في السنوات الأخيرة، شهدت بعض المواد المخدرة والعقاقير تأثيرات خطيرة على الصحة العامة والمجتمعات، ومن بين هذه المواد التي أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الطبية والشعبية عقار GHB، وهو اختصار لـ (Gamma Hydroxy Butyrate)، الذي يُستخدم في بعض الأحيان كمادة مخدرة أو كعلاج في حالات طبية معينة، ولكن رغم بعض الفوائد العلاجية المحتملة، يُعد هذا العقار من المواد التي تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة عندما يُساء استخدامها أو يتم تناوله بجرعات غير قانونية، ما عقار GHB؟ استخداماته، آثاره الجانبية، وكيفية تأثيره على الصحة العامة، بالإضافة إلى المخاطر التي يحملها عند استخدامه بشكل غير قانوني، كيف نحد من انتشار هذا العقار في المجتمع؟
ما عقار GHB؟
عقار GHB مركب كيميائي ينتمي إلى عائلة الأحماض الأمينية ويطلق عليه أيضًا (حمض الجاما هيدروكسي بيوتيريك) يتم تصنيعه في المختبرات بشكل صناعي ويعتبر من المواد ذات التأثير المنوم والمسكن، في الأوساط الطبية يُستخدم GHB في علاج بعض الحالات المرضية مثل اضطرابات النوم والقلق، إلا أن استخدامه بشكل غير قانوني في الأوساط الترفيهية أو من قِبَل الأشخاص الذين يسعون إلى تجنب الآثار القانونية للمواد المخدرة الأخرى أصبح أمرًا شائعًا.
اقرأ أيضًا: مخاطر التفاعل بين الدواء والأطعمة وأهم 8 نصائح لتجنبها
استخدامات عقار GHB:
تتعدد استخدامات عقار GHB، ومنها ما هو قانوني وطبي، ومنها ما هو غير قانوني، مثل:
الاستخدام الطبي:
في بعض الحالات الطبية، يُستخدم GHB كعلاج لبعض الحالات مثل:
- علاج اضطرابات النوم: يُستعمل GHB أحيانًا لعلاج الأرق واضطرابات النوم، حيث يساعد في تحسين نوعية النوم بشكل مؤقت.
- علاج حالات القلق: يُمكن أن يكون له دور في تقليل القلق والتوتر لدى بعض المرضى.
الاستخدام غير القانوني:
ومع ذلك، فإن الاستخدام غير القانوني للعقار هو ما يثير القلق، حيث يتناوله البعض للحصول على تأثيرات مسكنة أو منومة، أو حتى كأداة لتحسين الأداء الجنسي أو لاستخدامه في سياقات الترفيه، في هذه الحالة يتم تناول GHB بجرعات غير آمنة، مما يسبب مجموعة من المخاطر الصحية.
طريقة تأثير عقار GHP على الجسم:
عند تناوله يُمتص عقار GHB بسرعة في الجسم، ويبدأ تأثيره في الظهور خلال 15 إلى 30 دقيقة، يعمل GHB بشكل رئيسي على الجهاز العصبي المركزي، حيث يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء، الشعور بالنشوة أو الفرح، وفقدان الوعي الجزئي أو التام في بعض الحالات.
-
التأثيرات الأولية:
- الاسترخاء: يشعر الشخص الذي يتناول GHB بالهدوء والراحة.
- الدوار والدوخة: بعض الأشخاص قد يعانون من شعور بالدوار عند تناول العقار.
- تغيرات في الإدراك: يتسبب GHB في بعض الأحيان بتغيرات في القدرات العقلية، مثل ضعف الذاكرة والتركيز.
-
التأثيرات الأكثر خطورة:
- الغيبوبة: في حال تناول جرعات عالية من GHB، قد يدخل الشخص في حالة من الغيبوبة.
- صعوبة في التنفس: يمكن أن يسبب العقار صعوبة في التنفس أو التوقف عن التنفس في حالات الجرعة الزائدة.
- التسمم: يشكل التسمم أحد المخاطر الكبرى المرتبطة بالعقار، حيث يمكن أن يؤدي إلى وفاة الشخص في حال تناول جرعات زائدة.
