شيرين أبو عاقلة

في عالم الصحافة، تتلألأ بين أضواء الأحداث العابرة شخصيات تترك بصماتها العميقة، ومن بين تلك الشخصيات شيرين أبو عاقلة، ما القصة وراء هذا الاسم؟ ما الذي جعلها تتحول من مجرد صحفية إلى أيقونة للشجاعة والتضحية؟ دعنا عزيزي القارئ نستكشف سويًا حياة هذه الروح الفلسطينية البارزة، التي بقيت تحتفظ بلمعانها رغم أنها رحلت عنا.

من هي شيرين أبو عاقلة؟

شيرين نصري أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية، وُلدت في القدس في 3 أبريل 1971م، عملت كمراسلة إخبارية لشبكة الجزيرة الإعلامية منذ عام 1997م حتى عام 2022م، وتعتبر شيرين أبو عاقلة من أبرز الصحفيين في العالم العربي، وُصفت بعد وفاتها بأنها من أبرز الشخصيات الإعلامية في وسائل الإعلام العربية، حيث كانت مراسلة مخضرمة ومتميزة.

من هي شيرين أبو عاقلة؟
من هي شيرين أبو عاقلة؟

كانت حياتها المهنية تتضمن تغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى مثل الانتفاضة الثانية، بالإضافة إلى تحليل السياسة الإسرائيلية، وتقاريرها في غالبية الأحيان تقارير حية تذاع بشكل مباشر على شاشات التلفزيون، وقد ألهمت هذه التقارير العديد من الصحفيين الفلسطينيين والعرب الآخرين، لمتابعة حياتهم المهنية في الصحافة، ونظرًا لوطنيتها وتميزها الصحفي، فقد منحها الزعيم الراحل معمر القذافي في يوم 8 مارس عام 2003م وسام الشجاعة؛ تقديرًا لشجاعتها في نقل أحداث ووقائع المجازر التي كانت تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت.

اقرأ أيضًا: الصحافة الباسلة.. وائل الدحدوح يشعل شرارة الأمل في قلوبنا

اغتيال شيرين أبو عاقلة:

في يوم 11 مايو 2022م، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابتها بعيار ناري بالرأس وأن وضعها حرج للغاية، وذلك خلال تغطيتها لأحداث اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، وبعد عدة دقائق أعلنت وزارة الصحة وفاتها في قسم الطوارئ بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين، متأثرة بإصاباتها الخطيرة في الرأس، وقد أكد مدير الطب الشرعي أن الرصاصة التي أصابت شيرين كانت قاتلة ومباشرة في الرأس ومن مسافة قريبة، مما يؤكد تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قتلها.

اغتيال شيرين أبو عاقلة
اغتيال شيرين أبو عاقلة

مراسم دفن وجنازة شيرين أبو عاقلة:

بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانها في كنيسة دير اللاتين بجنين، تم نقله إلى مكتب الجزيرة في رام الله، وتم الإعلان بعدها أن مراسم تشييعها ستجرى في 12 مايو 2022 م، بدءًا من مقر الرئاسة الفلسطينية في البيرة، وأقيمت جنازتها يوم الجمعة 13 مايو في القدس.

مراسم دفن وجنازة شيرين أبو عاقلة
مراسم دفن وجنازة شيرين أبو عاقلة

وأوقف الاحتلال الإسرائيلي المشيعين الذين كانوا يحملون نعشها وضربتهم بالهراوات، لدرجة أن نعشها كاد أن يسقط على الأرض في لقطات حية بثتها قناة الجزيرة آنذاك، بعد ذلك تم تحميل التابوت على محراب ونقله إلى كاتدرائية البشارة، وتم دفنها في مقبرة جبل صهيون في باب الخليل بمدينة القدس المحتلة، وسط حشد كبير من المشيعين المسلمين والمسيحيين، حيث دفنت بجانب والديها.

تكريم شيرين أبو عاقلة بعد وفاتها:

تم تكريم شيرين بعد وفاتها من عدة جهات وبعدة أشكال، تمثلت في:

  • قامت جامعة بيرزيت بوقف كرسي أستاذية باسم (كرسي شيرين أبو عاقلة للصحافة والإعلام).
  • تم إطلاق اسمها على شارع وسط مدينة رام الله.
  • أنشأت الجامعة الأمريكية في بيروت بالمشاركة مع مؤسسة يافا منحة شيرين أبو عاقلة التذكارية.
  • تكفل متبرع بإطلاق منحة زمالة باسمها.
  • أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتابًا اطلقت عليه (استشهاد شيرين أبو عاقلة)، كسجل توثيقي.
  • منح الأردن اسمها وسام الاستقلال.
  • أطلق معهد الإعلام الأردني منحة باسمها.
  • أطلقت جامعة اليرموك منحة ماجستير باسمها.
  • رشحها أعضاء البرلمان الأوروبي لجائزة سخاروف لحرية الفكر، التي تعتبر أعلى تكريم في الاتحاد الأوروبي للمدافعين عن حقوق الإنسان.

وختامًا عزيزي القارئ، تناولنا بعضًا من حياة شهيدة الواجب الإعلامي الشهيدة الفلسطينية المراسلة الصحفية شيرين أبو عاقلة في الذكرى الثانية لوفاتها.

اقرأ أيضًا: حمزة وائل الدحدوح.. شهيد الحقيقة في زمن الإبادة الجماعية

كتبت: سحر علي.