عملية اغتيال إسماعيل هنية القيادي الفلسطيني بحركة حماس الفلسطينية، أعادت إلى الأذهان أبرز عمليات اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية، التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد رموز بارزين في الحركة، وفي هذا التقرير سنستعرض معًا أهم هذه العمليات التي راح ضحيتها رموز وقادة بارزون في حركة حماس الفلسطينية.
أبرز عمليات اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية:
منذ أن ظهرت حركة المقاومة الإسلامية حماس في النضال الفلسطيني، قامت إسرائيل باستهداف شخصيات رئيسية داخل الحركة؛ لإضعاف قوتها خاصة مع المزاعم الإسرائيلية بضرورة هذه الإجراءات حفاظًا على أمنها القومي، ومن أبرز عمليات اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية هي:
عماد عقل عام 1993:
يعتبر عماد عقل من أبرز القادة العسكريين لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، وقد قام بعدد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، لدرجة أن رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين أطلق عليه لقب (الأسطورة)، وقد تم اعتقال عقل عدة مرات في السجون الإسرائيلية، ولكنه لم يتوقف عن نشاطه في المقاومة، وبعد أن نفذ عقل العديد من العمليات العسكرية وأصبح المطلوب رقم واحد لدى إسرائيل، تمكنت القوات الإسرائيلية في يوم 24 نوفمبر عام 1993م من الوصول إليه، حيث حاصرت قوة عسكرية منزلًا بحي الشجاعية في مدينة غزة، وتم اغتياله مع أحد مساعديه.
اقرأ أيضًا: إسماعيل هنية على مسرح الأحداث الفلسطينية
يحيى عياش عام 1996:
أطلق الفلسطينيون عليه لقب (المهندس)، بينما وصفته إسرائيل بعديد من الأوصاف مثل الثعلب، والرجل ذي الألف وجه، والعبقري، يعتبر عياش المهندس الذي هز أمن إسرائيل، فهو أول من سجل في مجال المقاومة مفاهيم السيارات المفخخة والعمليات الاستشهادية، درس عياش الهندسة في جامعة بيرزيت قرب مدينة رام الله، وانضم إلى حركة حماس في سن مبكرة، ونجح في نقل المعركة إلى المناطق الآمنة في قلب إسرائيل، وبعد أن أصبح عياش كابوسًا يهدد أمن إسرائيل، تمكنت المخابرات الإسرائيلية من اغتياله في يوم 5 يناير عام 1996م، بواسطة استخدام مادة متفجرة وُضعت في بطارية هاتفه لتفجيرها، مما أدى إلى استشهاده.
جمال منصور عام 2001:
يعتبر منصور من المؤسسين الأوائل لحركة حماس، وواحدًا من كبار القادة لسنين طويلة، وقام بعدة عمليات ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ مما عرضه لملاحقة القوات الإسرائيلية، حتى تم اغتياله في شهر يوليو عام 2001م، داخل مكتب الإعلام والدراسات التابع لحماس في مدينة نابلس، خلال قصف طائرة إسرائيلية.
صلاح شحادة عام 2002:
يعد صلاح شحادة المؤسس الفعلي للذراع العسكري لحركة حماس، اعتقلته إسرائيل لمدة عامين، وبعد إطلاق سراحه تم اغتياله في شهر يوليو عام 2002 م، بغارة إسرائيلية استهدفت منزله في حي الدرج شرقي مدينة غزة، مما أدى إلى مقتله، و18 شخصًا آخرين، بينهم زوجته وبعض مرافقيه.
اقرأ أيضًا: أحداث مأساوية.. قصص الرؤساء الذين توفوا في حوادث طائرات
الشيخ أحمد ياسين عام 2004:
يعتبر الشيخ أحمد ياسين أحد أبرز المؤسسين والزعيم الروحي لحركة حماس، قام بتأسيس ورئاسة أكبر جامعة إسلامية في غزة، في عام 1952م وهو في سن السادسة عشرة، تعرض لحادثة خطيرة أثناء لعبه مع بعض أصدقائه، وأصيب بكسر في فقرات العنق والظهر، ليتبين لاحقًا أنه سيضطر لقضاء بقية حياته على كرسي متحرك، حيث أصيب بالشلل، ثم عانى كذلك من فقدان البصر في عينه اليمنى، نتيجة تعرضه للضرب أثناء التحقيق معه على يد المخابرات الإسرائيلية خلال فترة سجنه، ولم تمنع ظروف الشيخ أحمد ياسين الصحية قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقاله وسجنه لمدة 13 عامًا بتهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة.
وأثار نشاط الشيخ ياسين في المجال الديني استياء السلطات الإسرائيلية، وفي عام 1982 اعتقل واتهم بتشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، ولكن تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة سنوات في إطار صفقة تبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع تزايد حوادث قتل الجنود الإسرائيليين، قامت القوات الإسرائيلية في يوم 22 مارس عام 2004م، بواسطة مروحيات الأباتشي بإطلاق 3 صواريخ لاستهداف الشيخ ياسين، وهو جالس على كرسيه المتحرك، خارج مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بقطاع غزة، وتم استشهاده مع 7 من مرافقيه، وأُصيب اثنان من أبنائه.
عبد العزيز الرنتيسي عام 2004:
بعد عدة أسابيع فقط من اغتيال الشيخ أحمد ياسين، استهدفت إسرائيل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وهو طبيب وسياسي فلسطيني من أبرز القيادات السياسية في حركة حماس، تم اعتقاله وسجنه في السجون الإسرائيلية، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في شهر يونيو 2003م، ولكن في يوم 17 أبريل عام 2004م، تم استهداف الرنتيسي في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة، واستشهد بعد توليه قيادة الحركة عقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
اقرأ أيضًا: طوفان الأقصى.. انتفاضة جديدة تهز الاحتلال الإسرائيلي
أحمد الجعبري عام 2012:
كان أحمد الجعبري عضوًا في حركة فتح، ولكن خلال وجوده في السجن تعرف على أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وتوطدت علاقته بقادة حركة حماس، ثم انضم إليها بعد خروجه من السجن، وكان له دور كبير في العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وأشرف على عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011م، وفي شهر نوفمبر عام 2012م، استهدف الجعبري في غارة جوية إسرائيلية، وتم اغتياله في مدينة غزة.
إسماعيل هنية عام 2024:
وأخيرًا، في يوم 31 يوليو عام 2024م، تم اغتيال القيادي إسماعيل هنية بصاروخ موجه اخترق غرفة نومه وأصاب جسده مباشرة، في محل إقامته بمدينة طهران الإيرانية.
وفي نهاية سلسلة الانتقام الإسرائيلية، التي تناولنا فيها أبرز عمليات اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية، نختم بمقولة غسان كنفاني: “الأجساد تسقط وتبقى الفكرة، تموت الأجساد وتبقى الفكرة، والمقاومة فكرة، ولو كانت تنتهي بنهاية الأشخاص لانتهت بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين”.
اقرأ أيضًا: سيلان الدم الرئاسي الأمريكي في محاولات الاغتيال
كتبت: سحر علي.