منطقة عين شمس هي واحدة من أقدم الأحياء في القاهرة، وتعتبر مركزًا حضاريًا ودينيًا مهمًا في تاريخ مصر القديمة، كانت تُعرف في العصور القديمة باسم (هليوبوليس)، وهو الاسم الذي أطلقه الإغريق ويعني (مدينة الشمس)، حظيت المدينة بمكانة كبيرة بسبب دورها كمركز لعبادة إله الشمس (رع) الذي كان يُعتبر من أهم الآلهة في الديانة المصرية القديمة، وعلى مر العصور أصبحت هليوبوليس رمزًا للمعرفة والحكمة الدينية.

التاريخ القديم لمنطقة عين شمس (هليوبوليس):

منطقة عين شمس أو هليوبوليس كانت من المدن المصرية الكبرى التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتقع شمال شرق مدينة القاهرة الحديثة، في فترة الدولة القديمة كانت المدينة مقرًا للكهنة وعلماء الفلك الذين قاموا بتطوير أفكار دينية وفلسفية مؤثرة، وتمثلت أبرز مساهمات المدينة في تطوير المعتقدات المصرية حول الخلق والحياة بعد الموت.

التاريخ القديم لمنطقة عين شمس (هليوبوليس)

التاريخ القديم لمنطقة عين شمس (هليوبوليس)

وكانت هليوبوليس مركزًا رئيسيًا لعبادة إله الشمس (رع)، الذي كان يُعتقد أنه يجلب النور والحياة للعالم، والشمس في الفكر المصري القديم تمثل مصدر القوة الإلهية، وكانت عبادة رع من أهم الطقوس الدينية، ووفقًا للأساطير المصرية كان رع يسافر في السماء كل يوم في سفينته الشمسية، ويهزم قوى الظلام والفوضى في الليل ليشرق مجددًا في الصباح، كما كانت مدينة هليوبوليس تحتوي على (معبد رع) الذي كان من أكبر المعابد في مصر، رغم أن معظم معالمه دُمّرت بمرور الزمن.

اقرأ أيضًا: حي الفجالة.. قصة منطقة جمعت بين الزراعة والتعليم والتجارة

أهم الاكتشافات الأثرية الحديثة في منطقة عين شمس (هليوبوليس):

في السنوات الأخيرة شهدت منطقة عين شمس (هليوبوليس) العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة التي سلطت الضوء على أهمية هذه المدينة القديمة في الحضارة المصرية، من أبرز هذه الاكتشافات بقايا معبد رع الكبير الذي كان مركزًا رئيسيًا لعبادة إله الشمس، بالإضافة إلى اكتشاف مسلة سنوسرت الأول، التي تعتبر من أقدم المسلات المصرية الباقية حتى اليوم، كما تم العثور على تماثيل ضخمة تعود إلى الملك رمسيس الثاني وملوك آخرين من الدولة الحديثة، مما يعكس أهمية المدينة خلال تلك الفترة.

مسلة سنوسرت الأول

مسلة سنوسرت الأول

ومن بين الاكتشافات البارزة أيضًا تمثال ضخم مصنوع من الكوارتزيت يُعتقد أنه يعود إلى الملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين، بالإضافة إلى ذلك تم الكشف عن أساسات معابد متعددة وأواني فخارية تعود لعصور مختلفة، تعكس النشاط الديني والحياة اليومية في المدينة، وأيضًا الاكتشافات في منطقة المطرية المجاورة، التي كانت جزءًا من هليوبوليس القديمة، تضمنت تماثيل وأعمدة إضافية تشير إلى استمرار الأهمية الأثرية لهذه المنطقة.

وأخيرًا، منطقة عين شمس أو هليوبوليس كانت وما زالت رمزًا للحضارة المصرية القديمة ومركزًا مهمًا لعبادة إله الشمس رع، بفضل دورها الديني والفكري، حيث أثرت هذه المدينة في تطور العقائد الدينية والفكرية في مصر القديمة، وما زالت بقاياها تروي قصصًا عن عظمة هذه الحضارة القديمة.

اقرأ أيضًا: شارع النبي دانيال في الإسكندرية.. ملاذ الكتب المستعملة والتاريخ

كتبت: نعمة سيد.