أصبح الخوف المزمن من الآفات التي تلاحق عصرنا الحالي بفضل معاناة شريحة كبرى من الأفراد به، فهو يعبر عن حالة صحية تثير مخاوف الإنسان بشكل مفجع؛ مما يجعله يفقد السيطرة على نفسه كليًا مما يعزز من ظهور اضطرابات نفسية وعضوية لدى الفرد تعرضه لكثير من المهالك الخطيرة، فما مفهوم هذا الاضطراب؟ وإلى ماذا توصل العلم بشأنه؟ هذا ما سنعرفه بعد قليل.
تعريف الخوف المزمن:
الخوف المزمن (chronic fear) هو استجابة غير طبيعية للمشاعر؛ بسبب التعرض لموقف أو محفز مس مخاوف الفرد؛ مما دفعه لإظهار مشاعر مبالغ فيها خلال ردة الفعل، ويمكن لهذا حدوث آثار جسيمة على صحته العامة خاصةً الصحة العقلية والنفسية.
اقرأ أيضًا: القلق المزمن.. هل تعرف تأثيراته الخفية وكيفية التعامل معه؟
أسباب الخوف المزمن:
إن السر الكامن وراء الخوف المزمن يتشكل في أسبابه، التي تعتبر إحدى العوامل المحورية التي تساعد في معرفة الجذر الأساسي للمرض والمحاولة في علاجه، وبفضل التطورات العلمية فقد كشفت الأبحاث الطبية عن أن تبعات هذا الاضطراب تتأصل في آلية عمل الهرمونات وكيميائية المخ، وإليك تلك الأسباب:
العوامل الوراثية:
يعتبر هذا العامل أحد العوامل الجذرية للكثير من الأمراض من بينها هذا الاضطراب، حيث إن وجود تاريخ مسبق في سجل العائلة لديه نفس المرض نتيجة خلل جيني أو وراثي؛ سيزيد من تنقل المرض من جيل لآخر.
العوامل البيئية:
إن التعرض للضغوطات الحياتية أو الأسرية بفعل البيئة، قد يخلف عنه كثيرًا من الأمراض مثل هذا الاضطراب، وبهذا يعزز من خطورة المرض.
اضطرابات في وظائف المخ:
من المعروف أن هرمون الدوبامين والسيروتونين لا بد من أن يكونا متوازنين في معدل الدم، ولكن بحدوث خلل في هذا التوازن ينجم عنه اضطراب في الوظائف الدماغية، مما يعرض الفرد للإصابة بالسكتات الدماغية أو أمراض خطيرة للغاية.
السمات الشخصية:
تعزز مهارات الفرد من اكتساب الطريقة الصحيحة في التعامل مع أية عقبة نفسية من الوارد أن يتعثر بها خلال مسار حياته، حيث إن الخوف المزمن ينتج عن الأسلوب المتبع للطريقة التي من الممكن أن تساهم في تقليل أعراض المرض والتعايش معه أم لا، وهذا يعني أن من يملك مهارة الثقة بالنفس وذكاء في التعامل سوف يحقق توازنا مثاليا في كبح حجم المرض وتحويله إلى شيء أقل من العادي.
تأثيرات الخوف المزمن:
تجدر الإشارة بأن هذا الاضطراب يعبر عن جزء من النظام العاطفي لجسم الإنسان و الذي بحدوث هذا الاضطراب به سيولد الكثير من المتاعب الوظيفية للهرمونات والعواطف أي تخرج عن مسارها الطبيعي خلال أداء مهمته الأساسية، الأمر الذي يسبب تضارب في الدعامة الأساسية لتلك الشبكة الكامنة في دور الدماغ، وتوضح حجم تلك التأثيرات في الشكل التالي:
الصحة النفسية:
بحدوث تدهور بشكل كامل في الوظائف النفسية للفرد، يزيد من احتمالية إصابته بالآفات النفسية بدرجة أصعب بكثير؛ ليؤثر بدوره على أداء الفرد الحيوي وأيضًا الوظائف الجسدية.
الصحة الجسدية:
يستهدف تأثير هذا الاضطراب كامل أعضاء الجسم بشكل تدريجيا، وحدوث بعض الاضطرابات مثل: اضطرابات في النوم، الصحة القلبية، الجهاز الهضمي.. إلخ.
علاج الخوف المزمن:
كون اعتبار هذا الاضطراب آفة عصرية يلزم التعامل معها بشكل واع وعميق، فإنه لا بد من أخذ قرار العلاج على الفور قبل تدهور الوضع الصحي للفرد مما يزيد من خطورةالوضع ونحن نمنحك عدة خيارات فعالة للعلاج منه، نستعرضها معكم فيما يلي:
العلاج النفسي:
يتمثل العلاج النفسي في خيارات متعددة من الطرق العلاجية التي أثبتت فعاليتها مثل العلاج السلوكي المعرفي وغيره.
الوصفات الدوائية:
تتشكل في وصف الطبيب لعلاجات تقلل من محفزات المرض المعززة للإصابة بمرض الاكتئاب أو التوتر الشديد وغيرها.
ممارسة الرياضة التأملية:
تلعب ممارسة الرياضة دورًا فعالًا في استجابة الفرد لعلاج المرض بشكل كلي، فهي ترتكز على صفاء الذهن، وتصفية الفرد أفكاره السامة المسببة لتلك الحالة.
وفي الختام ننوه لكم أنه لم يفت أوان علاج الخوف المزمن الذي أصبح يشكل أكثر المعضلات النفسية المؤرقة للأفراد، التي لا بد من التعامل معها بشكل واعي وعميق من خلال التعرف على أسبابه وتأثيراته للوصول إلى الحل المثالي في تحسين حياتهم الصحية والجسدية.
اقرأ أيضًا: فهم الخوف المرضي.. العلامات، الأسباب، والعلاج
كتبت: جهاد محمد.