تخيل لو أن حاسوبك يمكنه التعلم والتفكير بمفرده، يتعرف على تفضيلاتك ويتنبأ باحتياجاتك حتى قبل أن تطلبها، هذا ليس خيالاً علميًا، بل هو واقع تحقق بفضل تعلم الآلة، في هذا المقال سنأخذك في رحلة مثيرة لاكتشاف كيف تعمل هذه التقنية السحرية التي تمكن الحواسيب من التحليل والتعلم من البيانات بشكل مستقل، وسنكشف الستار عن التطبيقات اليومية التي تعتمد على هذه التقنية، مع التعرف على إيجابياتها وسلبياتها، كما سنلقي نظرة على مستقبل هذه التقنية الواعدة.
ما تعلم الآلة؟
تعلم الآلة هو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي الذي يسمح للحواسيب بالتعلم والتطور من نفسها دون الحاجة لبرمجتها ببرمجة محددة لكل مهمة، فإنها تأخذ البيانات تحللها وتستنتج منها معلومات وقرارات.
اقرأ أيضًا: الأقمشة الذكية.. ثورة جديدة في عالم الموضة والتكنولوجيا
كيف يعمل تعلم الآلة؟
الفكرة الأساسية لهذه التقنية تعتمد على شيء يسمى (الخوارزميات) وهي عبارة عن مجموعة من التعليمات التي يتبعها الحاسب الآلي لتحليل البيانات والتعلم منها؛ لفهم ذلك بشكل أفضل، سنقسم العملية إلى خطوات بسيطة:
جمع البيانات:
أول خطوة هي جمع البيانات التي سيتعلم منها الحاسب الآلي، هذه البيانات قد تكون صور، أو أرقام، أو نصوص.
تنظيف البيانات:
بعد جمع البيانات يجب تنظيفها، بمعنى أنه يجب التأكد من أنها خالية من الأخطاء أو المعلومات غير الضرورية.
تدريب النموذج:
هنا نستخدم البيانات النظيفة لتدريب الحاسب الآلي، ومن ثم نختار خوارزمية معينة ونبدأ في تعليم الحاسب الآلي من خلالها.
اختبار النموذج:
بعد تدريب الحاسب الآلي، يجب اختباره لنتأكد من أنه تعلم بشكل جيد، ونستخدم بيانات جديدة لم يرها من قبل ونرى أداءه.
تحسين النموذج:
إذا كان الأداء غير مرضٍ، نعود لتعديل الخوارزمية أو نجمع بيانات أكثر ونعيد العملية.
أمثلة عملية على تعلم الآلة:
هذه التقنية تدخل في حياتنا اليومية دون أن نشعر، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
توصيات المنتجات:
عندما تشتري شيئًا من موقع مثل أمازون، وتجد الموقع يرشح لك منتجات أخرى، هذا نتيجة لهذه التقنية.
التعرف على الوجوه:
التطبيقات مثل فيسبوك وانستجرام تستخدم هذه التقنية؛ لتتمكن من التعرف على وجوه الناس في الصور.
السيارات ذاتية القيادة:
السيارات التي تقود نفسها، تستخدم هذه التقنية لتفهم وتتعلم من البيئة المحيطة بها.
المستقبل مع تعلم الآلة:
المستقبل مع هذه التقنية مشرق ومليء بالإمكانيات، من الطب للزراعة، ومن التعليم للصناعة، فإنه سيغير الطريقة التي نعيش بها بشكل جذري، حيث أن الحواسيب ستصبح أذكى وأكثر قدرة على حل المشاكل المعقدة.
إيجابيات وسلبيات تقنية تعلم الآلة:
الإيجابي خدمة البشر في تسهيل بعض العمليات في حياتهم كما قرأنا في بداية المقال، أما السلبي فهو الإضرار بالبشر بعضهم لبعض مثل تعليم الآلات والروبوتات أن تقوم بالتدمير والقتل مع تغذيتها بالاستمرار حتى تنفيذ المهمة، وقد نرى الشرطي الآلي أو كما عرفناه سابقًا بـ (Robocop) في أفلام الخيال العلمي الأمريكية، ولا زلنا نسمع عنه ونشاهده حتى اليوم.
في النهاية، تعلم الآلة ليس مجرد تكنولوجيا جديدة، بل يفتح لنا أبوابًا لفهم أعمق للعالم من حولنا، ويتيح لنا الاستفادة من البيانات بشكل غير مسبوق، الآن بعد أن فهمت الأساسيات يمكنك المتابعة والتعمق أكثر في المواضيع المتعلقة بهذا المقال في سلسلة مقالات تنشر تباعًا بعنوان تكنولوجيا ما بعد الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يواجه 5 مجالات أبرزهم الطب النفسي
كتب: رفيق عادل.