Close

تعرف على رحلة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الذكرى الـ 19 لوفاته

الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات

تحل اليوم الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، يُكنى بأبي عمار ويُلقب بالختيار، ولد يوم 4 أغسطس عام 1929م، وتوفي يوم 11 نوفمبر عام 2004م، رجل سياسي وعسكري فلسطيني لاجئ، وأحد مؤسسي حركة فتح وجناحها العسكري المسلح كتائب شهداء الأقصى وحماس، وهو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969م وحتى وفاته في عام 2004م.

نشأة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وطفولته:

اسمه بالكامل هو محمد عبد الرحمن بن عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني، اسمه الأول محمد عبد الرحمن، واسم والده عبد الرؤوف وجده عرفات، ولد في القاهرة لأسرة فلسطينية، ومنذ نشأ الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في القاهرة، ترك اسمه الأول أحمد أو محمد تقليدًا لمشاهير المصرين أمثال الرئيسين الراحلين أنور السادات وحسني مبارك.

وفي الخمسينيات بدأ يستخدم اسم ياسر عرفات، واختار اسم أبو عمار ليكون اسمًا حركيًا له على اسم الصحابي الجليل عمار بن ياسر، وعلى الرغم من تركه لأسماء متعددة من اسمه الأصلي، إلا إنه احتفظ باسم عرفات لدلالاته في الإسلام على جبل عرفات.

نشأة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وطفولته
نشأة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وطفولته

أبوه عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني من غزة وجدته مصرية، عمل أبوه في تجارة الأقمشة في حي السكاكيني، وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، هو وأخوه الصغير فتحي ولدا في القاهرة، أما من جهة أمه فإن نسبه يتفرع من عائلة الحسيني، وتعتبر من الأسر المقدسية المعروفة، والتي اشتهر بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني، قضى الرئيس الراحل عرفات طفولته ومرحلة شبابه الأولى في القاهرة، توفيت والدته عندما كان في الرابعة من عمره.

اقرأ أيضًا: من الأمم المتحدة إلى قلوب العالم.. خطاب ياسر عرفات الذي لا ينسى

وبعد ذلك تم إرساله مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب أمه وعاشا هناك مع خالهما مدة 4 سنوات، وفي عام 1937م تزوج والده بامرأة ثانية وأخذه ليعيش إلى جانبه وتحت رعايته في القاهرة، لم تكن علاقته بأبيه جيدة، بل كانت تزداد سوءًا في كل يوم لدرجة أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يحضر جنازة والده في عام 1952م وحتى بعد عودته إلى غزة لم يذهب لزيارة قبر والده.

تعليمه والحرب العربية الإسرائيلية عام 1948:

أنهى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة، واكتسب في تلك الفترة اللهجة المصرية التي كان يعتز بها ولم تفارقه طوال حياته، في صباه وشبابه كان يتردد على بعض المنفيين من فلسطين، وكان مقربًا من المفتي أمين الحسيني الذي كان منفيًا في القاهرة، كما تعرف أيضًا على كل من عبد القادر الحسيني وابنه فيصل الحسيني.

وفي حي السكاكيني تعرف على موشى دايان المقيم في نفس الحي، وكانت معرفة عرفات وموشى دايان غريبة، لكن عرفات يعلل هذا الأمر بأنه يريد دراسة عقليتهم والتعرف أكثر على عدوه، وفي مرة ذكرت أخته الكبرى إنعام أن الرئيس الراحل عرفات كان يشارك في كل المظاهرات وكانت دائما تجري وراءه لإعادته إلى البيت، وتمنع عنه المصروف عقابًا له، لكن ذلك لم يوقفه واستمر في نشاطه.

تعليمه والحرب العربية الإسرائيلية عام 1948
تعليمه والحرب العربية الإسرائيلية عام 1948

وعندما بلغ سن السابعة عشرة من عمره وأنهى دراسته الثانوية، قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليًا)، ودراسة الهندسة المدنية، فالتحق بكلية الهندسة وتخرج في عام 1950م، وفي تلك الفترة كان يدخل في نقاشات مع يهود وصهاينة ليدرس عقليتهم ويعرف تفكيرهم، وأصبح أكثر معرفة باليهودية والصهيونية خاصة بعد قراءته لأعمال كُتاب يهود مثل تيودور هرتزل.

ثم حدثت حرب 1948م، التي جعلت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يترك الجامعة ويذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب للانضمام إلى الجيوش العربية التي تحارب إسرائيل، ولكنه لم ينضم رسميًا لأي منظمة، قاتل أيضًا إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين، كما انضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة.

اقرأ أيضًا: هل ستحقق محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين نجاحا بعد 70 عاما من الصراع؟

وفي عام 1949م، حيث كانت الحرب تتقدم لصالح إسرائيل، عاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى القاهرة لاستكمال دراسته الجامعية ومواصلة نشاطه السياسي، فتم انتخابه رئيسًا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة عام 1952 وحتى عام 1956، وكانت السنة الأولى 1952 لرئاسة عرفات لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة، وفي السنة الأولى من رئاسته، قامت حركة الضباط الأحرار التي أطاحت بالملك فاروق الأول، وتم تغير اسم جامعة الملك فؤاد لتصبح جامعة القاهرة.

بعد ذلك تخرج ياسر عرفات من كلية الهندسة المدنية، واستُدعي إلى الجيش المصري أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 لفترة قصيرة مع الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب.

وبعد ذلك هاجر إلى الكويت وعمل هناك كمهندس مع مزاولة بعض الأعمال التجارية، وفي نهاية ذلك العام شارك في مؤتمر عقد في مدينة براغ التشيكية، وارتدى في ذلك المؤتمر كوفية بيضاء، وبعد ذلك أصبحت تختص باللونين الأبيض والأسود كشعار لفلسطين والفلسطينيين.

اقرأ أيضًا: فلسطين والمسجد الأقصى.. قضيتنا الأولى

حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشخصية ووفاته:

عندما بدأت علامات الكبر في السن تظهر على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أطلق عليه الفلسطينيون لقب (الختيار)، وكان عرفات على مدى سنوات طويلة رافضًا الزواج بسبب تكريس وقته للقضية الفلسطينية وهمومها، وبالرغم من ذلك فاجئ عرفات الكثيرين بزواجه عام 1990م بسكرتيرة مكتبه السيدة سها الطويل، وهي سيدة مسيحية من آل الطويل، وأنجبا في عام 1995م ابنتهما الوحيدة (زهوة).

حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشخصية ووفاته
حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشخصية ووفاته

ويتواجد اليوم قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله، بالرغم من رغبته في أن يدفن في القدس، وهو اليوم يعتبر مزارًا لكثير من الفلسطينيين والأجانب المحبين لعرفات خلال حياته وأعجبوا بشخصيته، وكذلك الكثير من رجال السلطة الفلسطينية من الزعماء الذين يرغبون بزيارة قبر الراحل عرفات.

وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه رحلة مع زعيم فلسطيني ضرب أروع الأمثلة للكفاح والنضال والثبات من أجل قضية شعبه، هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي نهدي روحه الطاهرة هذا المقال بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لوفاته.

اقرأ أيضًا: حصول فلسطين على عضوية كاملة في اليونسكو.. خطوة نحو إثبات حقها

كتبت: سحر علي.

scroll to top