قبل الحديث عن الزيتون الفلسطيني بالتفصيل ومحاصيل فلسطين الزراعية يجب معرفة أن الزراعة في فلسطين لها أهمية كبيرة؛ لأنها تعتبر رمزًا للهوية الفلسطينية حيث إنها تتعلق بالأرض والتراث الثقافي والحياة الاجتماعية أيضًا، وبالرغم من أنها لا ترتقي إلى قدرتها الاستيعابية من حيث التجارة والعمالة، إلا أنها ربما تؤثر على الاقتصاد الفلسطيني الحديث بشكل ما.

مشاكل الزراعة في فلسطين:

تتميز أرض فلسطين بأنها أرض زراعية من الدرجة الأولى، فقبل نكبة حرب 1948م، كان يعمل في القطاع الزراعي حوالي ثلثي سكان فلسطين، ولكن اليوم تغير الحال كثيرًا، وأصبحت الزراعة في المناطق التي تخضع لكل من السلطتين الفلسطينية والإسرائيلية تواجه عدة مشاكل، حيث يوجد بها توسع عمراني غير محدود، وتقل الموارد المتاحة بشكل ملحوظ ويصيبها التلوث، مما قلل من محاصيل فلسطين الزراعية وخاصة الزيتون الفلسطيني المشهور، ولهذا نجد أن الفلسطينيين هم أحد أكثر شعوب العالم اعتمادًا على الخارج للغذاء، والقطاع الزراعي يتراجع بشكل كبير وأسباب هذا التراجع متعددة منها، ما يتعلق بسياسات إسرائيلية مثل اغتصاب الأراضي، والتحكم المحدود في الموارد المائية، وأيضًا صعوبة تصدير الإنتاج للأسواق الخارجية.

مشاكل الزراعة في فلسطين

مشاكل الزراعة في فلسطين

ومن أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها أرض فلسطين ما يلي:

  • الحمضيات.
  • الحبوب.
  • العنب.
  • الخضروات.
  • الزيتون (سنتحدث عنه عزيزي القارئ بالتفصيل في السطور التالية).

اقرأ أيضًا: الزراعة طوق النجاة للاقتصاد المصري 2022

رمز شجرة الزيتون في فلسطين:

ترمز شجرة الزيتون الفلسطيني، وتاريخها المحفور في أرضها إلى الصمود والكفاح والنضال الفلسطيني على أرض فلسطين.

الزيتون في الحرف والمهن الفلسطينية:

خشب الزيتون يستخدمه الفلسطينيون حيث إنه يعتبر المادة الأولية في صناعة المنتجات الخشبية، وفي عمل بعض الحرف اليدوية مثل الحفر والتصنيع، وتاريخ هذه الحرفة يعود إلى فترة دخول البعثات المسيحية التبشيرية إلى مدينة بيت لحم، التي كانت تصنع المسابح باستخدام بذور الزيتون، ثم تطور بعد ذلك شكل كل مسبحة، وأصبحت كل منطقة متخصصة بإنتاج شيء معين، فمثلًا تقوم بلدة بيت جالا بإنتاج الأحصنة والجمال، أما بلدة بيت ساحور فتنتج التماثيل والرموز الدينية، وبينما تنتج مدينة بيت لحم الأواني والأكواب الخشبية.

الزيتون في الحرف والمهن الفلسطينية

الزيتون في الحرف والمهن الفلسطينية

تصدير الزيتون الفلسطيني:

قام الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في أضرار كبيرة لشجر الزيتون، حيث كان يقوم باقتلاع وتدمير لهذه الأشجار المباركة، وبالرغم من ذلك فإن الزيتون يُعتبر المصدر الثاني للصادرات الفلسطينية، حيث تقوم بتصدير الزيتون الفلسطيني سواء كان حبًا أو زيتًا إلى دول العالم.

شجرة الزيتون وأماكن انتشارها:

تنتشر شجرة الزيتون في جميع الأنحاء المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً في دول فلسطين، والأردن، ولبنان، واليونان، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وفي الفترة الزمنية الواقعة بين 6000-8000 سنة تقريبًا، كان الزيتون الموجود في شرق البحر الأبيض المتوسط يُطحن من أجل استخراج زيت الزيتون منه وهذا الزيت يُستخدم في إعداد الطعام، وعمل مستحضرات التجميل، وصناعة الأدوية، كما كان أيضًا يُستخدم كوقود لإنارة المصابيح.

شجرة الزيتون وأماكن انتشارها

شجرة الزيتون وأماكن انتشارها

فاكهة الزيتون:

العجيب والغريب أن ثمرة الزيتون تعتبر فاكهةً بذريةً ذات نواة، مثل فاكهة الخوخ والكرز وغيرهما، حيث السطح الخارجي لحبة الزيتونة مغطى بتجويف بداخله نواة، بينما يحتوي الجزء الخارجي من ثمرة الزيتون على 30% من الزيت، ولهذا يتم إنتاج ما يقارب 90% من الزيت من محصول الزيتون فقط، أما باقي المحصول فيتم قطفه من أجل عمله زيتونًا يؤكل على المائدة مع الطعام، ويوجد أكثر من 2000 صنف من الزيتون، ولكن الزيتون المعروف لنا جميعًا نوعان هما: الأخضر، والأسود.

باختصار، يمكن القول إن الزراعة في فلسطين تحمل أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني، حيث ترتبط بالهوية والتراث الثقافي والاجتماعي، وعلى الرغم من المشاكل التي تواجهها الزراعة في فلسطين، إلا أنها لا تزال تؤثر على الاقتصاد الفلسطيني.

اقرأ أيضًا: الزراعة بداية عصر النهضة المصرية في عهد محمد علي 

كتبت: سحر علي.