هل سمعت يومًا عن مدينة طابا الساحرة؟، إنها مدينة مصرية فريدة من نوعها، تاريخها القديم يجعلها تحمل الكثير من القصص والأسرار، هل ترغب في استكشاف جمال طابا واكتشاف حكاياتها الساحرة؟، انضم إلينا في هذه الرحلة الممتعة لاستكشاف هذه المدينة الساحرة.
ماذا تعرف عن مدينة طابا؟
طابا مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء، موقعها مميز وخاص حيث تقع على رأس خليج العقبة، ويحدها سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، عدد سكانها يبلغ حوالي 3000 نسمة، مساحتها حوالي 508.8 فدان تقريبًا، وتبعد نحو 240 كم عن مدينة شرم الشيخ شمالًا.
ولمدينة طابا قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة، بسبب موقعها المتميز الذي يطل على حدود 4 دول هامة في المنطقة وهي مصر، والسعودية، والأردن، وفلسطين، وهي تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي حوالي 7 كم شرقًا، وتعتبر آخر الحدود العمرانية المصرية على خليج العقبة ويقابلها الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.
تاريخ مدينة طابا:
في 13 فبراير عام 1841م، صدر فرمان عثماني تم بمقتضاه منح محمد علي وأبنائه من بعده حكم مصر والسودان، وتم إرفاق خريطة بالفرمان لتوضيح حدود مصر، وهذه الخريطة وضعت الغالبية العظمى لسيناء داخل مصر، واستمر الوضع هكذا حتى عام 1892م، حيث أرسل السلطان العثماني بعد ذلك فرمانًا لمصر يحرمها فيه من نصف سيناء، ولذلك تدخلت بريطانيا وحدثت أزمة مشهورة أطلق عليها أزمة الفرمان أو قضية الفرمان.
والتي انتهت بموافقة السلطان عبد الحميد على إعادة ترسيم الحدود المصرية بحيث تبدأ من رفح شمالًا على البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوبًا حيث تقع على بعد ثلاثة أميال غرب قلعة العقبة، وفي عام 1906م تقدمت قوات تركية إلى منطقة طابا، وحدثت أزمة أخرى كبيرة تدخلت بسببها بريطانيا للمرة الثانية وأجبرت العثمانيين على الانسحاب، وبعدها تقرر ترسيم خط الحدود المصري بعلامات مرقمة، ومنذ ذلك الوقت تم اعتبار طابا جزءًا أصيلًا من التراب الوطني المصري.
اقرأ أيضًا: أجمل 10 أماكن سياحية في سانت كاترين
تحرير طابا:
بعد حرب أكتوبر عام 1973م، وانتصار مصر الكبير على الوهم المسمى إسرائيل، تم عقد اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979م، والتي بمقتضاها بدأت إسرائيل انسحابها من أرض سيناء، وفي أواخر عام 1981م، كان يتم تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، وبدأ الجانب الإسرائيلي في افتعال أزمة لعرقلة هذه المرحلة بإثارة مشكلات ووضع 14 علامة حدودية من أهمها العلامة (91) في طابا.
وقد أدى ذلك لعقد اتفاق في 25 أبريل 1982م، والذي نص على حظر إقامة إسرائيل لأية إنشاءات ومنع ممارسة مظاهر السيادة في منطقة طابا، ولكن بعد 3 أشهر من هذا الاتفاق قامت إسرائيل بافتتاح فندق سونستا، وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود، فقامت الحكومة المصرية بالرد على ذلك عن طريق تشكيل ما اسمته اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا واللجوء إلى التحكيم الدولي، وفي 29 سبتمبر 1988م تم صدور حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا.
وكان الحكم في صالح مصر مؤكدًا أن طابا مصرية، وفي يوم 19 مارس عام 1989م، كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر فوق أرض طابا معلنًا السيادة المصرية عليها وإثبات حق مصر في أرضها، كان في طابا فندق سونستا طابا وقرية رافي نلسون، وهما منشأتان أقامتهما إسرائيل على أرض طابا المصرية مخالفةً بذلك نصوص معاهدة السلام بينها وبين مصر، وعندما أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها بأن طابا أرض مصرية، انتقلت ملكية جميع هذه المنشآت السياحية في طابا إلى مصر، وتم تغيير اسم الفندق إلى هيلتون طابا.
