فهرس المقال
لقاح الأنفلونزا هو خط الدفاع الأول ضد مرض قد يبدو بسيطًا، لكنه يتسبب في إصابة الكثيرين حول العالم بل وتظهر لهم مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان، لذلك يصبح اللقاح من الوسائل الوقائية المتاحة والأكثر فعالية، فما هو مصل الأنفلونزا؟ وما مدى أمانه؟ وهل من الممكن أن يسبب المصل أنفلونزا؟ وهل يتعارض اللقاح مع كورونا ويزيد من فرص الإصابة؟ دعونا نتعمق في الإجابات.
ما هو لقاح الأنفلونزا؟
لقاح الأنفلونزا الموسمية هو لقاح سنوي يهدف للوقاية من مرض الأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية سريعة الانتشار والعدوى، يتم تقديمه سنويًا لتوفير الحماية المثلى ضد هذه العدوى.
- آلية العمل: تعمل لقاحات الأنفلونزا على تحفيز الجسم لتكوين أجسام مضادة تستغرق حوالي أسبوعين بعد تلقي اللقاح، وتقوم هذه الأجسام المضادة ببدء رد فعل مناعي فوري لحمايتك من سلالات الفيروسات المنتشرة.
- توصية CDC: يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بأن يتم تلقي اللقاح كل عام، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مضاعفات مرتبطة بالأنفلونزا (مثل الربو)، ومن يعيشون معهم، والعاملين في مجالات الرعاية الصحية.
- طريقة الإعطاء: يتم إعطاؤه للأشخاص من 6 أشهر فما فوق، إما عن طريق الحقن تحت الجلد أو في العضل، أو على شكل رذاذ أنفي حسب نوع اللقاح.

أنواع لقاحات الأنفلونزا المتاحة
تتوفر أنواع مختلفة من مصل الأنفلونزا، يتم اختيارها بناءً على عمر الشخص وحالته الصحية:
1. لقاحات الأنفلونزا المعطلة (IIV):
- الخصائص: تحتوي على فيروسات مقتولة (غير نشطة).
- الفئة العمرية/الحالات: تعطى للأشخاص من عمر 6 أشهر فأكثر، وهي الخيار الأمثل لمن يعانون من حالات مزمنة والحوامل.
- الشكل: جرعة واحدة تؤخذ في العضل.
2. لقاحات الأنفلونزا الحية الموهنة (LAIV):
- الخصائص: تحتوي على فيروسات حية ولكنها موهنة (ضعيفة جدًا).
- الفئة العمرية/الحالات: تعطى من سن سنتين إلى 49 عامًا للذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.
- الشكل: تعطى على شكل رذاذ أنفي.
متى يجب أن تحصل على لقاح الأنفلونزا؟
يجب الحصول على اللقاح بمجرد توافره في بلدك، حيث يستغرق أسبوعين لبدء عمله وتوفير الحماية، وبشكل عام تشير الإرشادات إلى:
- التوقيت المثالي: سبتمبر، أكتوبر، أو نوفمبر قبل أن يبلغ موسم الأنفلونزا ذروته.
- نصيحة هامة: لا تؤخر الحصول عليه، فإذا فاتك هذا التوقيت، لا يزال بإمكانك أخذه في أي وقت خلال الموسم.

