سندريلا الفرعونية

قبل الحديث عن مفاجأة سندريلا الفرعونية وهي فتاة تدعى رودوبيس، نتذكر جميعنا قصة سندريلا الشهيرة والحذاء المفقود والأمير ودقات الساعة الثانية عشرة، كل هذه التفاصيل التي حفظناها من قصص الطفولة، لكن المفاجأة أن هناك رأيًا آخر يؤرخ لتلك القصة، حيث تعود لقرون ما قبل الميلاد، حيث أثبت بعض المؤرخين أن سندريلا التي نعرفها هي في الأصل فرعونية، تعال معي عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة لنعرف أصل هذه القصة.

قصة سندريلا الفرعونية:

تبدأ قصة سندريلا الفرعونية من عهد أحد أواخر ملوك مصر القديمة يدعى أماسيس، الذي كان يخاف من تهديدات كسرى (ملك الفرس) المستمرة على مصر، فأعلن ترحيبه بأي إغريقي يريد العيش في مصر أو التجارة فيها، وليس ذلك فحسب بل إنه أنشأ مدينة كاملة للإغريق سميت نكراتيس، وفي تلك المدينة الإغريقية كان يعيش تاجر اسمه (كاراكسوس)، وفي أحد الأيام كان هذا التاجر يمشي في سوق المدينة، فرأى جمعًا من الناس يتجمعون حول منصة لبيع العبيد، فوقف معهم، وإذا به يفاجأ بجارية شديدة الجمال، بشرتها البيضاء وخداها المتوردان يدلان على أنها إغريقية، ولأن كاراكسوس كان تاجرًا ثريًا، استطاع بكل سهولة أن يفوز بالمزاد واشترى الجارية.

رودوبيس
رودوبيس

اقرأ أيضًا: الكارتون والأنمي.. تشابه في الفكرة و6 اختلافات

هذه الجارية كانت فتاة تدعى (رودوبيس)، حكت قصتها للتاجر كاراكسوس، فأشفق عليها وسرعان ما أُعجب بها ووقع في حبها، وأعطاها بيتًا جميلًا، ووصيفات يقمن بخدمتها، وأحسن إليها كما لو كانت ابنته، وفي يوم من الأيام كانت رودوبيس تستلقي في حوض استحمامها بحديقتها الخاصة، وحولها الوصيفات يحملن ملابسها وحزامها وحذاءها الأحمر.

فجأة هبط نسر من السماء وانقض عليهن، فهربت الوصيفات بسرعة وتركن الملابس والحذاء، فالتقط النسر فردة من الحذاء الأحمر وطار بعيدًا حتى وصل إلى مدينة (ممفيس)، وهبط في قصر الفرعون (أماسيس)، وكان جالسًا في حديقته الواسعة، ورمى النسر فردة الحذاء عليه وطار، تعجب الفرعون مما حدث وأعجب بجمال الحذاء، وتخيل أن صاحبته رائعة الجمال، واعتقد أن ذلك ما هو إلا رسالة من الإله حورس، فجمع حراسه وأرسلهم بالحذاء في جميع المدن ليبحثوا عن صاحبته ويحضرونها إليه، ليتخذها عروسًا له.

قصة سندريلا الفرعونية
قصة سندريلا الفرعونية

وبالفعل راح الحراس يطوفون بجميع المدن، هليوبوليس، تانيس، كانوبيس، باحثين عن صاحبة الحذاء الأحمر الجميل، حتى وصلوا إلى مدينة نكراتيس، وعرفوا قصة الفتاة الإغريقية رودوبيس والتاجر، فذهبوا إلى بيته، وعندما رأت رودوبيس حذاءها الأحمر، فرحت وصاحت وأخبرتهم أنه حذاؤها، ومدت قدمها لتؤكد لهم أنه يناسبها، وأرسلت إحدى وصيفاتها لتحضر فردة الحذاء الأخرى، فتأكد الحراس من أنها الفتاة التي يبحثون عنها، فأخبروها بما قاله الفرعون، وأنهم يجب أن يأخذوها معهم لتكون عروسًا للفرعون.

وهكذا ودعت رودوبيس التاجر الطيب، وذهبت إلى ممفيس، بعد ذلك وعندما رأي الفرعون أماسيس الفتاة، سلبت عقله من شدة جمالها، وتأكد أن الآلهة هي التي أرسلتها له، وأنهم هم الذين دبروا كل ما حدث ليتم هذا اللقاء، وهكذا أعلن الفرعون رودوبيس لتكون الملكة والسيدة الحاكمة لمصر، وعاش الاثنان معًا زوجين سعيدين، وتوفيا قبل عام من غزو الملك الفارسي (قمبيز) لمصر.

وختامًا عزيزي القاريء تناولنا أصل قصة سندريلا الفرعونية، التي تم اقتباسها أمريكيًا كالعادة، لتصنع أشهر قصة وفيلم للأطفال والكبار، من إنتاج شركة ديزني الشهيرة ويحمل اسم (سندريلا).

اقرأ أيضًا: عالم أدب الأطفال يودع أيقونته.. يعقوب الشاروني في رحيل مؤثر

كتبت: سحر علي.