ثقافتنا العربية زاخرة بالأمثال الشعبية المشهورة التي تقال في مناسبات معينة، وتعتبر هي إحدى نواتج تراثنا الشعبي منذ قديم الزمن، ولا زلنا حتى اليوم نستدل بمثل شعبي عبارة عن جملة أو كلمات قليلة، بل وأحيانًا كلمة واحدة تعبر عن موقف كبير قد يستغرق ساعات في حكايته.

ولولا أننا نمتلك الثقافة الشعبية نفسها، ما فهمنا هذه الأمثال ولا استوعبتها عقولنا لأنها تعتمد على بيئتنا وهويتنا العربية بمفرداتها وتفاصيلها الموجودة في هذه البيئة.

وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتحدث عن بعض أشهر أمثالنا العربية، وقصص قولها ومناسبات قولها.

الأمثال الشعبية المشهورة وسبب قولها:

1-يا بخت من كان النقيب خاله:

هو أحد الأمثال الشعبية المشهورة في مصر وبعض الدول العربية، ويقال هذا المثل في حالة الشخص الذي يكون أحد أقاربه أو معارفه مديرًا أو واسطة له أو لديه منصب كبير، وقصة هذا المثل أنه كان من عادة العرب قديمًا أن يجعلوا لمن يتزوج حديثًا شخصًا يقوم على طلباته ويقضي له مصالحه ويرعاه لمدة أربعين يومًا.

يا بخت من كان النقيب خاله

يا بخت من كان النقيب خاله

وأطلقوا على هذا الشخص اسم (النقيب)، ومن هنا جاء أصل المثل الشعبي، باعتبار أن الخال يكون أكثر اهتمامًا بابن أخته وأكثر رعاية له، ويفعل ذلك بكل حب وصدق، لذلك أصبح يقال: “يا بخت من كان النقيب خاله”.

اقرأ أيضًا: اكسر وراه قلة.. استمرارية الأمثال الفرعونية في حياتنا اليومية

2-على رأسه ريشة:

يعتبر هذا المثل من الأمثال الشعبية المشهورة في الدول العربية، وهو يعبر عن الشخص المميز أو الذي يشعر بتميزه بطريقة ما سلبًا أو إيجابًا.

وقصة هذا المثل تعود إلى زمن بعيد حيث كان هناك رجل فقير سرقت دجاجاته من حظيرة الدجاج التي كان يملكها، وتكرر الأمر كثيرًا لدرجة لم يستطع تحملها، فذهب إلى شيخ مسجد القرية وشكا إليه سرقة دجاجاته، فقال له: “غدًا سيكشف له السارق”.

على رأسه ريشة

على رأسه ريشة

وبالفعل كان يوم الغد هو يوم الجمعة واجتمع رجال القرية كلهم للصلاة في المسجد، وبعد الصلاة قام الشيخ وطلب من المصلين البقاء بالمسجد، وأخبرهم أن هذا الرجل الفقير تسرق دجاجاته بصورة متكررة، وأن هذا الفعل حرام ولا ينبغي على الشخص الذي يسرق أن يفعل هذا.

وأن هذا السارق قد حضر للصلاة في المسجد ولا زالت آثار الريش على رأسه، فقام اللص بمسح رأسه وكشف نفسه بسبب غبائه وذكاء الشيخ، ومن هنا جاء المثل: “على رأسه ريشة”.

وجاء منه فيما بعد بالتوتر: “من على رأسه بطحة يحسس عليها، للتعبير على أن من يرتكب خطأ لا بد سيكشف نفسه بنفسه بسبب شعوره بالتوتر والقلق، ليصبح هذان المثلان من أهم الأمثال الشعبية المشهورة التي نتداولها بيننا يوميًا.

3-مامعهوش اللضة:

عبارة تستخدم للتعبير عن الفقير الذي لا يمتلك أي شيء، واللضة هي عملة نحاسية حمراء كانت تسك ضمن سك العملات، وهي قطعة نحاسية مكتوب عليها (الله الضامن)، وكانت توزع على الفقراء الذين ليس لديهم أي نقود.

مامعهوش اللضة

مامعهوش اللضة

وكان الفقير يأخذ هذه القطعة النحاسية ويذهب إلى الدكان ويأخذ ما يريد وعند الحساب يقول لصاحب الدكان لا يوجد معي إلا (اللضة) اختصارًا لعبارة الله الضامن، فيأخذها صاحب الدكان ويعيدها لبيت المال فيأخذ بدلًا منها نقودًا.

وبعد ذلك يعيد بيت المال توزيعها على الفقراء تحت شعار الله الضامن، ثم حولها الناس لكلمة (اللضة)، وأصبحت تعبر عن الفقر وسوء الحال وضيق الحالة المالية.

وختامًا عزيزي القارئ، كانت هذه بعض الأمثال الشعبية المشهورة المتداولة في مصر والدول العربية، وهي جزء أصيل من ثقافتنا وتراثنا العربي الذي نتوارثه ونتناقله جيلًا بعد جيل.

اقرأ أيضًا: الأمثال الشعبية.. قصص وحكايات أم مجرد كلمات؟

كتبت: سحر علي.