اقرأ أيضًا: 9 معالم سياحية في الوطن العربي ستأخذك إلى عالم آخر
تفجيرات طابا:
في شهر أكتوبر عام 2004 م، هزت مدينتي طابا ونويبع المصريتين عدة تفجيرات إرهابية متزامنة، حيث تم استهداف كل من فندق هيلتون طابا، ومخيمي أرض القمر، والبادية في جزيرة رأس شيطان في مدينة نويبع، وتم ذلك بواسطة ثلاث سيارات مفخخة، وأسفرت الانفجارات عن مصرع 7 مصريين و24 إسرائيليًا وإصابة 135 آخرين، وتدمير عشرة طوابق من فندق هيلتون طابا الذي تم استهدفه بسيارة من نوع فورد وتحمل مائة كجم من المتفجرات.
المعالم الطبيعية والسياحية في مدينة طابا:
تتمتع مدينة طابا بالعديد من المعالم السياحية المميزة منها:
منصة العلم:
عبارة عن نصب تذكاري لمكان موقع رفع العلم المصري على أرض طابا التي تم تحريرها في 19 مارس 1989م.
القرية البدوية النموذجية:
تضم 198 منزلًا بدويًا، ومدرسة، ووحدة صحية و60 محلًا ومركزًا للشباب، وأنشئت هذه القرية بهدف خدمة التجمعات البدوية بطابا بتكلفة وصلت إلى 50 مليون جنيهًا.
متحف طابا:
يحفظ هذا المتحف تاريخ معالم المدينة، وهو عبارة عن ثلاث قاعات تحتوي على أكثر من 700 قطعة أثرية تعتبر أرشيفًا موثقًا لحياة شعب جنوب سيناء بدءًا من العصر الفرعوني وحتى عصرنا الحديث.
خليج فيورد:
يبعد خليج فيورد على 15 كم جنوب طابا، وهو عبارة عن قطعة غطس مذهلة يحتضنها خليج طبيعي خلاب المنظر من الشعاب المرجانية في مشهد طبيعي كأنه لوحة أبدعها أبرع الفنانين بمنظر لا ينسى، وهي منطقة مناسبة لهواة الغطس ومحترفيه، يشهد خلالها الغواصون مشاهد نادرة وجميلة للحياة البحرية والشعاب المرجانية والاسماك الزجاجية والفضية النادرة.
محمية طابا:
محمية طابا تعتبر من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، كما تحتوي على وديان أشهرها وادي وتير، والزلجة، وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات، و50 نوعًا من الطيور النادرة، وأكثر من 450 نباتًا نادرًا.
اقرأ أيضًا: الغردقة أفضل الوجهات السياحية في الشرق الأوسط 2023
الوادي الملون:
الوادي الملون ويطلق عليه الأخدود الملون أو الكانيون، هو أحد العجائب الطبيعية بمحمية طابا، وهو عبارة عن لغز أو متاهة من الصخور الرملية الملونة، وقد يصل ارتفاع بعضها إلى 40 مترًا، وقد تشكل هذا الوادي بسبب مياه الأمطار والسيول الشتوية التي حفرت قنوات لها وسط الجبال منذ مئات السنين، وسمي الوادي الملون بذلك الاسم بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه، وعروق الأملاح المعدنية التي تسبب خطوطًا ملونة على أحجاره الرملية وتعطيها ألوانًا قرمزية وبرتقالية وفضية وذهبية وأرجوانية وحمراء وصفراء.
جزيرة فرعون:
تبعد جزيرة فرعون حوالي 10 كم عن مدينة العقبة، وحوالي 30 مترًا عن شاطئ سيناء، وتقع بها قلعة صلاح الدين الأثرية، وهي القلعة التي أنشأها القائد صلاح الدين الأيوبي في عام 1171م؛ لتصد غارات الصليبيين وتحمي طريق الحج المصري عبر سيناء، تحتوي القلعة على منشآت دفاعية وحصون، وورشة لتصنيع الأسلحة وتخزينها، وقاعة اجتماعات حربية للقادة، وغرف للجنود، وفرن للخبز، ومخازن غلال وحبوب، وحمام بخار، وخزانات مياه، ومسجد، تم بناؤها من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل الذي بنيت عليه القلعة.
ختامًا عزيزي القارئ، إن مدينة طابا وجهة سياحية مميزة، يقصدها الآلاف من السياح كل عام للاستمتاع بطبيعتها الخلابة، وآثارها التاريخية، وثقافتها الغنية، فإذا كنت تبحث عن وجهة سياحية مميزة، فلا تفوت زيارة مدينة طابا الساحرة.
اقرأ أيضًا: مدينة التاريخ.. إليك أجمل 17 مكانا من الأماكن السياحية في الأقصر
كتبت: سحر علي.