أعلن البنك الدولي تصنيفه لأقوى اقتصاديات العالم وبالطبع ظلت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس أقوى اقتصاديات العالم، ليس لأنها أكثر الدول تصديرًا أو إنتاجًا، بل لأنها تمتلك أكبر شركات في العالم وجاءت الصين ثانيًا وألمانيا ثالثًا، أما عن مصر ومحيطنا العربي والأفريقي فهو ما سنتحدث عنه في السطور القادمة.
أقوى اقتصاديات العالم على المستوى العربي:
جاءت المملكة العربية السعودية على رأس أقوى اقتصاديات العالم على المستوى العربي لعام 2024 بحجم اقتصاد يبلغ 1106 مليار دولار، وهذا بالطبع نتيجة لرؤية ولي العهد السعودي محمد بن سليمان 2030، التي أعطت للاقتصاد السعودي زخمًا كبيرًا وانفتاحًا واسعًا على جميع القطاعات الاقتصادية، سواء كان سياحة أو عقار أو خدمات هذا بالطبع مع العمود الفقري للاقتصاد السعودي وهو استخراج وبيع النفط، الذي يشهد أفضل أيامه وأعلى أسعاره بفضل التوترات والحروب في أوكرانيا وفلسطين.
اقرأ أيضًا: البنك المركزي المصري يثبت أسعار الفائدة.. ما تأثير ذلك اقتصاديًا؟
الإمارات ثاني الاقتصاديات العربية:
جاءت الإمارات العربية المتحدة كثاني أقوى الاقتصاديات العربية بحجم اقتصاد قدره 528 مليار دولار، وتعد الإمارات علامة مميزة في تنوع اقتصاد البلاد، فبعد أن كانت البلاد تعتمد اعتماد كامل على عوائد النفط، أصبحت الآن عوائد السياحة والتسوق ومبيعات العقارات وخاصه الفاخرة منها منافسًا قويًا للنفط في اقتصاد الإمارات، فقد تربعت الإمارات على قائمة أكبر مبيعات للعقارات الفاخرة في العالم، هذا غير استحواذ الشركات الإماراتية الكبرى على عدد لا يحصى من الشركات الأجنبية والعربية وخاصه قطاع الطاقة المتجددة والموانئ والأسمدة والعقارات.
مصر ثالث الاقتصاديات العربية وثاني إفريقيا:
قدر البنك الدولي حجم الاقتصاد المصري هذا العام 348 مليار دولار، وبرغم المشاكل الاقتصادية التي يعانيها المواطن المصري منذ أكثر من عام والتضخم وتعويم العملة المصرية، إلا أن الاقتصاد المصري حافظ على موقعه كأهم اقتصاديات المنطقة العربية وأكثرها تنوعًا، فالاقتصاد المصري لا يعتمد على مجال واحد بل هو اقتصاد متنوع زراعي وصناعي وسياحي يجذب رؤوس أموال أجنبية كثيرة هذا العام للفرص الكبيرة التي يقدمها للمستثمرين، وحصلت مصر على المركز الأول إفريقيًا كأفضل واجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة بمقدار 10 مليار دولار، هذا غير استثمار منطقة رأس الحكمة التي ستعد أهم مدينة سياحية في البحر المتوسط، ومن بعدها مدينة ساوث ميد التي أعلنت عنها شركة طلعت مصطفى العقارية.
وأعلنت أنها باعت في أول 12 ساعة بـ 60 مليار جنيه في الطرح الأولى للمدينة، وتركزت الاستثمارات الأجنبية في قطاعات قطع غيار السيارات والطاقة المتجددة، وخاصة تصنيع الأمونيا الخضراء التي تدخل في صناعه الأدوية، مما يظهر أن تنوع الاقتصاد المصري وتنوع مجلاته الاقتصادية يجعله مؤهلا ليكون الأول إفريقيًا بديلًا لدولة جنوب إفريقيا، التي حصلت هذا العام على المركز الأول إفريقيًا بحجم اقتصاد يبلغ 402 مليار دولار.
لكن المركز الأول إفريقيًا يحتاج إلى المزيد من العمل والإنتاج والتحالف والتكامل مع أشقائنا العرب، من أجل المزيد من الاستثمارات في كافة المجالات وخاصة كثيفة العمالة كالزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات، التي تعد الآن قاطرة التطوير والتحديث في العالم.
في الختام، يتضح أن أقوى اقتصاديات العالم تشهد تغيرات وتطورات مستمرة، مع احتفاظ الولايات المتحدة الأمريكية بالصدارة، تليها الصين وألمانيا، وعلى الصعيد العربي تبرز المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر كقوى اقتصادية رئيسية، ولتحقيق المزيد من التقدم يجب على هذه الدول مواصلة تعزيز التنوع الاقتصادي والاستثمار في قطاعات حيوية، مما سيضمن لها مكانة قوية في الساحة الاقتصادية العالمية.
اقرأ أيضًا: صفقة رأس الحكمة.. بوابة إلى عصر جديد للاقتصاد المصري
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.