يا صباح الخير ياللي معانا، الكروان غنى وصحانا، بهذه الكلمات الخالدة لكوكب الشرق أم كلثوم، يفتتح أغلب المصريين صباحهم لبداية يوم جديد، واليوم نهدي روحها الغالية هذا المقال بمناسبة الذكرى الـ 49 على رحيل كوكب الشرق، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1975م عن عمر ناهز 77 عامًا، استعد عزيزي القارئ لرحلة فنية شيقة نستعيد فيها بعض المحطات من حياة أسطورة غنائية رحلت ولكنها ما تزال عالقة في أذهاننا.
أم كلثوم ورحلتها الفنية:
اسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي وكنيتها أم كلثوم، ولدت 4 مايو عام 1908م في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وبدأت الغناء مع والدها في الموالد والأفراح وهي طفلة صغيرة، في عام 1922م انتقلت إلى القاهرة وبدأت بتكوين أول تخت موسيقي لها في عام 1926م.
تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي كان بداية انطلاقها، ثم تعرفت بالملحن محمد القصبجي، في عام 1928م أصدرت مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الأسية) وقد حقق لها شهرة كبيرة، وفي عام 1932م شاركت بصوتها في فيلم أولاد الذوات.
في عام 1934م، التحقت بالإذاعة المصرية عقب إنشائها، وتعتبر أول فنانة دخلت الإذاعة المصرية، قامت أم كلثوم بالمشاركة في عدة أفلام في فترة الثلاثينات والأربعينات مثل دنانير وسلامة، وكان آخرها فيلم فاطمة في عام 1947م، ولكنها تفرغت بعد ذلك للغناء فقط، وقد أثرت في الغناء المصري والعربي بمجموعة خالدة من القصائد والأغاني مثل: أنت عمري، حب إيه، ألف ليلة وليلة، للصبر حدود، الأطلال، هذه ليلتي، أغدًا ألقاك، وقامت أيضًا بغناء العديد من الأغاني الوطنية والدينية.
ولا ننسى مشاركتها الصوتية في غناء أغاني فيلم رابعة العدوية مثل الرضا والنور، وعشقت الهوى، في عام 1952م بعد ثورة 23 يوليو، تكونت اللجنة الموسيقية العليا، وكانت من ضمن أعضائها إلى جانب الملحن رياض السنباطي والموسيقار محمد عبد الوهاب، وتم تعيين أم كلثوم كأول نقيبة للموسيقيين في نقابة الموسيقيين.
اقرأ أيضًا: 125 عاما على ميلاد كوكب الشرق.. أم كلثوم أسطورة لا تنتهي
الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها:
حصلت أم كلثوم خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز والتكريمات من عدة دول عربية وأجنبية، منها:
- وسام الكمال في مصر من الملك فاروق.
- جائزة الدولة التقديرية في الستينيات.
- وسام الأرز اللبناني.
- وسام النهضة الأردني.
- نيشان الرافدين العراقي.
- وسام الاستحقاق السوري.
- وسام نجمة الاستحقاق الباكستاني.
تم تصنيفها ضمن أعظم المطربين في العالم حسب مجلة (رولينج ستون الأمريكية)، كما احتلت كوكب الشرق المرتبة 61 في لائحة أفضل 200 مطرب حول العالم.
مرض أم كلثوم ووفاتها:
في فترة السبعينيات عانت أم كلثوم من مرض التهاب الكلى، وسافرت إلى لندن للعلاج، ثم عادت إلى مصر واستمرت معاناتها حتى يوم 3 فبراير عام 1975م، حيث تم إعلان خبر وفاتها في صدمة كبيرة للمصريين والعرب ولكل محبيها في جميع أنحاء العالم.
وكانت جنازتها من أعظم الجنازات في العالم وأكثرها مهابة وحضورًا، حيث بلغ عدد المشيعين حوالي 4 ملايين شخصًا، وقد حرص الملايين على توديعها من الجمهور والرؤساء والملوك والشخصيات البارزة في مصر والعالم العربي والأجنبي.
وختامًا عزيزي القارئ، استعرضنا بعض المحطات من حياة كوكب الشرق أم كلثوم، في ذكرى مرور 49 عامًا على رحيلها، والتي أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفن الحقيقي باقٍ حتى بعد رحيل أصحابه.
اقرأ أيضًا: عندما يلامس الفن القلوب.. ماجدة الرومي تحتفل بـ 67 عاما من الإبداع
كتبت: سحر علي.
