توت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة 18 في تاريخ مصر القديم، كانت فترة حكمه لمصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م، يعد من أشهر الملوك في تاريخ مصر لعدة أسباب تاريخية من أبرزها، اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، ولغز وفاته أيضًا في سن مبكرة.
وبمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرته، أعلن المتحف المصري عن السماح للزوار الدخول للمتحف المصري مجانا غدا الموافق 23 من شهر نوفمبر لعام 2022.
من هو الفرعون الصغير توت عنخ آمون:
توت عنخ آمون ابن الملك أمنحتب الرابع المعروف باسم اخناتون، بناءً على اختبارات الحمض النووي الذي أعلن نتيجته المجلس الأعلى للآثار المصرية في شهر أبريل عام 2010، والدته السيدة الصغيرة.
فترة حكمه لمصر:
أصبح توت عنخ آمون ملك مصر عندما كان في التاسعة من عمره، بعد وفاة أخيه سمنخ كا رع، قد تزوج من عنخ إسن آمون، اسمه يعني في اللغة المصرية القديمة ” الصورة الحية للإله آمون” الذي كان كبير الآلهة المصرية في ذلك الوقت.
عاش الملك الصبي في فترة انتقالية حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد الآلهة المصرية في إله واحد، وتم في عهده العودة إلى تعدد الآلهة المصرية القديمة، أثناء حكمه بدأت ثورة من تل العمارنة ضد الملك السابق إخناتون، بسبب أنه قام بنقل العاصمة من طيبة إلى أخت آتون في المنيا، حاول توحيد الآلهة المتعددة في مصر القديمة بما فيهم الإله آمون في شكل الإله الواحد.
وفي السنة الثالثة من حكمه كان قد بلغ عمره 11 عاما، قام برفع الحظر المفروض على عبادة الآلهة بتأثير من وزيره آي عام ١٣٣١ق.م.
اقرأ أيضا: تمثال ال١٠٠ عام …ما بين عراقه الحضاره والنهضه الحديثة
سبب الوفاة:
كان سبب وفاته مسألة مثيرة للجدل لفترة طويلة، كانت هناك نظريات المؤامرة عديدة التي ترجح فكرة أنه لم يمت ولكن تم اغتياله، وفي 8 مارس عام 2005 أجريت عملية التصوير الحاسوبي الشريحي ثلاثي الأبعاد على المومياء الخاصة به.
صرح عالم الآثار المصري زاهي حواس أنه لا توجد أي أدلة تؤكد تعرضه لعملية اغتيال، وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تعرضه لضربة على الرأس وإنما هي كانت بعد الوفاة لغرض التحنيط، وعلل على سبب الكسر الموجود في الفخذ الأيسر الذي تعرض له قبل وفاته، ربما يكون الالتهاب الناتج من هذا الكسر قد تسبب في وفاته.
أظهرت التحاليل الحديثة أن عظم سقف التجويف الفمي له لم يكن مكتملًا، وقد كان طول قامته ١٧٠ سم والطول العرضي لجمجمته أكبر من الطول الطبيعي، مما أدى لاقتراح البعض مرض متلازمة مارفان سببًا للموت المبكر، حيث إنه توفي في عمر صغير وقد بلغ التاسعة عشر عاما من عمره.
نشرت دراسة في مارس عام 2010م أوضحت أن سبب موته، إصابته بمرض الملاريا ومضاعفات كسر في الساق، كما أشارت لوجود بعض الأمراض الوراثية ناتجة عن خلل جيني متوارث في العائلة.
أكد التقرير النهائي لفريق من علماء الآثار المصريين أن سبب الوفاة هو تسمم الدم، نتيجة كسر في عظم الفخذ الأيسر الذي تعرض له قبل وفاته والذي أدى إلى الغرغرينا وهو عبارة عن موت الخلايا والأنسجة وتحللها وإفراز إنزيمات من العضلات الميتة بسبب عدم وصول الأكسجين عن طريق الدم.
