سيناء منقذ البشرية، ليست مجرد عبارة مثيرة للانتباه، بل قد تكون حقيقة واقعة بالفعل، وهذا ما أثبته المهندس الهولندي فان دير هوفن، الذي يرى أن شبه جزيرة سيناء لديها القدرة على إنقاذ البشرية، بل والكوكب كله، بإمكانيتها في المساهمة في خفض درجات الحرارة، التي يعاني منها العالم أجمع، عن طريق استعادة بيئتها السابقة التي كانت مليئة بالحياة البرية والخضرة، وفي هذه السطور سنتعرف على الدراسة التي أجراها المهندس الهولندي، وكيف يمكن أن تكون هذه المنطقة منقذ البشرية.
سيناء منقذ البشرية:
تييس فان دير هوفن مهندس جيولوجي هولندي الجنسية، يعمل في مجال الهندسة الهيدروليكية (فرع من الهندسة المدنية، تختص بما يتعلق بسريان وتدفق السوائل وخاصة المياه)، يؤمن هوفن بأن سيناء كانت تزدهر بالحياة منذ آلاف السنين، ولكن التدخل البشري الخاطئ للإنسان أدى إلى تحولها إلى صحراء جرداء وقاحلة، ولكن يعتقد هوفن أن لديه خطة لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة.
حيث أمضى عدة سنوات في إعداد دراسة تهدف إلى استعادة الحياة النباتية والحيوانية فيها، وأكد أنه بهذه المبادرة سيتمكن من مواجهة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وزيادة الأمطار، ووفقًا لنظريته ودراسته، فإن هذا هو الحل لمشكلات البيئة العالمية، عن طريق ما أسماه التجديد البيئي واسع النطاق.
اقرأ أيضًا: فوائد الزراعة العضوية.. الحل الأمثل لتحسين جودة الحياة والبيئة
إعادة تشجير الصحاري فكرة ليست بجديدة:
نشرت وكالة (CNN) الإخبارية هذه الفكرة، وأوضحت أن إعادة تشجير الصحاري ليست بالفكرة الجديدة، حيث تسعى الأمم المتحدة لحل هده الأزمة التي أطلقت عليها اسم (الأزمة الصامتة)، مؤكدة أنها أزمة خطيرة تهدد استقرار المجتمعات، وبالرغم من ذلك فإن هذه الفكرة لم تخلُ من الانتقادات، حيث يرى البعض أن تحويل الصحارى لم يتأكد نجاحه بعد، وقد يتسبب في حدوث تأثيرات سلبية على المياه والطقس.
كيف جاءت فكرة أن سيناء هي منقذ البشرية؟
في عام 2006م أثناء عمل هوفن في مشروع لاستعادة الثروة السمكية في بحيرة البردويل في شمال هذه المنطقة، جاءته الفكرة حيث لاحظ خلال المشروع وجود شبكة من الأنهار الجافة، التي كانت قديمًا تغذي المنطقة بالخضرة، وخطرت في باله الفكرة التي تشتمل على استخدام الرواسب المستخرجة من البحيرة، وهي رواسب غنية بالعناصر الغذائية الطبيعية، وإعادة تشجير الأراضي في هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها، والبدء بتوسيع الأراضي الرطبة لجذب الحياة الطبيعية والبرية.
وتشتمل فكرة فان دير هوفن على أن استعادة الغطاء النباتي فيها، سيزيد من التبخر وهذا معناه المزيد من السحب وزيادة هطول الأمطار، ويقول هوفن أن إحياء منطقة بحيرة البردويل سوف يستغرق فترة زمنية من 5 إلى 7 سنوات، وأن إعادة التشجير الكامل لسيناء قد تستغرق فترة تتراوح من 20 إلى 40 عامًا، وبالرغم من أن المشروع يبدو معقدًا، إلا إن فان دير هوفن واثق من ضرورته ووجوب تنفيذه، وبالفعل فإن الحكومة المصرية في نهاية عام 2022م، قامت بتوقيع اتفاقية لبدء عمليات استعادة البحيرة.
وختامًا، يمكن القول إنه مع تصاعد التغير المناخي عالميًا وتدهور التنوع البيولوجي والطبيعي، تتعاظم أهمية المشاريع المماثلة لهذا المشروع، ورغم التحذيرات من التسرع فإن فان دير هوفن يعتقد بالعكس تمامًا أن العالم لم يعد يملك رفاهية التردد، وأنه ينبغي البدء فورًا في العمل لاستعادة الطبيعة وإنقاذ الكوكب، ويبقى أن نرى مع مرور الزمن ما إذا كانت سيناء حقًا ستكون المنقذ للبشرية.
اقرأ أيضًا: سر الحياة.. ما دور الأشجار في تحسين البيئة وإصلاحها؟
كتبت: سحر علي.