فهرس المقال
روزا باركس ليست مجرد اسم يمر في صفحات التاريخ، بل هي المرأة التي رفضت الانصياع للتمييز العنصري بقولها “لا” في حافلة نقل عامة، فحولت موقفًا بسيطًا إلى شرارة غيرت مجرى التاريخ الأمريكي وأطلقت حركة الحقوق المدنية التي غيّرت حياة ملايين الناس حول العالم.
من هي روزا باركس ولماذا تعتبر أيقونة في التاريخ؟
ولدت روزا لويس مكاولي في 4 فبراير 1913م في ولاية ألاباما بالولايات المتحدة، كانت والدتها تعمل مدرسة، ووالدها نجار، بعد انفصال والديها انتقلت للعيش مع عائلة والدتها، حيث لعبت الكنيسة دورًا مهمًا في تشكيل شخصيتها على قيم الصبر والكرامة، لاحقًا أصبح اسمها رمزًا عالميًا للثبات والاحترام الإنساني، وقد عُرفت أيضًا باسم روز باركس في الكتب والمراجع التاريخية.
ما قصة طفولة ونشأة روزا؟
نشأت روزا في بيئة بسيطة وملتزمة بالكنيسة، مما منحها قوة داخلية ووعيًا بالعدالة، والتقت ريموند باركس الناشط في مجال حقوق السود، وتزوجته، مما ساعدها على الانخراط في النشاط الاجتماعي والسياسي منذ صغرها.

كيف رفضت روزا باركس الانصياع للقوانين العنصرية؟
في ديسمبر 1955، صعدت باركس إلى إحدى الحافلات العامة في مونتغمري، وعندما امتلأت الحافلة بالركاب البيض، طُلب منها التنازل عن مقعدها، وفقًا للقوانين العنصرية آنذاك، لكنها رفضت وقالت بهدوء: “لا”، فتم اعتقالها وتغريمها، لكن موقفها أطلق شرارة مقاطعة الحافلات التي استمرت 381 يومًا، وفتحت الباب أمام حركة الحقوق المدنية.

ما هي مقاطعة حافلات مونتغمري وكيف بدأت حركة الحقوق المدنية؟
أدى اعتقال روزا إلى احتجاج واسع بدأ بمقاطعة الحافلات العامة في مونتغمري بقيادة القس الشاب مارتن لوثر كينغ جونيور، واستمرت المقاطعة أكثر من عام، أدت في النهاية إلى صدور حكم قضائي بإلغاء الفصل العنصري في الحافلات، لذلك تعد هذه الحملة نقطة البداية لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.

ما هو إرث روزا باركس بعد الوفاة؟
بعد وفاتها في 24 أكتوبر 2005 في ديترويت عن عمر 92 عامًا، أصبح اسم روزا باركس رمزًا عالميًا للكرامة والمقاومة السلمية، وتم تكريمها بوضع شريط أسود على المقاعد الأمامية للحافلات، ونُقل جثمانها إلى واشنطن ليوضع في بهو مبنى الكابيتول، لتصبح أول امرأة غير مسئولة حكوميًا تُكرم بهذا الشكل.
ماذا نتعلم من موقف روزا باركس؟
قصة روزا تعلمنا أن التغيير الكبير قد يبدأ من موقف صغير ومن كلمة واحدة، حيث إن الثبات على المبادئ والكرامة الإنسانية قادران على إحداث فرق هائل، حتى في مواجهة قوانين وجدران الظلم العنصري.
إن ما حدث مع روزا باركس يذكرنا بأن التاريخ لا يصنعه الأقوياء دائمًا، بل يصنعه من يمتلك الجرأة على الدفاع عن كرامته حتى وإن بدا وحده في مواجهة العالم، فلم تكن تلك المرأة تملك منصبًا أو قوة أو نفوذًا، لكنها امتلكت إيمانًا بأن الإنسان خُلق حرًا، وأن الصمت عن الظلم هو مشاركة فيه، حيث أثبتت للعالم أن التغيير لا يبدأ بخطب كبيرة أو حشود غاضبة، بل يبدأ أحيانًا من مقعد بسيط في حافلة.. ومن كلمة واحدة: “لا”.
كتبت: إيمان الخطيب.
يمكن متابعة مقالات أخرى عن شخصيات تاريخية تركت أثرًا عالميًا مشابهًا، لمعرفة كيف ساهم الأفراد في تغيير مسار التاريخ، من هنا.
الأسئلة الشائعة حول روزا باركس وحركة الحقوق المدنية
لماذا تُعد روزا باركس رمزًا للمقاومة السلمية؟
لأنها رفضت الانصياع للتمييز العنصري بطريقة هادئة، مما جعل موقفها نموذجًا عالميًا للقوة والكرامة.
هل كان رفض روزا في الحافلة حدثًا مخططًا؟
لم يكن مخططًا بشكل كامل، لكنه جاء بعد سنوات من الوعي بحقوقها والنشاط الاجتماعي.
ما نتائج مقاطعة حافلات مونتغمري؟
أدت المقاطعة إلى صدور حكم قضائي يلغي الفصل العنصري في الحافلات العامة ويؤسس لحق السود في المواصلات.
كيف تُدرس قصة روزا باركس اليوم؟
تُدرس كمثال على تأثير الفرد في صنع التغيير الاجتماعي والسياسي.

