النوم القهري

هل تعرضت إلى النوم القهري في وقت ما وأنت لا تعرف؟ فهي من الحالات الشائعة التي تُصيب الكثيرين في هذا العصر، إذ أنها تتجلى في أعراض من قبيل نوبات النوم المفاجئة دون وجود أي سبب يستدعي ذلك، الأمر الذي يخلق تحديات صعبة لصاحبها نتاج تعرقل حياته وتدهور صحته من أجل تأثير هذه الحالة على الوظائف الدماغية وأيضًا الجسدية بفضل تدهور نظام النوم الصحي على عكس مساره الطبيعي، بالإضافة إلى وجود مؤثرات كبرى من ضعف التركيز وفقدان الذاكرة وغيرها، فتخيل أن تلك الحالة ليست مجرد شعور لحظي بل هي حالة صحية قد تؤثر على محور حياتك كلها، ومن خلال فهم الأسباب والمؤثرات للنوم القهري يستطيع الفرد من التحكم في مسار حياته.

اقرأ أيضًا: اضطرابات النوم النفسية.. تأثيرها على صحتنا وكيف نتغلب عليها؟

ما معنى النوم القهري؟

النوم القهري (Narcolepsy) هي حالة مرضية عصبية مزمنة تتعزز من فقدان الدماغ القدرة على تنظيم نظام النوم بمعدل طبيعي، الذي ينتج عنه وجود مشاكل في النوم حتى يحدث نوبات مفاجئة للمريض تظهر على هيئة شعور بالنعاس الدائم المتجلية في أوقات غير مناسبة، وطبقًا للأبحاث العلمية فهذا الاضطراب ناشئ عن خلل في الوظائف المخ المتبع معها فقد الخلايا العصبية المسئولة عن إنتاج مادة الهستامين التي له دورًا مركزيًا في إدارة نظام اليقظة والنوم.

ما معنى النوم القهري؟
ما معنى النوم القهري؟

ويبدأ ظهور أعراضه في الغالب في مراحل المراهقة والبلوغ المبكر المصاحب معها تغيرات بيولوجية وسيكولوجية في الجسم مما يعزز من تجاوب الأفراد لها، الأمر الذي يقتضي فقدانهم السيطرة على مشاعرهم وعواطفهم بفضل امتداد تأثيرها للعضلات فجائيًا بسبب حدوث نوبات (الكاتابليسي) خلال هذه اللحظات.

أعراض النوم القهري:

إن أعراضه تتمركز حول المركز العصبي بشكل رئيسي، الذي بحدوث خلل به قد يثير للفرد الشعور بأعراض حسية وفكرية تؤثر على مسار حياته الصحية بشكل عام، ويأتي دور الاكتشافات العلمية الحديثة في الكشف عن آخر ما توصلوا إليه بشأن الأعراض فيما يلي:

  • النعاس المفرط:

يُحتمل شعور المريض رغبة قوية لا إرادية منه في النوم في الأوقات النهارية والليلية دون الحاجة لذلك.

  • النوبات الفجائية:

يتعرض المريض إلى حالة من فقدان السيطرة لا إردايًا بفضل النوبات المتكررة الناتجة عن هذا الاضطراب بسبب مشاعر مفرطة حادة أدت إلى فقدان مفاجئ في التحكم في العضلات شعوريًا وحركيًا.

أعراض النوم القهري
أعراض النوم القهري
  • الشلل النومي (الجاثوم):

حدوث هجمة فجائية قوية خلال النوم القهري تبرز في فقدان الفرد الحركة أو التحدث الناتج عنه شلل كليًا في مركز الجسم.

  • الهلاوس الدهليزية:

هي حالة تحدث بشكل لا واعٍ للفرد حيال النوم القهري تجعله فاقدًا لمدارك الإحساس سواءً كان عصبيًا، حسيًا، بصريًا، إلى جانب السمع.

أسباب النوم القهري:

لا سيما أنه يستدعي أسبابًا علمية تثير من حدة هذه الحالة بشكل كبير، التي يعتبر فهمها من العوامل الاستراتيجية التي تفيد في توضيح ماهية المرض وكيفية علاجه، وهذه الأسباب تتمثل في التالي:

  • خلل الخلايا العصبية:

أعربت الدراسات العلمية أنه على صلة وثيقة بالخلايا العصبية باعتبارها المحور المركزي الرئيسي في التسبب في تلك الحالة، إذ أن فقدانها يشكل خللًا هرمونيًا حيال إفراز مادة الأوكسيتين في المخ المؤثر على مراكز النوم الحسية، واستخلصت هذه الدراسات من هذا التأثير أنه يكون نتيجة عوامل مناعية بفضل هجوم الجهاز المناعي على هذه الخلايا باعتبارها مصدرًا مهددًا لصحة الجسم.

  • العوامل الوراثية:

إن الارتباط القوي بينه وبين وسجل التاريخ العائلي هي نقطة فارقة في تغيير الجينات التي يزداد معها قابلية الإصابة به بكل سهولة.

  • العوامل البيئية:

من الممكن أن تعزز المشكلات البيئية الناجم عنها ضغوطات نفسية من التسبب في النوم القهري نتاج التوتر الشديد، القلق المفرط.. إلخ.

أسباب النوم القهري
أسباب النوم القهري

كم مدة النوم القهري؟

يعد معرفة مدته إضافة فارقة في الحياة الصحية للأفراد المصابين بهذا الاضطراب، إذ أن هذا يزيد من الوعي بالاضطراب والعمل على تحسين نوعية النوم باستراتيجيات علمية بحتة، حيث مدة النوم القهري ما بين 10 ساعات حتى 14 ساعة، مع العلم أن المعدل الطبيعي للنوم الصحي فيما بين 6 ساعات حتى 8 ساعات.

اختبار النوم القهري:

اختبار النوم القهري (اختبار اليقظة) عبارة عن نشاط ذهني يساعد الأفراد على تقييم معدلات النوم لديهم بشكل طبيعي عبر ممارستهم سلسلة من الأنشطة التي تقيس قدرة هؤلاء الأفراد على التحكم في نمط النوم واليقظة مع تحديد مراودة فترات النعاس لهم.

وتُؤكد الدراسات العلمية أن هذا الاختبار من الحلول الاستراتيجية الطبية التي تم اكتشافها حديثًا بموجب تحديثات العصر، التي تهدف إلى تشخيص حالة النوم القهري بشكل أكثر شمولية.

وفي الختام لا شك أن النوم القهري من التحديات العظمى للمصابين بها التي بحاجة إلى مزيدًا من الوعي والإدراك الشامل لجميع أعراضه وأسبابه وأيضًا علاجه، الذي يعتبر من المراحل المهمة التي ينبغي مباشرة الأفراد بها عبر التواصل مع متخصص نفسي للسير على خطة علاج فعالة، فتذكروا أنكم لستم وحدكم في تلك الرحلة فكل ما عليكم امتلاك الإرادة والعزيمة المغيران لكل شيء.

اقرأ أيضًا: الجاثوم.. أسرار النوم الغامضة

كتبت: جهاد محمد.

كُتب بواسطة

جهاد محمد

جهاد محمد البلتاجي، تخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة، خبرة عامين في الكتابة والترجمة بالمجال الطبي والعام، وأيضًا في الأخبار.