خلف النظارة السوداء والصوت الجبار الذي وحد العرب، كانت تعيش امرأة ريفية بسيطة، خجولة، وتحمل في قلبها الكثير من الحكايات، اليوم، نفتح أسرار حياة أم كلثوم الشخصية، لنرى “ثومة” كما لم نرها من قبل، بعيدًا عن أضواء المسرح الرسمي الذي خلد تاريخ ومسيرة أم كلثوم.

الوجه الآخر للأسطورة.. نشأة أم كلثوم

ولدت فاطمة إبراهيم البلتاجي في منزل طيني بسيط بقرية طماي الزهايرة، لم يمنعها الفقر من حفظ القرآن الكريم، وهو ما شكل لغتها العربية السليمة التي أهلتها لاحقًا لغناء روائع قصائد وشعراء أم كلثوم، بدأت رحلتها بملابس الأولاد (العقال والعباءة) لحماية نفسها في مجتمع محافظ، قبل أن تخلعهم لتصبح “الآنسة أم كلثوم”.

نشأة أم كلثوم

أهم أسرار حياة أم كلثوم الشخصية.. لغز المنديل والكرسي

من أكثر الأسئلة التي حيرت الملايين وما زالت تبحث عن إجابة: لماذا كانت تمسك منديلاً دائمًا؟ ولماذا تجلس على الكرسي في بداية الحفل؟

  • سر المنديل: كشفت الست بنفسها أن المنديل لم يكن للوجاهة، بل لامتصاص عرق يديها الناتج عن توترها الشديد وخوفها من الجمهور، قائلة: “كلما كبر الفنان زاد خوفه”.
  •  سر الكرسي: كانت تجلس في المقدمة الموسيقية لتتأمل وجوه الحاضرين وتكسر حاجز الرهبة، ولأن قدميها لم تكن تحملها من شدة الهيبة في اللحظات الأولى، وهذا يكشف جانبًا إنسانيًا هشًا ضمن أسرار حياة أم كلثوم الشخصية.
لغز منديل أم كلثوم والكرسي

الزواج والحب في حياة الست

ظلت حياتها العاطفية صندوقًا مغلقًا، مما زاد من فضول الناس، تزوجت رسميًا من الدكتور حسن الحفناوي عام 1954م، الذي كان طبيبها ورفيق دربها حتى الرحيل، أما قصص الحب الأخرى، فظلت شائعات وأسرارًا دفنت معها، وربما ظهرت بعض ملامحها في أغانيها الحزينة.

الزواج والحب في حياة الست

الدور السياسي.. أم كلثوم في ساحة المعركة

لم تكن منعزلة عن قضايا وطنها، حيث حكمت عليها إسرائيل بالإعدام (رمزيًا) عام 1949م بسبب تأثير أغانيها الحماسي، وبعد نكسة 1967م جابت العالم لجمع التبرعات للمجهود الحربي، في ملحمة وطنية انتهت بـ ذكرى وفاة أم كلثوم، وهي تحضر لأغنية نصر أكتوبر التي لم يمهلها القدر لغنائها.

أم كلثوم والسينما.. لماذا اعتزلت التمثيل؟

قدمت للسينما 6 أفلام فقط، بدأتها بـ “وداد” (1936) وأنتهتها بـ “فاطمة” (1947)، ورغم نجاحها الجماهيري، إلا أنها قررت الاعتزال السينمائي لأن الكاميرا كانت تقيد حريتها، مفضلة المسرح حيث التفاعل الحي مع الجمهور الذي يعشق كاريزما الست.

ختامًا، تظل أسرار حياة أم كلثوم الشخصية جزءًا لا يتجزأ من سحرها، تلك المرأة التي جمعت بين قوة “كوكب الشرق” وبساطة “فاطمة” ابنة الريف، ستظل لغزًا جميلًا وحكاية تروى للأجيال، بعيدًا عن أضواء الشهرة الصاخبة.

كتبت: نيفين رضا الدميري.

الأسئلة الشائعة حول  أسرار حياة أم كلثوم الشخصية

لماذا كانت أم كلثوم تمسك منديلًا في يدها؟

بسبب تعرق يديها من شدة التوتر والخوف من مواجهة الجمهور، فكان المنديل يمنحها الراحة النفسية.

من هو زوج أم كلثوم الحقيقي؟

زوجها الرسمي والمعروف هو الدكتور حسن الحفناوي، تزوجته عام 1954م واستمر زواجهما حتى وفاتها.

ما هي حقيقة ارتداء أم كلثوم ملابس الرجال في بداياتها؟

نعم، في طفولتها كانت تغني في الموالد مرتدية العقال والعباءة لظن والدها أن ذلك يحميها في مجتمع لا يتقبل غناء الإناث بسهولة.