده في 22 أكتوبر، ومرة ثانية في تاريخ يوم تتويجه في 22 فبراير، وهو سر عجيب ما زال يحير جميع العلماء من أنحاء العالم.

والجدير بالذكر أنه قبل عام 1964م، كان تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني يحدث في يومي 21 أكتوبر و21 فبراير، إلا أنه بعد تقطيع معبد أبو سمبل ونقله لإنقاذه من الغرق بسبب مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم، الذي كان منحوتًا داخل الجبل، ونقله إلى موقعة الحالي، أصبحت هذه الظاهرة تحدث يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.

سبب تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني:

يرجع سبب تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهي أن شروق الشمس من نقطة الشرق، وغروبها من نقطة الغرب، في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تتغير هذه النقطة بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم ناحية الشمال، حتى تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بقياس 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في يوم الثاني والعشرين من شهر يونيو، واعتمد قدماء المصريين في اكتشافهم هذا إلى أن الشمس تمر على كل نقطة من هذه النقاط أثناء شروقها وغروبها مرتين كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعًا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تمامًا.

سبب تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

سبب تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

وتتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني مرتين في العام، في يومي 22 من شهر أكتوبر، و22 من شهر فبراير، وهذا التعامد نتيجة اختيار قدماء المصريين لنقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن نقطتي مسارها بفترة زمنية قدرها 4 أشهر لتتوافق مع يوم 22 أكتوبر وهو يوم تتويج الملك رمسيس الثاني، ويوم 22 فبراير وهو يوم مولده.

ثم قاموا ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة، وكان القدماء المصريون قد جعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث عندما تدخل أشعة الشمس في يوم وتسقط على وجه التمثال فإنها في اليوم التالي، تنحرف انحرافًا صغيرًا بمقدار ربع درجة وهكذا تسقط الأشعة في اليوم التالي على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال.

اقرأ أيضًا: الملكة نفرتاري.. رمز الجمال والإلهام في مصر القديمة

متى اكتشفت هذه الظاهرة؟

يذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تم اكتشافها في عام 1874م، حيث قامت بذلك المستكشفة (إميليا إدواردز) مع الفريق المرافق لها برصد هذه الظاهرة وتسجيلها في كتابها المعروف باسم (ألف ميل فوق النيل) في عام 1899م، والذي قالت فيه واصفة هذه الظاهرة: “تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير، وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها”.

متى اكتشفت هذه الظاهرة؟

متى اكتشفت هذه الظاهرة؟

إلغاء احتفالات تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني:

في كل عام تستعد محافظة أسوان للاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، ولكن هذا العام قرر اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، إلغاء جميع الفعاليات والمظاهر الاحتفالية المصاحبة لهذه الظاهرة والتي يشهدها الكثير والكثير من السائحين من كل أنحاء العالم، وذلك تضامنًا مع الأحداث المؤلمة والمتصاعدة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من النساء والأطفال والشباب الأبرياء والجرحى والمصابين من إخواننا المواطنين الفلسطينيين الأشقاء.

إلغاء احتفالات تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني

إلغاء احتفالات تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني

كما أعطى السيد اللواء محافظ أسوان توجيهاته برفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال وتأمين أفواج السائحين الوافدة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس، وخاصة في قطاع الصحة والإسعاف، وقطاع المحليات والتموين، وقطاع السياحة والآثار وغيرها؛ لتوفير كل الخدمات والتسهيلات اللازمة للسائحين والزائرين.

وختامًا عزيزي القارئ، بعد أن تعرفنا على ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني، تلك الظاهرة الغريبة والعجيبة التي تثبت عظمة المصري القديم في علوم الفلك والهندسة والبناء والرياضيات وغيرها، ولا يسعنا إلا قول عبارة الزعيم مصطفى كامل: “لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا”.

اقرأ أيضًا: تعرف على الملك الصبي توت عنخ آمون في الذكرى الـ 100 لاكتشاف مقبرته

كتبت: سحر علي.