تعد شركة ميرسك للشحن البحري أكبر شركة في العالم في مجال النقل البحري وامتلاك سفن الشحن العملاقة، وبمناسبة تعميق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والدنمارك، وزيارة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمملكة الدنمارك نلقي الضوء على عملاق الشحن البحري ميرسك في السطور القادمة.

تأسيس شركة ميرسك للشحن البحري:

منذ أكثر من قرن من الزمان تحديدًا عام 1904 أسس بيتر مولر شركة لصناعة السفن باستخدام البخار تماشيا مع الثورة الصناعية الكبرى، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 أصبح الشحن البحري والسفن البحرية شريان الحياة لكلا المتحاربين فالجميع يحتاج السلاح والذخيرة والطعام والدواء، لهذا كان للشحن البحري أهمية بالغة، وحقق مكاسب هائلة في تلك الفترة، وأنجب بيتر مولر ابنه ميرسك مولر، وعند انتهاء الحرب أصبحت شركة بيتر مولر شركة عالمية لديها عدة فروع حول العالم، أولها كان في نيويورك ثم انطلقت إلى جميع مواني العالم وأصبحت شركة عالمية.

تأسيس شركة ميرسك للشحن البحري

تأسيس شركة ميرسك للشحن البحري

اقرأ أيضًا: شركة دومتي تشعل البورصة المصرية بعرض استحواذ يكشف الحقائق

بيتر مولر بين شجاعة القرار وأعباء الحرب العالمية:

في عام 1940 اندلعت الحرب العالمية الثانية، واتجهت قوات هتلر إلى احتلال كل أوروبا ومن بينها الدنمارك، لكن بيتر مولر قبل أن يدخل هتلر الدنمارك بيوم واحد أرسل إلى أسطول الشحن التابع لشركته بتغيير وجهته إلى موانئ محايدة، لكن مولر اضطر إلى التعاون مع قوات ألمانيا النازية، وإنشاء مصنع أسلحة لصالح هتلر مما عرض الشركة إلى غرامات فادحة بعد الحرب العالمية الثانية قدرها عشرة ملايين دولار، لكن مولر لم يستسلم وجدد أسطولًا يبلغ 46 سفينة والذي خسر منه أثناء الحرب 36 سفينة ما بين مدمر ومصادر من قبل دول الحلفاء.

بيتر مولر بين شجاعة القرار وأعباء الحرب العالمية

بيتر مولر بين شجاعة القرار وأعباء الحرب العالمية

رحلة ميرسك من شركة صغيرة إلى إمبراطورية عالمية:

لكن مولر حول الشركة إلى شركة جديدة باسم جديد وهو ميرسك، وركز مجهوداته في إنشاء سفن الشحن العملاقة وامتلاك أحواض السفن، التي تبني السفن العملاقة وكانت البداية عام 1959، وبعد عشر سنوات دخلت مجال النقل الجوي وأصبح لها أسطول جوي للشحن، وفي عام 1973 امتلكت وأنشئت الشركة سفن الحاويات المعروفة لنا الآن، حيث البضائع توضع في حاويات معدنية تسمى كونتينر.

رحلة ميرسك من شركة صغيرة إلى إمبراطورية عالمية

رحلة ميرسك من شركة صغيرة إلى إمبراطورية عالمية

وقد توسعت شركة ميرسك للشحن البحري لتتحول إلى عملاق الشحن البحري والجوي في العالم، وتملك خطوط شحن وموانئ خاصة بها، ومصانع لبناء السفن، ومصانع لبناء الحاويات وصيانة السفن وتزويدها بالوقود، كما أصبحت لديها شركة للبترول واستخراجه من البحار وخاصة بحر الشمال، وتكرير البترول وتحويله إلى وقود، كما دخلت الشركة مجال التجارة الإلكترونية لتساير العصر، وما زالت الشركة في نمو حتى أصبحت جوهرة التاج الدنماركي، ومبعث الفخر لكل مواطن دنماركي.

فهل نجد في بلادنا العزيزة مثل شركة ميرسك للشحن البحري التي يعرفها القاصي والداني؟ وتكون عنوانا لتقدم وتطور جمهورية مصر العربية، هذا ما نحلم به.

اقرأ أيضًا: رحلة الابتكار.. شركة آي بي أم وراية تصنعان التاريخ

كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.