اقرأ أيضًا: الكوليرا.. وباء قاتل يتربص بالعالم على مر العصور
المخاطر الصحية المرتبطة بعقار GHB:
يعد عقار GHB من العقاقير التي تُسبب العديد من الأضرار الصحية إذا تم تناوله بجرعات غير قانونية أو بشكل مفرط، يمكن تلخيص بعض المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام هذا العقار على النحو التالي:
-
تأثيرات قصيرة المدى:
- فقدان التنسيق الحركي: يُمكن أن يعاني الشخص من صعوبة في التحكم بحركات جسمه.
- النعاس الشديد: يُعد النعاس والتعب الزائد من الأعراض الشائعة.
- الصداع: يعاني الكثير من الأشخاص الذين يتناولون GHB من صداع شديد بعد مرور بعض الوقت.
-
تأثيرات طويلة المدى:
- إدمان العقار: يمكن أن يُسبب GHB الإدمان، خاصة عند استخدامه بشكل مستمر.
- تلف الجهاز العصبي: الاستخدام طويل الأمد لهذا العقار قد يتسبب في أضرار بالغة للجهاز العصبي، بما في ذلك تدهور الذاكرة والمشاكل العقلية.
- المشاكل النفسية: قد يُسهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق في بعض الحالات.
خطر الجرعة الزائدة من عقار GHB:
تعد الجرعة الزائدة من GHB من أخطر الحالات التي قد يواجهها المستخدم، حيث يمكن أن تؤدي إلى توقف التنفس، الغيبوبة، وأحيانًا الوفاة، لذلك فإن تناول العقار بجرعات غير خاضعة للرقابة يُعد أمرًا بالغ الخطورة.
تأثير عقار GHB على المجتمع:
يُعد التداول غير القانوني لعقار GHB من القضايا الهامة التي تستدعي الانتباه، حيث يُعد من المواد المخدرة التي يُساء استخدامها في بعض الأوساط الاجتماعية، يُستخدم العقار في حفلات والمناسبات الترفيهية، حيث يعمد بعض الأفراد إلى استخدامه للحصول على تأثيرات مسكنة أو للقيام بأعمال غير قانونية، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعرض العديد من الأفراد للخطر.
اقرأ أيضًا: الأطعمة البديلة لمرضى حساسية اللاكتوز.. كيف تستمتع بوجباتك دون معاناة؟
الوقاية من مخاطر عقار GHB والعلاج:
الوقاية من مخاطر GHB:
أحد أهم الإجراءات الوقائية هو توعية الجمهور حول المخاطر الصحية التي يمكن أن تنتج عن تناول GHB، يمكن أن تشمل هذه التوعية:
- نشر المعلومات حول التأثيرات السلبية للدواء.
- تحذير من مخاطر الإدمان والجرعة الزائدة.
- تعزيز الرقابة القانونية على المواد المخدرة.
العلاج من إدمان GHB:
في حال الإدمان على GHB، يُوصى بزيارة متخصصين في علاج الإدمان، حيث يمكن أن يتضمن العلاج:
- التدخل الطبي: للتعامل مع الآثار الجسدية المترتبة على التوقف المفاجئ.
- الدعم النفسي: الذي يُساعد في معالجة الأسباب النفسية المؤدية إلى الإدمان.
يُعد عقار GHB واحدًا من أكثر المواد المخدرة خطورة على الفرد والمجتمع على حد سواء، فبينما قد يُستخدم في بعض الحالات الطبية بشكل محدود، فإن انتشاره واستخدامه في الأوساط غير القانونية يهدد حياة الأفراد ويغرق المجتمع في دوامة من الجرائم والتدمير النفسي والجسدي، إن تأثيراته العميقة على الوعي والحواس قد تُستغل في ارتكاب العديد من الجرائم مثل الاعتداءات الجنسية والسرقات، مما يرفع من مستوى تهديداته ليس فقط على صحة الأفراد، بل أيضًا على الأمان الاجتماعي.
لذا يصبح من الضروري أن نضاعف جهود التوعية ونعزز الوعي المجتمعي بمخاطر استخدام هذا العقار في غير ما خصص له، لحماية الأجيال القادمة من الوقوع في براثن هذه المادة القاتلة، فكلما زادت المعرفة بخطورته، كلما اقتربنا خطوة نحو مجتمع أكثر أمانًا وصحة.
اقرأ أيضًا: رحلة داخل المادة الوراثية DNA.. أسرار لا تعرفها عن جسدك
كتبت: نهلة سمير.