الأسواق الأمريكية

قيل في الماضي عندما تصاب الولايات المتحدة الأمريكية بالزكام يصاب العالم كله بالبرد، وللأسف هذه المقولة لا زالت صحيحة إلى الآن، فمنذ يومين صدرت مؤشرات الأسواق الأمريكية عن ارتفاع البطالة وتباطؤ في النمو الاقتصادي وتراجع في القوة الشرائية للمواطن الأمريكي، وبمجرد صدور تلك التقارير تهاوت البورصات الأمريكية في جميع المدن الأمريكية، فقد تبخرت آلاف المليارات من الدولارات في الهواء في لحظات.

الببتكوين، العملة الافتراضية الأمريكية التي اعتمدتها صناديق الثروة الأمريكية كأحد الأصول الاستثمارية، تهبط بنسبة 17% وتفقد 200 مليار دولار في يوم واحد، في الوقت نفسه خسرت شركة جوجل 11% من قيمتها، بينما تراجعت قيمة شركة أمازون أكبر شركة توصيل واستثمارات في العالم، بنسبة 10% في يوم واحد، كما خسرت شركة مايكروسوفت 9% من قيمتها، وتراجعت أيضًا قيمة شركة ميتا (الفيسبوك، الواتساب، الانستجرام، وثريدز)، وشركة تسلا (السيارات الكهربائية)، وآبل (الهواتف المحمولة) بنسبة 10%.

انهيار الأسواق الأمريكية يسبب خسائر عالمية جسيمة:

لم تتوقف الخسائر عند الأسواق الأمريكية بل امتدت إلى جميع أنحاء العالم، وخاصة الدول ذات الارتباط القوي بالاقتصاد الأمريكي من حيث البيع والشراء والاستثمار، فقد سجلت البورصة اليابانية أكبر خسارة يومية منذ عام 1987، في حادثة هي الأولى في تاريخ اليابان الحديث، كما سجلت البورصة التايوانية أكبر خسارة لها منذ أكثر من 57 عامًا، أما البورصة المصرية فقد خسرت 60 مليار جنيه يوم الأحد الرابع من شهر أغسطس، وخلال ساعتين اليوم خسرت 100 مليار جنيه من قيمتها، وفقدت 5% من أصولها.

انهيار الأسواق الأمريكية يسبب خسائر عالمية جسيمة
انهيار الأسواق الأمريكية يسبب خسائر عالمية جسيمة

اقرأ أيضًا: الاستثمار الذكي.. كيف تضاعف أموالك في 10 سنوات؟

لم تنجُ أية بورصة في المنطقة العربية من الهبوط والخسارة، حيث تراوح الهبوط بين 2.3% في بورصة عمان و4.7% في بورصة دبي، حتى بورصة الكيان المحتل سجلت أكبر خسارة لها منذ السابع من أكتوبر.

خسائر البورصات العربية
خسائر البورصات العربية

العالم الآن يقف على أطراف أصابعه منتظرًا انتهاء هذه الموجة من الانخفاضات والخسائر التي يسببها الخوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود اقتصادي، مما يعني مزيدًا من الخسائر وانفجار فقاعات شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تقود الاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من حالة الركود وهروب رؤوس الأموال الأمريكية إلى الخارج، ماذا سيحدث في الساعات والأيام القادمة؟ هذا ما لا يعرفه أحد ويراقبه الجميع.

في ختام هذا المقال، يتضح جليًا أن تأثير الأسواق الأمريكية يمتد ليشمل الاقتصاد العالمي بأسره لذا على جميع الدول والشركات العالمية توخي الحذر والاستعداد لمواجهة تقلبات الأسواق الأمريكية التي يمكن أن تحدث في أي لحظة وتؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره.

اقرأ أيضًا: لغز البورصة المصرية.. بين ارتفاع مبرر وتقلبات مفاجئة

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.