في 17 فبراير عام 2010 أعلن زاهي حواس في مؤتمر صحفي بحديقة المتحف المصري لغز وفاة توت عنخ آمون، فعندما قاموا بتحليل الحمض النووي للمومياء، أظهرت النتائج أن سبب الوفاة يرجع لإصابته بمرض الملاريا، ومن المرجح أن المضاعفات الناجمة بشكل حاد عن المرض أدت إلى وفاته.
اقرأ أيضا: فخر الفن الإنساني… التمثال المعجزة
اكتشاف مقبرة الملك الصبي:
في ٤ نوفمبر عام ١٩٢٢م، كان عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس السادس في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب حتى دخل إلى غرفة تضم ضريح توت عنخ آمون، وكانت جدران هذه الغرفة تحتوي على رسوم رائعة تحكي قصة رحيل توت عنخ آمون إلى عالم الأموات.
في ١٦ فبراير عام ١٩٢٣م، كان هوارد كارتر أول إنسان منذ أكثر من 3000 عام يدخل الغرفة التي تحتوي على تابوت الملك الصبي، لاحظ وجود صندوق خشبي عليه نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما رفع الصندوق، اكتشف أنه كان يغطي صندوق آخر عليه نقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق لاحظ أنه كان يغطي صندوق ثالث مطعم بالذهب وعندما رفعه وصل إلى التابوت الحجري وكان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال للملك الصبي.
وعندما رفع كارتر الغطاء الحجري وصل إلى التابوت الذهبي، كان هذا التابوت يغطي تمثالين من الذهب له، وجد كارتر صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطي المومياء، قام كارتر بتعريض الكفن للشمس ولكن المحاولة فشلت، واضطر لقطع الكفن الذهبي إلى جزئين ليصل إلى المومياء وبعد إزالته وجد مومياء توت عنخ آمون بكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج وحتى العصا وكانت كلها من الذهب الخالص.
اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة، ليتمكنوا من إزالة الحلي ثم بعد ذلك أعادوا تركيب الهيكل العظمي للمومياء ثم وضعوها في تابوت مصنوع من الخشب.
اقرأ أيضا: مصر تتحدث عن نفسها في المتحف القومي للحضارة 2021
أهمية اكتشاف كنوز مقبرة توت عنخ آمون:
ترجع أهميتها إلى أسباب عديدة:
أولًا: أنه أكمل كنز ملكي عثر عليه، حيث إنه يتكون من 358 قطعة تشمل القناع الذهبي، وثلاثة توابيت على هيئة بشرية، أحدهم من الذهب الخالص والآخران من خشب مذهب.
ثانيًا: ترجع تلك الكنوز إلى الأسرة 18 وهي من أشهر عصور الدولة الحديثة، بسبب الانفتاح الذي حدث في ذلك العصر فقد انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية.
ثالثًا: ظلت هذه الكنوز في مصر، كما أنها توضح كيفية تجهيز القبر الملكي، ويوجد أمتعة الحياة اليومية كالدمى واللعب ومجموعة من الأثاث والأدوات والمعدات الحربية، تماثيل للآلهة تتعلق بدفن الملك والشعائر التي كانت تؤدي له، والبوق الخاص به المصنوع من الفضة وآخر مصنوعا من النحاس، كل هذه الكنوز موجودة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة.
رابعًا: نتعرف على الكثير من حياة الملك وسبب حبه للصيد وعلاقته بزوجته عنخ إسن آمون، معرفة أهم أعماله وحاشيته، كرسي العرش الوحيد الذي وصل من الحضارة المصرية القديمة.
هذه كانت نبذة بسيطة جدًا لك عزيزي القارئ، لكي تتعرف على الملك الصبي، تكتشف كل الحقائق عنه دون تزيف أو إدعاءات، وتفتخر بتاريخ مصر العريق وبملوك مصر القديمة وتتعرف على أغلى كنوز في العالم التي تمتلكها مصر حتى الآن.
اقرأ أيضا: المتحف المصري يكتشف نفسه من جديد بعد مرور 120 عاما على افتتاحه
شاهد أيضا:
تسلم إيديك المقال أكثر من رائع
معلومات قيمة جدا
معلومات قيمه جدا ومقالل جميل
عاش بجد💙💙