هل تعلم أن شهر ذي الحجة ليس مجرد شهر عادي في التقويم الهجري، بل هو بوابة لأعظم أيام العام؟ هو الشهر الذي يحمل في طياته أسمى شعائر الإسلام، ويزخر بأحداث تاريخية وروحانية تجعله فريدًا عن غيره، دعنا نأخذك في رحلة لنستكشف معًا أسرار هذا الشهر الفضيل، ونتعرف على سبب تسميته، وأهميته، والفضائل العظيمة المرتبطة بأيامه المباركة، وإذا كنت تتساءل عن الأعمال التي تجعل هذه الأيام لا تُنسى، فلا تفوت قراءة هذا المقال.

ماذا تعرف عن شهر ذي الحجة؟

شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر في السنة القمرية أو التقويم الهجري، والشهر الثاني من الأشهر الحرم أيضًا، سُمي بهذا الاسم عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الاسم لكون الحج فيه، كما أنه آخر الأشهر المعلومات التي ورد فيها ذكر الله -سبحانه وتعالى- حيث قال: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ”.

ماذا تعرف عن شهر ذي الحجة؟

ماذا تعرف عن شهر ذي الحجة؟

وهذه الأشهر تبدأ مع أول يوم من شوال، وتنتهي مع نهاية اليوم العاشر من ذي الحِجَّة، واليوم التاسع من هذا الشهر هو يوم مقدس مبارك في السماء والأرض؛ لأنه يوم عرفة (وقفة عرفات) أو ما يسمى بيوم الحج الأكبر، ثم يكون اليوم العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو عيد يحتفل به المسلمون في كل مكان حول العالم.

اقرأ أيضًا: الأشهر الحرم.. لماذا كانت مقدسة قبل الإسلام وبعده؟

شهر ذي الحجة في الجاهلية:

كان في الجاهلية سوق يسمى سوق ذي المَجَازِ، وكان يعقد في شهر ذي الحجة من أوله، بعدما ينتهي العرب وينصرفون من عكاظ، يقام آخر أيام ذي القعدة، وكان في الجاهلية أيضًا من الأشهر الحرم التي لا تُستحل فيها الحُرمة ولا يباح فيها القتل والحرب.

شهر ذي الحجة في الإسلام:

عظم الإسلام شهر ذي الحجة، وأقسم الله تعالى في سورة الفجر بالليالي العشر الأوائل من هذا الشهر، فقال: “وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، لعظم هذه الأيام ومكانتها، وعظم الأجر فيها، كما ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد روي عن عبد الله بن عباس أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ، ويقصد الْعَشْرَ الْأَوَائِلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللِه؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ”.

شهر ذي الحجة في الإسلام

شهر ذي الحجة في الإسلام

ويستحب صيام هذه الأيام العشر، ومن لم يستطع صيامها فليصم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث قال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن صوم يوم عرفة يكفر سنة سابقة وسنة تالية.

أحداث وقعت في شهر ذي الحجة:

هناك بعض الأحداث الهامة التي وقعت في شهر ذي الحجة، نذكر منها ما يلي:

  • في عام 2 هـ، تزوج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من السيدة فاطمة بنت نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • في عام 8 هـ، ولد إبراهيم بن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
  • في عام 23 هـ، قتل سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين والخليفة الثاني للنبي -صلى الله عليه وسلم-، على يد أبي لؤلؤة المجوسي.
  • في عام 35 هـ، مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، والخليفة الثالث للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • في عام 60هـ، وفاة معاوية بن أبي سفيان.
أحداث وقعت في شهر ذي الحجة

أحداث وقعت في شهر ذي الحجة

ماذا تفعل خلال ذي الحجة؟

شهر ذي الحجة المبارك هو شهر مثالي لأداء الأعمال الصالحة لكسب الثواب العظيم، ومن أهم هذه الأعمال الصدقة (الزكاة أو الصدقة)، وصلاة التهجد، وبر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصيام الأيام التسعة الأولى أو صيام يوم عرفة، وإقامة القرابة، وتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله -سبحانه وتعالى- بالتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار.

ختامًا، تعرفنا على شهر ذي الحجة شهر الحج، الذي يعتبر الركن الأعظم من أركان الإسلام، وتعرفنا على أهم أحداثه، وفضله والأعمال المستحبة فيه.

اقرأ أيضًا: التقويم القبطي.. ارتباطه بالمحاصيل الزراعية والأمثال الشعبية

كتبت: سحر علي.