اليوم العالمي للتمريض هو رسالة شكر للكوادر الطبية على مجهوداتها التي تقدمها في سبيل رعاية المرضى، خصص ذلك اليوم ليخبرنا بمجهودهم الكبير الذي يمارسه الممرضون فيه عملهم وصُنف من الوظائف الشاقة والمرهقة، فما هي المهام التي يرعاها التمريض؟ وهل رسالة الشكر تفي حق الكوادر التمريضية الصامدة في غزة؟ وما أصعب المراحل التي برز فيها دور كوادر التمريض؟ وهل هنالك تضحيات لمن أراد دراسة الاختصاص التمريضي؟
هل رسالة الشكر توفي حق الكوادر التمريضية الصامدة في اليوم العالمي للتمريض؟
اليوم العالمي للتمريض هو مناسبة مهمة لتسليط الضوء على تضحيات الكوادر الطبية في قطاع غزة، فبينما ينتظم العاملون في المجال الصحي بدوام لساعات محددة فإن التمريض في غزة يعمل بنظام الطوارئ خلال 24 ساعة كاملة، الأمر الذي نقلته الكثير من وسائل الإعلام، لم يقتصر الأمر على العمل لساعات طويلة بل يتطلب التدبير السريع للكثير من الحالات بأقل الإمكانيات المتوافرة، فنحن نتحدث عن اختراع حلول لإصابات حرب بوقت بلغ نقص المعدات الطبية حده الكبير.
والجانب الثاني يتمثل في مهمتهم بتصنيف الحالات القادمة للمستشفى لديهم من الأعلى خطورة إلى الأقل خطورة، مع إعطاء كل مريض حقه الطبي اللازم، أما بالنسبة للجانب الثالث وهو عدم التوافق بين نسبة مقدمي الرعاية الصحية ومصابي الحرب فبين كل ألف مصاب حرب هنالك ممرض واحد؛ ليقدم لهم المساعدة الأمر الذي تطلب تعليم الكثير من الناس أساسيات التمريض لسد العجز في مستشفيات القطاع، وأخيرًا الجانب الرابع وهو العمل على أنقاض المستشفيات بعد أن دمرت بالكامل للتأكيد على وفائهم للقسم الطبي.
اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للسكري.. تحديات وتوعية حول مرض السكري وطرق الوقاية
تسكين الألم بأيدي طبية فلسطينية:
من أبرزها تسكين ألم الحروق بمراوح يدوية لتخفيف وهج الحروق هذه أحدى تضحيات الطواقم الطبية جنوب غزة، والبقاء والاستمرار في العمل رغم كل الضغوط الإسرائيلية، التي وصلت إلى حد أن يرى الطبيب والممرض أفراد عائلته شهداء أمامه، ولكنه يتماسك ويكمل عمله بكل عزة والصمود.
ما أصعب المراحل التي برز فيها دور كوادر التمريض؟
بالعودة إلى الذاكرة القريبة لعام 2020 تحديدًا عند بدء جائحة كورنا، تمثل التمريض بخط الدفاع الأول المواجه للفيروس، وبرزت الكثير من الكوادر التي ثبتت بوجه هذا الفيروس وأكملت عملها برعاية المرضى، في حين أن الصور لم تكن كاملة عن الفيروس وطرق الإصابة به، ومن أبرز التكريمات لهذه الكوادر، أن الناس كانوا يدنون من نوافذ بيوتهم كل ليلة، ويقومون بالتصفيق كنوع من الشكر لمن يسهر على علاج مرضاهم في أقسام الحجر، هذا ما عزز الاحتفال باليوم العالمي للتمريض.
المهام التي يرعاها التمريض:
يخيل للبعض أن دور الكوادر التمريضية يقتصر على المستشفيات، لكن في الحقيقة هم موجودون في كل مكان، فمنهم من يقوم بدور التوعية لبعض الأمراض وطرق السلامة منها، وتنبيه جيل الشباب في المدارس بخطر بعض العادات السيئة الظاهرة في جيلهم مثل التدخين لتقديم، وأخيرًا وجودهم في الملاعب والمطارات كعين راعية، وهكذا تظهر أهميتهم التي جعلت اليوم العالمي للتمريض احتفالًا مخصص لهم.
هل هنالك تضحيات لمن أراد دراسة الاختصاص التمريضي؟
إن أردت دراسة التمريض فعليك النظر إلى الكوادر التمريضية في غزة، أو إلى الكوادر التمريضية العربية التي ذهبت إلى فلسطين، أو إلى التمريض الذي تواجد خلال الجائحات الكبرى، لتعلم أنها مهمة إنسانية بامتياز، فليس المطلوب فيها إعطاء العلاج الذي يحدده الطبيب فقط، بل إعطاؤه بلطف وإنسانية وضمير، لذلك اختصر البعض كلمة التمريض بملائكة الرحمة لما يتطلبه من الرحمة والرفق بجميع حالات المرضى وتقلباتهم المزاجية التي تحدث بسبب إهمالهم.
اليوم العالمي للتمريض جاء بوقت قدمت الكوادر التمريضية في غزة الصورة الأبهى للإنسانية وقيم التضحية، وجاء منشط لذاكرة الكثير الذين أصيبوا في جائحة كورونا، وهو جواب لطلاب الثانوية العامة للذين يريدون بدء دراسة هذا التخصص، وكلمة الشكر التي تتجدد في كل عام للطواقم التمريضية أو كما يطلق عليها ملائكة الرحمة على هذه الأرض.
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للصحة النفسية.. ماذا تفعل من أجل سلامك النفسي؟
كتبت: روان كوكش.