أصبحت الصين تتصدر عناوين الأخبار مثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ولمَ لا وكلاهما يتصارعان على قيادة اقتصاد كوكب الأرض، وكما اهتمت كل وسائل الإعلام بزلزال البورصة الأمريكية في يوم الإثنين الدامي وتأثرت كل بورصات العالم بتوابع الزلزال الأمريكي، اهتمت مجلتان عالميتان بتغير ترتيب مليارديرات الصين وبزوغ نجم جديد يتصدر مشهد أثرياء الصين.
مليارديرات الصين:
ذكرت مجلة بلومبيرج ومجلة لوبوان الفرنسية، إن الشاب كولين هوانغ ذات الـ 44 عامًا، أصبح أغنى أغنياء الصين بثروة تقدر بـ 48,6 مليار دولار، وتراجع الملياردير نونغفو سبرينغ صاحب مشروبات الطاقة والمياه المعدنية إلى المركز الثاني، بعد أن احتكر المركز الأول منذ عام 2020، أما المركز الثالث فيحتله الملياردير ما هواتينج المعروف باسم بوني ما، وهو رئيس شركة تينسنت عملاق التكنولوجيا الصينية المالكة لتطبيق (وي تشات)، التطبيق الأول في الصين الذي يطلق عليه تطبيق كل شيء.
أما المركز الرابع فيحتله الملياردير تشانغ يي مين، مؤسس شركة بايت دانس المالكة للتطبيق الأشهر عالميًا (تيك توك)، وكما نرى فقد تراجع رجال الأعمال التقليديون، مثل: ملاك المصانع الكبيرة، وسلسلة الفنادق المدهشة، أو أصحاب العقارات المميزة، في سلم أثرياء العالم، وأصبح مهندسو ورجال التكنولوجيا هم من يقودون الاقتصاد العالمي، ويحققون ثروات عظيمة تمكنهم من احتلال المراتب الأولى لأثرى أثرياء العالم.
اقرأ أيضًا: روبن هود البورصة الأمريكية .. وخلاصة تجاربه الاستثمارية
من هو كولين هوانغ؟
ولد كولين هوانغ في عام 1980 في مدينة هانغتشو غرب الصين، لأب وأم يعملون في أحد مصانع المدينة، وقد ظهر نبوغ الطفل كولين في الرياضيات منذ نعومة أظافره، مما دفع والديه إلى الوقوف بجواره والتقديم له في مدرسة هانغشتو للغات الأجنبية، التي لا يدخلها إلا أبناء الصفوة والساسة وأثرياء المدينة، وبعد أن تخرج من جامعة تشجيانغ لعلوم الحاسب بتفوق عام 2002، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على شهادة الماجستير من جامعة ويسكونسن في علوم الحاسب، وبمجرد تخرجه انضم إلى شركة جوجل وساعد في إنشاء شركة جوجل الصين.
وفي عام 2007 أنشأ شركته الخاصة الأولى، ثم باعها في عام 2010 بمكاسب كبيرة مكنته من إنشاء شركته الثانية المتخصصة في إنشاء المواقع الإلكترونية لمساعدة الشركات الصغيرة في التعامل مع شركات علي بابا، وشركة جي دي دوت كوم، وفي عام 2013 بعد عام كامل من الفراغ والاكتئاب خطرت له فكرة إنشاء شركه بيندودو، وتحولت الشركة إلى أهم موقع في مدينة شنغهاي، حتى أطلق على كولين في عام 2018 سيد التكنولوجيا في شنغهاي، فقد بدأ جميع سكان أكبر مدينة صناعية وتجارية في الصين يستعملون موقع بيندودو في الحصول على جميع احتياجاتهم، من الفاكهة إلى مستحضرات التجميل، ومن المواد التموينية إلى الأجهزة الكهربائية.
اعتزال كولين هوانغ المبكر:
في عام 2020 وصلت ثروة كولين إلى 71 مليار دولار، لكن مع دخول وباء كورونا إلى نهايته، فقد أكثر من 80% من ثروته؛ مما دفعه إلى ترك منصب المدير التنفيذي لشركة بيندودو واكتفى بأسهمه كأحد المؤسسين، وفي عام 2022 دخلت شركة بيندودو إلى السوق الأمريكي وتصدرت المشهد هناك بما توفره من منتجات صينية رخيصة الثمن، وفرت للمستهلك الأمريكي آلاف الدولارات؛ مما ساعد على انتشار الموقع وتحقيق مكاسب هائلة.
ومن هذا الوقت والشركة تحقق توسع ومكاسب هائلة، مكنت كولين وأسهمه في شركة بيندودو من اعتلاء منصة مليارديرات الصين، وهو ابن الطبقة العاملة ذو الرابعة والأربعين عامًا، فهل ما فعله كولين يمثل قدوة وحافزًا لشبابنا المصري والعربي؟ هذا ما نرجوه.
اقرأ أيضًا: الزلزال الأمريكي.. كيف تهز تقارير الأسواق الأمريكية الاقتصاد العالمي؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.