من هم الأشخاص الأكثر أولوية لأخذ اللقاح؟
الأولوية للأشخاص المعرضين لخطر المضاعفات الشديدة:
- الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
- داء السكري وأمراض الغدد الصماء.
- أمراض الكلى أو الكبد المزمنة.
- اضطرابات الدماغ أو النخاع الشوكي أو الشلل الدماغي.
- السمنة المفرطة واضطرابات التمثيل الغذائي.
- الأطفال الأقل من 5 سنوات وكبار السن فوق 65 سنة.
هل هناك تعارض بين لقاح الأنفلونزا وكورونا؟
لا يوجد أي تعارض، لأن الشائعات التي تقول بأن لقاح الأنفلونزا يقلل من المناعة أو يزيد من فرصة الإصابة بالكورونا هي مغالطات غير صحيحة.
ملاحظة: الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية مهم جدًا، خاصة في مواسم الأوبئة، لأنه يقلل من عدد حالات الإنفلونزا التي تحتاج رعاية طبية، مما يخفف الضغط على المستشفيات التي قد تكون مشغولة أيضًا بحالات كورونا.
الفرق بين البرد والإنفلونزا
رغم تشابه الأعراض، إلا أن هناك اختلافًا جوهريًا بينهما، ويكمن الفرق بين البرد والإنفلونزا في أن الأخيرة تهاجم الجسم بشكل مفاجئ وأعراضها تكون أشد بكثير (كحمى شديدة، آلام عضلات مبرحة، وإرهاق)، في حين أن البرد يبدأ تدريجيًا وتكون أعراضه غالبًا محصورة في الأنف والحنجرة وتعتبر أخف بكثير، لذلك يحميك اللقاح من الأنفلونزا وليس نزلات البرد العادية.
كيف يتم إنتاج لقاح الأنفلونزا؟
يستغرق إنتاج لقاح الأنفلونزا الموسمية وقتًا طويلًا يمتد لحوالي 6 أشهر تقريبًا، ويعتمد الخبراء في هذا الوقت على معرفة سلالات الفيروسات الموسمية المنتشرة، ويتم تحديث تركيبة اللقاح سنويًا من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) بناءً على المعلومات التي يجمعها النظام العالمي لمراقبة الأنفلونزا (GISRS)، هذا التحديث يضمن أن اللقاح يستهدف السلالات الأكثر انتشارًا والمتوقعة في الموسم القادم.

متى يجب الإمتناع أو توخي الحذر؟
- إذا عانيت من رد فعل تحسسي شديد تجاه لقاح الأنفلونزا في الماضي.
- إذا كان لديك حساسية معروفة تجاه أي من مكونات اللقاح.
تنبيه هام: أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من حساسية تجاه البيض، حيث أن بعض أنواع اللقاح قد تحتوي على كمية ضئيلة من بروتين البيض، فيمكن للطبيب أن يحدد لك البديل الآمن.
الآثار الجانبية للقاح الأنفلونزا
عادة ما تكون الآثار الجانبية خفيفة وتختفي خلال يوم أو يومين:
- ألم واحمرار وتورم بسيط في مكان الحقن.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
- آلام في العضلات أو صداع خفيف.
هل يمكن أن يسبب اللقاح أنفلونزا؟
لا، لا يمكن للجرعة (المعطلة أو الموهنة) أن تسبب الإصابة بالأنفلونزا، وإذا شعرت بالمرض، فقد تكون مصابًا بالأنفلونزا مسبقًا قبل تكوين الأجسام المضادة، أو أن الأعراض التي تشعر بها هي الآثار الجانبية الخفيفة المذكورة أعلاه.
في الختام، يظل لقاح الأنفلونزا أحد أهم وأفضل الأدوات المتاحة لنا لحماية أنفسنا ومن حولنا من مضاعفات الإنفلونزا الموسمية، لذلك استشر طبيبك دائمًا لتحديد النوع المناسب لك ولأسرتك، وتذكر أن الحصول على اللقاح هو خطوة وقائية مسؤولة تخدم صحتك وصحة مجتمعك، فلا تدع الشائعات غير العلمية تثنيك عن اتخاذ قرارك الصحيح.
كتبت: سارة أمين.
الأسئلة الشائعة حول لقاح الأنفلونزا الموسمية
هل لقاح الأنفلونزا يحمي من نزلات البرد العادية؟
لا، لقاح الأنفلونزا مصمم للحماية من سلالات فيروس الأنفلونزا فقط، وليس ضد الفيروسات الأخرى التي تسبب نزلات البرد العادية.
هل يمكن أخذ لقاح الأنفلونزا في نفس وقت لقاح كورونا؟
نعم، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن تلقي لقاح الأنفلونزا ولقاحات كوفيد (بما في ذلك الجرعات المعززة) في نفس الزيارة.
ماذا أفعل إذا كنت أعاني من حساسية شديدة للبيض؟
يجب عليك إخبار طبيبك، لأن معظم أنواع اللقاحات الحديثة آمنة حتى لمن لديهم حساسية للبيض، لكن الطبيب سيختار اللقاح المناسب وقد يوصي بتلقيه في بيئة طبية مجهزة.


التعليقات مغلقة.