قبل الحديث عن عملية طوفان الأقصى، يذكرنا هذا الحدث بالتاريخ المجيد لانتصار 6 أكتوبر، لم يكن يتخيل العالم أن يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023م سيكون هو الآخر يومًا تاريخيًا فارقًا، في هذا اليوم وقعت أحداث هذه العملية التي وصفت بأنها معجزة بكل المقاييس، نظرًا للتخطيط والتنفيذ غير المسبوقين.

لم تكن مجرد حراك فلسطيني أو عملية مقاومة اعتيادية، بل هي حرب شاملة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ حرب برية وجوية وبحرية قامت بها القوات الفلسطينية التي لا تملك إلا إيمانًا صادقًا وعقيدة قوية وتدريبًا جيدًا، تمكنت بواسطة كل ذلك من تنفيذ عملية صدمت العالم أجمع وإسرائيل على وجه الخصوص، ووصلت حد الشلل هذه في الساعات الأولى للعملية.

عملية طوفان الأقصى: معجزة أم حرب شاملة؟

عملية طوفان الأقصى هي عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقتها الفصائل الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وجاءت العملية ردًا على الاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والانتهاكات التي مست حرمة المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه المتكرر من قِبَلِ المستوطنين الإسرائيليين.

كيف بدأت عملية طوفان الأقصى؟

بدأت العملية بهجوم صاروخي واسع النطاق أطلقته الفصائل الفلسطينية، حيث أطلقت آلاف الصواريخ تجاه عدد من البلدات والمدن الإسرائيلية، من (ديمونا) في الجنوب إلى (هود هشارون) في الشمال، وحتى القدس في الشرق، ومع إطلاق هذه الصواريخ حدث اقتحام بري مباغت وسريع من شباب المقاومة بواسطة سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية والطائرات الشراعية وغيرها للبلدات القريبة من القطاع، وقد أظهرت هذه الهجمات التكتيكات المبتكرة للمقاومة، حيث استخدمت أحيانًا صواريخ قذائف الياسين 105 المضادة للدروع لتعطيل الآليات الإسرائيلية، مما أتاح اختراقًا أسرع وأعمق للمواقع العسكرية.

قام المقتحمون بالسيطرة على عدد من المواقع العسكرية، خاصةً في (سديروت) ووصلوا إلى (أوفاكيم) واقتحموا (نتيفوت)، وحدثت اشتباكات عنيفة في هذه المستوطنات وغيرها، كما تم أسر عدد من الجنود والمدنيين والاستيلاء على آليات عسكرية وأسلحة إسرائيلية.

خسائر وردود الأفعال الأولى للعملية

خسائر الاحتلال الإسرائيلي:

لقد مثلت عملية طوفان الأقصى نقطة تحول صادمة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وحسب آخر ما ورد لنا في الساعات الأولى من العملية، فقد أكدت القناة الـ 12 الإسرائيلية صباح يوم الأحد 8 أكتوبر ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 350 قتيلًا والمصابين أكثر من 1500 آخرين.

وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإن اليوم هو “يوم أسود”، وأنه على استعداد للثأر، ودعا نتنياهو المقيمين في غزة إلى الخروج من القطاع لأن الجيش الإسرائيلي سيضرب “بكل قوة”، كما حذر حركة حماس من إيذاء الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، محملًا إياهم مسئولية أمنهم وحمايتهم.

الشهداء الفلسطينيين:

في المقابل، أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن وقوع عدد كبير من الإصابات، بينما ذكرت أن هناك 161 شهيدًا فلسطينيًا على الأقل (حتى صباح 8 أكتوبر)، كما أفادت الأنباء عن مقتل وإصابة آخرين في غارات جوية على مناطق مختلفة من القطاع وفي اشتباكات عند السياج الحدودي.

ردود الأفعال المحلية والعالمية على عملية طوفان الأقصى

في الساعات الأولى، طالبت الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية بتوفير الرعاية الطبية، واستدعاء الأطباء، وحملات التبرع بالدم، وإعلان حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات ومراكز الرعاية الطبية، أما ردود الأفعال العربية والعالمية فدعت في معظمها إلى ضبط النفس ومحاولة إيجاد الحلول السلمية والدبلوماسية لتفادي تصعيد الأمر بما فيه الضرر للمنطقة بأسرها.

وعلى الجانب المصري، فقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح ودفع عدد من سيارات الإسعاف عند المعبر، وتوفير كل الرعاية الصحية والخدمات الطبية لدعم المقاومة الفلسطينية والمصابين في قطاع غزة.

إن عملية طوفان الأقصى تذكرنا بأن الإرادة الفلسطينية لا تنكسر، وأنها مستعدة دائمًا للدفاع عن حقوقها وتحقيق العدالة لشعبها، إن قدرة الفصائل الفلسطينية على التخطيط والتنظيم والتدريب، والتكتيك المتقدم في هذه العملية، تدل على استعدادها الدائم لمواجهة أي تحديات في المستقبل، وتؤكد أن المقاومة هي خيار حاضر بقوة في مسيرة تحرير الأرض والحقوق.

كتبت: سحر علي.

الأسئلة الشائعة حول طوفان الأقصى