يبدو أن التغيير المتسارع في الحياة قد تضمن ألعاب الأطفال أيضًا، وظهرت ألعاب الفيديو العنيفة بين الأطفال والمراهقين، وبعد أن كانت البنت تلعب بالعرائس، والولد يلعب بالبندقية والسيارة، أصبح الجميع يلعب بخوض الحروب وغزو الفضاء وغيرها من أشكال العنف الحديثة والمتطورة، وقد أثبتت دراسة قامت بها صحيفة علم النفس التخيلي والسلوك والشبكات الاجتماعية عن الارتباط بين ألعاب الفيديو العنيفة بالمشكلات النفسية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين، خاصةً بعد فترة التزامهم بالمنازل أثناء فترة اجتياح فيروس كورونا للعالم، وزيادة أعداد المراهقين والبالغين الذين كانوا يلعبون ألعاب الفيديو خلال تلك الفترة واستمرت حتى الآن، وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنتناول تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على الأطفال والمراهقين، وكيفية حمايتهم من خطرها.
أثر ألعاب الفيديو العنيفة:
في أوائل القرن الحادي والعشرين، أُجريت العديد من الدراسات لتحديد العلاقة بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك العدواني، وقد أظهرت هذه الدراسات في البداية أن الألعاب التي تحتوي على مستويات منخفضة من العنف مثل لعبة (سوبر ماريو)، كانت المنافسة هي العامل الرئيسي وراء السلوك العدواني، وليس طبيعة اللعبة بحد ذاتها، فالإحباط الناتج عن الخسارة في اللعبة كان الدافع وراء التصرف بعدوانية، وليس عنف اللعبة نفسه.
اقرأ أيضًا: طرق مبتكرة لتعليم الأطفال مهارات حل المشكلات بأساليب ممتعة
خطورة ألعاب الفيديو العنيفة:
في السنوات الأخيرة ظهرت عدة آراء تنادي بحظر ألعاب الفيديو العنيفة، لما ثبت من مخاطرها المتعددة والضارة، حيث تستهدف الناحية النفسية والعقلية والجسدية والسلوكية للأطفال والمراهقين، فضلًا عن تعليمهم العدوانية، وقد ظهر ذلك بوضوح في الفترة الأخيرة في العديد من الحوادث، التي راح ضحيتها أطفال كثيرون، ولذلك وجب اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة لضمان حماية الأطفال من الآثار السلبية لهذه الألعاب العنيفة التي وصلت للقتل، ومن أبرز مخاطر ألعاب الفيديو العنيفة ما يلي:
- الإصابة باضطراب ملحوظ في الشخصية والسلوك والتعامل مع الآخرين.
- ضرورة تقليل الوقت المستغرق في ألعاب الفيديو العنيفة؛ للحماية من التأثير السلبي لها على الصحة البدنية والنفسية.
- تسبب العزلة الاجتماعية، والبعد عن المشاركة في النشاطات الاجتماعية المختلفة.
- التأثير سلبًا على المخ، والتسبب في تعرض الأطفال لنوبات عصبية.
- تسبب التوتر والقلق والأرق واضطرابات النوم، واضطرابات في الانتباه.
- تتسبب في ضعف التحصيل الدراسي؛ بسبب قلة التركيز.
ما الوسائل الفعالة لحماية الأطفال من تأثيرات ألعاب الفيديو العنيفة؟
لتجنب المشاكل الصحية والنفسية والعقلية الضارة لألعاب الفيديو العنيفة، يجب على الآباء وأولياء الأمور تطبيق النصائح الآتية:
مشاركة الطفل اختيار ألعاب الفيديو:
يجب على الأبوين بعيدًا عن الإجبار وفرض الرأي وبشكل مرن وبسيط مشاركة أبنائهم في اختيار تلك الألعاب، بحيث يتجنب العنيف منها قدر المستطاع، والتعامل معهم بصبر وحكمة حتى تكون هناك مشاركة في أسلوب تفكيرهم، والرقابة عليهم في نفس الوقت؛ لتتحقق الحماية من ألعاب الفيديو العنيفة.
فتح حساب بعمر الطفل الحقيقي من أجل اللعب:
يجب على الآباء إنشاء حساب لألعاب الفيديو بعمر الطفل الحقيقي، وهذا الحساب يضمن عدم لعب الطفل ألعابًا التي لا تناسب عمره.
التفكير في إيجاد البديل:
في حالة رفض الآباء لبعض الألعاب، يجب عليهم إيجاد بدائل متعددة وجيدة لتشبع حاجتهم في اللعب، وتحقق ما يأملون فيه من التسلية والترفيه بما يتناسب مع عقلياتهم وأعمارهم.
الوعي والتوعية الكافية:
يجب على الآباء توعية أبنائهم باستمرار، والتعامل معهم بمرونة دون انفعال أو عصبية.
مشاركة الأطفال اللعب:
يسعد الأبناء كثيرًا عندما يرون آباءهم يشاركونهم اللعب بحرية ومرح، بعيدًا عن الرسميات التي تجمد العلاقة بينهم وبين آبائهم، وتجعلها باردة دون مشاركة أو متابعة.
صرف انتباههم لنشاطات أخرى:
يجب أن يقوم الآباء والأمهات بجذب انتباه أبنائهم لنشاطات أخرى بحيث لا تقتصر التسلية على ألعاب الفيديو فقط، بل يخصصون وقتًا لممارسة الرياضة، وممارسة بعض هواياتهم المفضلة، وقضاء بعض الوقت اللطيف خارج المنزل مع العائلة أو الأصدقاء المناسبين لهم.
التوعية الدينية:
يجب ألا نغفل التوعية الدينية للأبناء، حيث يجب أن يحرص الآباء والأمهات على حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة وغير اللائقة أيضًا لعمرهم وتفكيرهم وعقائدهم، وذلك عن طريق غرس معرفة الله -عز وجل- في قلوبهم منذ الصغر، وتعريفهم الحلال والحرام، وزرع حب الله وخشيته داخلهم منذ الصغر.
المتابعة:
لا يمكن الاكتفاء بالتوجيه والإرشاد فقط لضمان حماية أبنائنا من المخاطر، بل يجب توافر المتابعة الدائمة لهم ولسلوكهم وتصرفاتهم؛ لضمان عدم حدوث أي تغيير قد يجعلهم ينحرفون عن السلوك السليم.
وختامًا، نقول أن حماية الأطفال من ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة أيضًا تتطلب أن يقوم الآباء والأمهات بوظيفتهم في التربية الصحيحة والسوية، بأن يكونوا أصدقاء لأطفالهم ومشاركين لهم، بعيدًا عن إعطاء الأوامر وتوجيه النصائح فقط.
اقرأ أيضًا: تطبيق ماسنجر كيدز.. 5 ميزات تضمن أمان أطفالك
كتبت: سحر علي.