ما أشبه الليلة بالبارحة، اليوم 12 نوفمبر يوافق مرور 67 عامًا على مذبحة خان يونس التي حدثت في يوم 12 نوفمبر عام 1956م، وهي مذبحة قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذها بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس الواقع جنوب قطاع غزة وراح ضحيتها أكثر من 250 شهيدًا فلسطينيًا.

وبعد تسعة أيام نفذت وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدًا فلسطينيًا من المدنيين في نفس المخيم، كما استشهد في نفس اليوم أكثر من مئة من الفلسطينيين الآخرين من سكان مخيم رفح للاجئين، وقد امتدت مذبحة خان يونس حتى وصلت حدود بلدة بني سهيلا.

خلفية مذبحة خان يونس:

في عام 1956 قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وبسبب هذا القرار قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن هجوم العدوان الثلاثي على مصر، ونتيجة لهذا العدوان فقدت مصر السيطرة على شبه جزيرة سيناء، وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات توغل في غزة التي تحتلها مصر عبر مدينة رفح وعلى عكس الاستسلام السريع للقوات المصرية في غزة، تعرضت الحامية الفلسطينية في خان يونس بقيادة الجنرال يوسف العجرودي لمقاومة شديدة؛ أدت إلى الرد الإسرائيلي بالقصف المدفعي على البلدة؛ مما أدى إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين.

خلفية مذبحة خان يونس

خلفية مذبحة خان يونس

أما الرجال الذين كان يشتبه في حملهم أسلحة فقد تم إعدامهم على الفور في منازلهم أو أماكن عملهم، وتم إجبار جميع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عامًا على الحشد، ثم وقعت مجازر بحق المدنيين، حدثت المجزرة الأولى عندما أطلقوا النار على المواطنين في الساحة المركزية للمدينة، وقتلوا حوالي 100 شهيدًا، أما المذبحة الثانية في مخيم خان يونس للاجئين، كان الهدف منها استئصال الفدائيين من غزة، بالرغم من أن المجازر قد تمت بشكل كبير على المدنيين وليس الفدائيين كما زعموا.

اقرأ أيضًا: معركة كربلاء.. علامة فارقة في التاريخ الإسلامي

ما بعد مجزرة خان يونس:

تم فرض حظر التجول على مواطني غزة ومنعهم من استرجاع جثث زملائهم، وتُركت الجثث متناثرة حول المنطقة، وتولى مسؤولو الصليب الأحمر الدولي نقل الجرحى إلى مدينة غزة لعلاجهم، بعد ذلك وفي مارس 1957م انسحبت إسرائيل من غزة وسيناء، وبعد ذلك بوقت قصير تم اكتشاف مقبرة جماعية في محيط خان يونس، كان بها جثث لأربعين رجلًا فلسطينيًا أصيبوا جميعهم برصاصة وجهت لهم في الجزء الخلفي من الرأس.

ما بعد مجزرة خان يونس

ما بعد مجزرة خان يونس

تقرير الأمم المتحدة:

في يوم 15 ديسمبر عام 1956م، قُدِّم التقرير الخاص لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وتم الاعتراف بحادث آخر وهو حادث رفح أو مذبحة رفح التي أعقبت احتلال المدينة مباشرة، ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة تم التأكد من إعدام 275 شخصًا، وتفيد مصادر فلسطينية أن عدد القتلى من الشهداء بلغ 415 قتيلًا بالإضافة إلى 57 آخرين لم يعرف مصيرهم.

تقرير الأمم المتحدة

تقرير الأمم المتحدة

ووفقًا لأقوال (ماريك جيفن)، وهو جندي اسرائيلي ترك الجيش وعمل صحفيًا في غزة، ونشر ملاحظاته أثناء المشي في المدينة بعد فترة وجيزة من مذبحة خان يونس وجدنا جثثًا متناثرة على الأرض مغطاة بالدم ومحطمة رؤوسهم ولم يهتم أحد بنقلها، وكان المشهد مروعًا لا يتحمله عقل بشر.

وختامًا عزيزي القارئ، في ظل الأحداث الراهنة في فلسطين، حيث تستمر المأساة والمعاناة، يظهر تاريخ مذبحة خان يونس كتحذير قوي حول الحاجة إلى وقف هذا الظلم والعنف، فما زلنا نشهد المأساة إلى اليوم في ظل استمرار المعاناة الفلسطينية، حيث يتعرض الأبرياء للقمع والعدوان.

اقرأ أيضًا: الملكة كليوباترا.. أشهر ملكات مصر في التاريخ القديم

كتبت: سحر علي.